باريس ـ بروكسل ـ (رويترز) – قالت إيران والولايات المتحدة اليوم الجمعة إنهما ستعقدان محادثات غير مباشرة في فيينا اعتبارا من يوم الثلاثاء في إطار مفاوضات أوسع نطاقا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية.
واستبعدت طهران إجراء محادثات مباشرة لكن وجود إيران والولايات المتحدة في العاصمة النمساوية سيساعد في تركيز جهود إعادة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق النووي. ورحبت واشنطن بالأمر ووصفته بأنه “خطوة صحية للأمام”.
وقال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق لإحياء الاتفاق، إن الهدف هو التوصل لاتفاق خلال شهرين.
وتشهد إيران انتخابات في يونيو حزيران.
وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات مما دفع إيران لانتهاك بعض قيود الاتفاق ردا على ذلك. ويريد الرئيس الأمريكي جو بايدن إحياء الاتفاق لكن واشنطن وطهران تختلفان حول من يتعين عليه اتخاذ الخطوة الأولى.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي “ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، لكن ليس في الغرفة نفسها”. وذكر دبلوماسي غربي أنه سيجري إتباع أسلوب الدبلوماسية المكوكية.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الجمعة إن المحادثات ستكون قائمة على مجموعات عمل يشكلها الاتحاد الأوروبي مع باقي المشاركين من الدول الموقعة على الاتفاق النووي بما يشمل إيران.
وأضاف برايس في بيان “لا نزال في المراحل الأولى ولا نتوقع انفراجة فورية لأننا أمام مناقشات صعبة لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة” مشيرا إلى أن واشنطن لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة مع طهران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم الجمعة إن البيت الأبيض يرى المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا خطوة بناءة على الأرجح لكنه يعي جيدا متطلبات الدبلوماسية ولا يتوقع إجراء محادثات مباشرة حاليا.
كما دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جالينا بورتر إيران مجددا إلى إطلاق سراح كل المواطنين الأمريكيين المعتقلين وقالت إن عودتهم بأمان هي “أولوية قصوى” للولايات المتحدة”.
وقال المسؤول بالاتحاد الأوروبي إن المحادثات ستسعى لوضع قوائم للتفاوض تضم العقوبات التي يمكن للولايات المتحدة رفعها والالتزامات النووية التي على إيران الوفاء بها.
وأضاف أن تلك القوائم “يجب أن تتلاقى في مرحلة ما. وفي النهاية نحن نقترب من ذلك بطرق متوازية. أعتقد حقا أن بإمكاننا تحقيق ذلك في أقل من شهرين”.
وعقدت إيران والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، أطراف اتفاق 2015 النووي، اليوم الجمعة محادثات افتراضية لمناقشة كيفية تحقيق تقدم في هذا الشأن.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر “الهدف: الإسراع بإنهاء رفع العقوبات وإجراءات نووية بما يؤدي لرفع كل العقوبات يلي ذلك وقف إيران لكل الإجراءات التصحيحية… لن يعقد اجتماع إيراني-أمريكي. لا ضرورة لذلك”.
وقال دبلوماسيان إن الجولة الأولى من المحادثات قد تستغرق عدة أيام وقد يليها جولتين أو ثلاث في الأسابيع التالية لمناقشة القضايا المعقدة.
ورفعت الولايات المتحدة ودول أخرى بموجب الاتفاق النووي عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لجعل صناعة سلاح نووي أكثر صعوبة. وتنفي طهران أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وقال دبلوماسيون الشهر الماضي إن احتمالات نجاح واشنطن وطهران في إحراز تقدم فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي قبل الانتخابات التي تجريها إيران تضاءلت بعد أن شددت إيران موقفها.
وقال المسؤول في الاتحاد الأوروبي “إن لم نتوصل لذلك خلال شهرين سنرى حينها ما سيحدث لكن ذلك سيمثل بالطبع أخبارا سيئة”.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-رأي اليوم ٣-٤-٢٠٢١)