آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » روسيا – إيران: الشراكة الاستراتيجية باقية

روسيا – إيران: الشراكة الاستراتيجية باقية

 

محمد خواجوئي

شكّلت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى طهران، أمس، حيث التقى نظيره الإيراني عباس عراقجي، ورئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان، المحطّة الثانية بعد زيارة حَمَلته إلى أنقرة، وتركّزت مناقشاته مع المسؤولين فيها على الحرب في أوكرانيا، إلى جانب التطورات في سوريا. ووفقاً للسفارة الروسية في طهران، فإن زيارة لافروف جاءت بدعوة من عراقجي، بهدف «مراجعة العلاقات الثنائية، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي، والتباحث في الاتفاق النووي، والتطورات الإقليمية، بما فيها قضايا سوريا واليمن وأفغانستان». كذلك، جاءت الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية – الروسية تنامياً مطّرداً، بعدما تعزّزت خلال سنوات الحرب الأوكرانية، وفي أعقاب توقيع البلدين، قبل نحو شهر، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، والتي تغطّي مروحة واسعة من التعاون الثنائي، بما فيه العسكري والأمني، وصولاً إلى الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي.

 

وساهم ازدياد حدّة التصعيد بين إيران وروسيا من جهة، والغرب من جهة أخرى، على مدى السنوات الأخيرة، في تعزيز التقارب بين البلدين، اللذين يخضع كلاهما لأقسى العقوبات الأميركية والأوروبية، ما شكّل سبباً مهماً لتشاركهما في مواجهة الضغوط والالتفاف على العقوبات. وفي هذا الإطار، قال عراقجي، في المؤتمر الصحافي المشترك مع لافروف، إنهما أجریا «محادثات مثمرة وبنّاءة، وأشدنا بالمستوى العالي من الحوار السياسي بين بلدينا». ومن جهته، لفت وزير الخارجية الروسي إلى أن بلاده تنتظر دخول الاتفاقية بين الجمهورية الإسلامية وأعضاء الاتحاد الأوراسي حيّز التنفيذ لتعزيز التعاون الاقتصادي.

 

أيضاً، أتت زيارة المسؤول الروسي في أعقاب المحادثات بين موسكو وواشنطن في العاصمة السعودية الرياض، بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا. وعلى الرغم من أن زيارة لافروف الإيرانية لا تتّصل مباشرةً بالمحادثات الروسية – الأميركية، لكن يبدو أن التطوّرات الدولية وآثارها على السياسات الداخلية والخارجية الإيرانية، أثيرت خلال اللقاءات التي عقدها الوزير الروسي مع المسؤولين الإيرانيين، والذين يُحتمل أن يكونوا قد طلبوا تنسيق المواقف بين البلدين بشكل أعمق لمواجهة ضغوط أميركا وباقي الدول الغربية.

 

وفي هذا الجانب تحديداً، قال عراقجي: «في ما يخصّ الملف النووي، نحن نتحرّك بالتعاون والتنسيق مع أصدقائنا في روسيا والصين، وسنقوم بتنسيق المواقف مع بعضنا البعض»، فیما أكّد أن «إيران لن تتفاوض في شأن الملف النووي تحت الضغوط أو التهديد أو العقوبات»، مضیفاً أنه «لا توجد أيّ إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة بيننا وبين الولايات المتحدة ما دامت سياسة الضغط الأقصى تُمارس بهذا الشكل».

 

زيارة لافروف إلى طهران، جاءت في وقت ألقت فيه التطوّرات السورية بظلالها مباشرة على إيران وروسيا

 

 

وفي مقابل مَن عبّروا عن مخاوفهم من أن تبتعد موسكو عن طهران، وأن تعقد «صفقة» مع الأميركيين مقابل إنهاء العزلة المفروضة عليها، ثمة تفاؤل بأن خفض التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة سيستحدث ظروفاً للكرملين تتيح له إمكانية لعب دور لخفض التصعيد بين إيران وأميركا أيضاً. كما يحتمل البعض أن يطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استخدام علاقاته الوثيقة مع إيران لتسهيل المحاثات والاتفاق، ولا سيما أن أفق الآلية الدبلوماسية لحلحلة الخلافات بين طهران وواشنطن اكتنفه الغموض خلال الأسابيع الأخيرة، مع إعادة تفعيل سياسة الضغوط القصوى ضدّ إيران، ومعارضة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وعودة احتمالات المواجهة العسكرية بين الطرفين.

 

وفي هذا الإطار، أشار لافروف إلى محادثاته مع عراقجي حول الاتفاق النووي، وقال: «نعتقد بأن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، ويجب استخدامها بشكل فعّال ومن دون تهديدات أو اللجوء إلى القوّة»، مؤكداً أن روسيا ستساعد في إيجاد حلول لذلك. وأضاف: «لقد زوّدنا إيران بنتائج اتصالاتنا مع الولايات المتحدة، بما فيها في شأن أوكرانيا».

 

وفي الوقت ذاته، فإن زيارة لافروف إلى طهران جاءت في وقت ألقت فيه التطوّرات السورية بظلالها مباشرة على إيران وروسيا، ودورهما في المنطقة. ويبدو أن أحد أهمّ محاور النقاشات بين الطرفين، يتمثّل بالمزيد من التنسيق في شأن الواقع السوري والإجراءات الكفيلة بإعادة تأهيل العلاقات مع سوريا ما بعد الأسد، خاصة إذا ما انتهت الحرب في أوكرانيا، حيث ستجد روسيا أمامها فرصة أفضل لإحياء دورها في الشرق الأوسط. وعن سوريا، قال عراقجي: «مواقفنا في شأن سوريا متقاربة للغاية. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد الاستقرار والسلام والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية. نحن ندعم السلام والاستقرار في سوریا»، في حين أكّد وزير الخارجية الروسي أن حلّ القضايا الداخلية في سوريا غير ممكن من دون مشاركة دول مثل روسيا وإيران والصين، مضيفاً أن موسكو وطهران تدعمان الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين وشي: العلاقات بين الصين وروسيا استراتيجية ولا تخضع لطرف ثالث

  أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات بين الصين وروسيا لا تستهدف طرفاً ثالثاً، ولن تتأثر بأي ...