مالك صقور
لقد طفح الكيل ، وبلغ الدم الفلسطيني الزبى ؛ والغرب يدعم الكيان في عدوانه ومجازره بحق الشعب الفلسطيني هذه المجازر التي تقبح وجه تاريخ البشرية ؛ والشرق يتفرج مطالبا بوقف الحرب . ومن العرب من يدعم الكيان ، ومنهم من يتفرج وينتظر، والقلة القليلة المتمثلة بسوريا واليمن والعراق ولبنان (حزب الله) من يدعمون المقاومة الفلسطينية التي اجترحت المعجزة في الصبر والصمود والبطولة الأسطورية . وها هوالشهر الثامن من هذه الحرب التي دمرت غزة على أهلها من النساء والأطفال والشيوخ المسنين .في حين يلقن فدائيو غزة العدو الصهيوني درسا لن ينسوه . رغم الحصار القاتل ، ومنع الماء والغداء والدواء ، لم يحقق العدو أي هدف من أهدافه .
وعندما اكتفى العالم بالقول وليس بالفعل لوقف هذه المجازر التي لا مثيل لها في التاريخ إلا في مجازر البوسنة منذ ثلاثين عاما . انتفض الطلاب في الجامعات الأمريكية ، احتجاجا لدعم الولايات المتحدة للكيان الغاصب ، مطالبين بوقف الحرب ، داعمين الشعب الفلسطيني ، والقضية الفلسطينية ، لقد أدرك الطلاب وجيل الشباب الامريكان زيف الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فانتفضوا غير آبهين بقمع الشرطة التي تعاملت مع المتظاهرين بوحشية ، واعتقلت عشرات المئات من الطلآب والطالبات ، وكانت هذه المظاهرات اعنف وأقوى وأكبر من المظاهرات التي ناهضت الحرب على فيتنام ، التي أثمرت وكان لها دور في هزيمة أميركا في فيتنام . إن .مظاهرات الطلاب في الجامعات الأمريكية لها أكثر من دلالة :
– إن سياسة الطغمة الحاكمة في الولايات المتحدة باتت مفضوحة بالنسبة لجيل الشباب .
1. ومعاداة السامية التي تتهم الصهيونية كل من ينتقد الكيان الصهيوني ، لم تعد تنطلي على أي شخص واع يعرف تاريخ الصهيونية ، وتاريخ اليهودية المتطرفة .( طبعا ، ليس كل اليهود متطرفين متعصبين) . لكن لليهود وضع خاص جدا في كل البلدان التي عاشوا فيها ، وفيها عاثوا فسادا وإفسادا ..قبل معركة خيبر وبعدها وحتى الآن .وتاريخ الآداب العالمية يشهد على بغض شعوب العالم لليهود . والأمثلة كثيرة من ِ” شايلوك” شكسبير إلى الأدب الروسي ، فليس عبثا أن يكتب الكاتب الكبير دوستويفسكي عام 1877 دراسة مهمة جدا بعنوان (( المسألة اليهودية )) . وكان قد سبقه كارل ماركس الذي كتب أيضا تحت العنوان نفسه (( المسألة اليهودية ))عام 1843 .يقول ماركس : “المال هو إله إسرائيل المطماع ، ويعتقد اليهود أنه لا ينبغي معه لأي إله أن يعيش .إن المال يخفض جميع آلهة البشر ويجعلهم سلعا. السفتجة ، هذا هو الإله الحقيقي لليهود . (السفتجة = تعني الربا ) . طبعا ، يفصل ماركس حال اليهود ويفضح مزاعمهم . علما ، يقال إنه من أصل يهودي . لكن جده اعتنق البروتستنية . أما دوستويفسكي فقد كتب ” المسألة اليهودية ” عندما اتهمه يهود روسيا بأنه يكن البغض لهم واصفا إياهم بالقذارة . ولا يمكن في هذا الحيز التفصيل . يقول دوستويفسكي ” إن صفتي الغطرسة و الغرور من أثقل صفات الطبع اليهودي وطأة علينا نحن الروس ” .
– يتذكر الطلاب الامريكان اليوم ماقاله بنيامين فرانكلين عند وضع دستور الولايات المتحدة عام 1789 قال :
” أيها السادة ، في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي ، وأفسدوا الذمة التجارية .. إنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض …وإذا لم يٌبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم
سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة عام إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية ، ولن تمضي مئتا عام حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود .. أنني أحذركم أيها السادة ، إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فلسوف يلعنكم أبناؤكم و أحفادكم في قبوركم “.
لقد تحققت نبوءة فرانكلين . والطلاب يدركون أن السيطرة الحالية على الولايات المتحدة وعلى حزبيها الرئيسيين وصحافتها وماليتها وتوجيه سياستها من قبل اللوبي الصهيوني والمنظمات اليهودية الضاغطة تؤكد صحة نبوءة فرانكلين . وما استماتة الطغمة الحاكمة في أميركا بدعم الكيان إلا بهيمنة وتوجيه اللوبي الصهيوني . ولهذا كانت مطالب الطلاب عدم هدر أموال الشعب الأمريكي دعما للكيان الصهيوني ، من أجل قتل الأبرياء في فلسطين .
إن مظاهرات الطلاب الامريكان رَّجت المياه الآسنة في مستنقعات العالم ، وهزت الضمائر الحية في كل مكان ،إلا في المستنقعات العربية . وإنه لمن المؤسف والمؤلم والموجع أن يهب العالم لنصرة فلسطين ، ويبقى العرب صامتين صمت القبور ..
(موقع سيرياهوم نيوز)