آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الإدارة بالاحتكار!

الإدارة بالاحتكار!

لم يقتصر الأمر على “الزيت” وقضية الربح الذي افتضح أمره الذي وصل إلى 300% نتيجة الاحتكار وتعدد حلقات الوساطة وحصر استيراده بأشخاص محددين!.
الحقيقة الأولى أنه ليس الزيت فقط وحده يمر بهذه الحلقات … فمعظم المواد الاستهلاكية ارتفعت أسعارها أضعافاً مضاعفة ووصلت نسبة ربحها إلى النسبة المذكورة وأكثر…..
إنه مفهوم المحاصصة المعلنة!.
أين المشكلة ؟
هل هي بالرقابة أم في إجازات الاستيراد أم في حلقات الوساطة والاحتكار أم في”الحظوة”؟ والتي تشكل بمجموعها حالة من الفساد المنغلق على نفسه ضمن دائرة ضيقة.
الحقيقة الثانية أن كل هؤلاء اجتمعوا وتكاتفوا وتضامنوا ليشكلوا حالة ضغط على الأسواق والمواطن الذي أعلن إفلاسه تماماً أمام ظاهرة الفساد المشترك والمعلن بين مافيات المال والحرب.
القضية المستغربة الأخرى تكمن في “اللامنطق” المتبع في طريقة التعاطي مع الأزمة سواء من المواطن أم من المؤسسات.
ففي كل دول العالم عندما يكون هناك ضغط معيشي وحصار اقتصادي وركود في الأسواق تنخفض فيه أسعار بعض السلع مثل السيارات والعقارات.
عندنا فقط الوضع مختلف… معظم رأسمال المواطنين والتجار مجمد في السيارات والعقارات وأصبحت المتاجرة بهما من الاستثمارات التي تحقق أرباحاً خيالية…!!!
تصوروا على سبيل المثال أن سيارة موديل السبعينيات “خردة” متحركة وصل سعرها إلى أكثر من عشرين مليون ليرة بينما الحديثة ونقصد هنا موديل 2010 تصل أسعار بعضها إلى مئات الملايين والأمر نفسه ينسحب على العقارات…
ما هذا المنطق الغريب والعجيب؟… مواطن يئن تحت ضربات السوق الموجعة ويعجز عن تأمين أدنى متطلباته الأساسية بينما يركن سيارته الثمينة أمام منزله وهو بالأساس لا يستطيع أو عاجز عن تأمين متطلباتها من بنزين وزيت والخ.
الأمر الأخطر من هذا وذاك تلك المتمثلة بالقروض الممنوحة من المصارف العامة والتي توظف لشراء العقارات والسيارات وبالتالي تغيب عنها “صفة” الاستثمار وهذا ما يزيد الضغط على القوة الشرائية من جهة وعلى الليرة السورية من جهة أخرى.
الإدارة تحتاج إلى نظرة بعيدة المدى وحلول استراتيجية، وأن تكون إدارة أزمة بعيدة عن الشخصنة … والمتابع للحرب الإرهابية المركبة على سورية يدرك أن استمرار الدولة وانتصارها على الإرهاب العسكري والاقتصادي كان حصيلة تراكمية لتكريس مفهوم الدولة بمفهومها العميق من خلال مؤسساتها الخدمية والاقتصادية والاجتماعية.
من هنا يجب على الجميع الحفاظ على هذا النصر والاشتراك معا للخروج بأقل الخسائر وهذا يتحقق فقط عندما تذوب “الأنا” على حساب “المجتمع”.

(سيرياهوم نيوز-الثورة24-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معبر .. وضحايا ..؟!

    سلمان عيسى   منذ أكثر من شهرين قضى أحد مواطني قرية تلسنون بحادث تصادم مروع مع القطار على معبر تلسنون – ارزونة.. طبعا ...