آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » عودة أميركية إلى «الخداع البنّاء»: إسرائيل نحو توسيع تدريجي للعدوان

عودة أميركية إلى «الخداع البنّاء»: إسرائيل نحو توسيع تدريجي للعدوان

 

 

تستعدّ إسرائيل للدخول في منعطف حاسم في حربها المستمرّة منذ ما يقرب العامين على قطاع غزة، وسط تصاعد التوتر بين القيادتين السياسية والعسكرية في شأن مستقبل الحرب وإمكانية توسيعها نحو «احتلال شامل». وأكّد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، أمس، أن الجيش بلغ المراحل النهائية من عملية «مركبات جدعون»، معتبراً أن «أهداف العملية قد تحقّقت وتمّ تجاوزها».

 

وأشار إلى أن قواته تمتلك الآن القدرة على فرض «واقع أمني جديد» على حدود غزة، مضيفاً أن «سياسة الاحتواء» لم تعد مقبولة، وأن «الجيش سيكشف التهديدات في مهدها»، متوعداً بـ«هزيمة حماس وانهيارها»، مع إبقاء مسألة الأسرى في صلب الأولويات. وكترجمة عملية لهذه التصريحات، أرسل المستوى الأمني – خلال الأيام الماضية – إشارات حول عدم نيته خوض معركة برية جديدة واسعة، حيث بدأ الجيش بـ«تقليص عديد قواته داخل القطاع»، وأعاد المئات من جنود الاحتياط الى منازلهم.

 

وفسّر مراقبون في الكيان، هذه الخطوة، بأنها تعكس قناعة لدى قيادة الجيش، بأن «الحرب، من الناحية العملياتية، قد انتهت أو أوشكت»، على الرغم من غياب إعلان رسمي بذلك. في المقابل، واصل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دفع رؤيته عبر وسائل الإعلام، مجدّداً خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، أمس، عزمه «السيطرة على غزة وتحرير سكانها من حماس»، مع التأكيد أن إسرائيل «لا تريد حكم غزة»، بل تسعى لأن «تتولى جهات عربية إدارتها لاحقاً».

 

وكان نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرّف، قد صعّدوا الضغوط على زامير، وذهب بعض المقرّبين من رئيس الحكومة إلى التلويح بإقالة رئيس الأركان إذا استمرّ في معارضة التوجّهات السياسية. كما خرج وزراء من اليمين المتطرّف ليعلنوا أن «الاحتلال الكامل» لغزة بات الخيار المفضّل، معتبرين أي اعتراض عسكري على هذا المسار «تجاوزاً للصلاحيات». وبلغ التوتر السياسي – العسكري ذروته مع تدخّل الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، شخصياً، وإجرائه اتصالاً بزامير صباح أمس، لإبلاغه دعمه إياه في وجه «الضغوط السياسية».

 

تصاعدت الاحتجاجات خارج قاعة اجتماع «الكابينت» رفضاً لتوسيع الحرب

 

 

وعلى وقع الانقسامات والاختلافات، التأم «الكابينت» الإسرائيلي أمس، في جلسة وُصفت بأنها «مصيرية» لمناقشة السيناريوات المحتملة لـ«توسيع الحرب». وطُرحت في الاجتماع خطتان رئيسيتان: الأولى تدعو إلى اجتياح برّي شامل للمناطق غير الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية شمال القطاع ووسطه، والثانية ترتكز على فرض حصار محكم على معاقل مزعومة لـ«حماس» لم يعمل فيها جيش العدو سابقاً، وخاصة في المحافظة الوسطى، مع تنفيذ عمليات محدودة من دون اجتياح بري شامل. وأوصى جيش الاحتلال بالخيار الثاني لأسباب تتعلّق بـ«سلامة الرهائن وتقليل الخسائر بين الجنود»، فيما ضغط نتنياهو في اتجاه تفعيل الخطة الأولى، زاعماً أنها تمنح «أفضل فرصة» لتحرير الأسرى والقضاء على «حماس».

 

وبحسب تسريبات إعلامية، فإن خطة نتنياهو تُعدّ من أضخم العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ عقود، وتتضمّن السيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في الوسط، ودفع السكان نحو ما تُسمّى «منطقة المواصي الإنسانية» في رفح جنوباً. ووفق تقييمات الجيش، فإن تنفيذ هذه الخطة سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أشهر من القتال المكثّف، في حين أن القضاء التام على «حماس» قد يتطلب «سنوات لاحقة».

 

وبحسب الترجيحات، فإن «الكابينت» يبدو أقرب إلى إجراء تصويت بالموافقة على توسيع العمليات العسكرية في غزة، ولكن على «مراحل تدريجية» بهدف تصعيد الضغط على «حماس»، ومحاولة استثماره في المفاوضات، من دون الدخول في عملية كبرى مرة واحدة. ومع ذلك، قدّرت مصادر عبرية متعدّدة أن نتنياهو يتمتع بأغلبية كافية داخل «الكابينت» لتمرير خطته، على الرغم من بعض التحفّظات المحدودة عليها.

 

كما ناقش اجتماع «الكابينت» سيناريوات «اليوم التالي» لأي احتلال محتمل للقطاع، حيث جدّد نتنياهو تأكيده أن إسرائيل «لن تضمّ غزة»، بل ستقيم «إدارة انتقالية» تمهيداً لـ«نقل السلطة إلى جهة عربية أو دولية». وهنا، يبرز العامل الأميركي بوصفه عنصراً حاسماً في حسابات تل أبيب. فبينما قالت «القناة 12» إن ترامب «لا يعارض» خطة نتنياهو، نقلت القناة نفسها لاحقاً عن مسؤول أميركي إشارته إلى أن «واشنطن ترفض ضمّاً دائماً لأراضٍ في غزة»، مؤكدة أن دعمها لإسرائيل «لا يشمل تغيير الوضع القانوني للقطاع»، وهو ما يشي بأن واشنطن تدعم خطة السيطرة على كامل القطاع واحتلاله، على أن لا يصبح ذلك وضعاً دائماً.

 

وخارج قاعة اجتماع «الكابينت»، تصاعدت الاحتجاجات رفضاً لتوسيع الحرب. وتظاهر العشرات من عائلات الأسرى أمام مقرّ «الكابينت» في القدس المحتلة، مساء أمس، مطالبين «بعدم التضحية بأبنائهم والبحث عن حل تفاوضي». كما عبّر «منتدى الجنرالات» ضمن «حزب الديمقراطيين» بقيادة يائير جولان، عن معارضته الشديدة لسيناريو احتلال غزة، محذّراً من «عواقب وخيمة».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين يعلن أمام آل نهيان بأن الإمارات قد تستضيف قمته مع ترامب ويشدد على مساعدة الرئيس الإماراتي لموسكو

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بأن الإمارات قد تستضيف قمّته المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال بوتين وهو يقف إلى جانب رئيس دولة ...