آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » سيادة القانون..شرط وجود!

سيادة القانون..شرط وجود!

 

م.حسان نديم حسن

في السياسة لا تحتاج الشعوب إلى الوعود بقدر ما تحتاج إلى سيادة القانون لتجعلها قادرة على فهم ما يحدث من حولها. فعندما تتغير القوانين و القرارات و المعايير وحتى الخطاب الرسمي تبعاً للأشخاص لا تبعاً للمبادئ يضعف البناء المؤسسي للدولة وتفقد البنى الإدارية قدرتها على الإقناع.
سيادة القانون – التي تقضي في جوهرها أن القواعد واحدة والتطبيق واحد و أن الحقوق و الواجبات لا تتغير بتغير الأشخاص – هي حجر الزاوية في بناء دولة٦ تحترم مواطنيها.
فلا يمكن للمواطن أن يثق بمؤسسات تتخذ قراراً اليوم وتنقضه غداً أو تطبق القانون على طرف وتتغاضى عنه مع طرف آخر و لا يمكن للدولة أن تدار بمنطق الاستثناءات الدائمة لأن الاستثناء حين يتحول إلى قاعدة يخلق فراغاً في الشرعية وأزمة في الثقة.
غياب سيادة القانون هو أول علامات الإخفاق السياسي فالناس قد تتحمل الضائقة الاقتصادية لكنها لا تتحمل الظلم الانتقائي وقد تصبر على التأخر لكنها لا تصبر على التناقض وقد تتفهم التعقيدات الإقليمية والسياسية لكنها لا تفهم لماذا يحاسب البعض فيما يترك غيرهم .
عندما تتراجع سيادة القانون يتراجع شعور المواطنة ويصبح المجتمع مجموعات متربصة تتعامل مع مؤسسات الدولة بوصفها “جهة تفاوض” لا “مرجعاً محايداً ”.
وهذه إحدى أخطر اللحظات التي يمكن أن يصل إليها مجتمع يسعى إلى الاستقرار أو إعادة البناء.
الدول التي نجحت في الخروج من أزماتها لم تفعل ذلك عبر الخطب ولا عبر البلاغة بل عبر قاعدة أساسية : ثبات القواعد على الجميع دون استثناء.
فمن دون سيادة قانون لا يمكن مكافحة الفساد و لا تحقيق العدالة ولا إصلاح الاقتصاد و لا حتى بناء عقد اجتماعي جديد.
إن الإصلاح السياسي الحقيقي لا يبدأ بالبرلمان و لا بالدستور و لا بالحكومة هو يبدأ بقرار واحد أن تحكم الدولة بالقانون لا بالأمزجة.
فسيادة القانون ليست ترفاً إدارياً.. إنها شرط وجود.
(اخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آثارُنا..!!

    مالك صقور   تناقلت وكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي ، نبأ سرقة حصلت في المتحف الوطني في دمشق قبل الإسبوع الماضي ، وقد ...