تأخرت في المجيء..ولن أغادر قبل أن…

 

 

حيدر سنيور

 

أنا تأخرتُ في المجيء إلى المكان

الذي يتواجد عليه البشر

وأخيراً أتيت

من باب لا أعرف بعد مكانه

وكيف فُتح لي

 

مشيتُ وحيداً

تعثرتُ ووقعتُ وأنتظرت كثيراً

على المفارق

لم أشارك في اختيار أسمي وامتدادي

 

تابعتُ وتأملتُ الزرع والشجر والبشر

حلمتُ كثيراً وأعجبتُ في

أشياء كثيرة

وأستمعتُ إلى كلام الكبار

باهتمام وشغف

وكنتُ أسمع ضحكات زملائي

واصمت وابتسم

 

أحببتُ وتزوجتُ ورزقت بأولاد

مثل كل البشر

ولم أنس طفولتي ودار أبي

وصورة من رافقني الحياة بحب

ومسؤولية وغادر باكراً

ولم يعّدْ

 

قررت المتابعة والاستمرار

وحرصتُ على أن أترك أثراً طيباً

ومتميزاً في كل مكان وصلت إليه

وحرصت على أن يبقى أسمي

في ذاكرة الأجيال

 

وتابعتُ وتحررتُ من الخوف والتردد

وعملتُ في كل المجالات الوظيفية والاجتماعية والزراعية والتجارية

وحرصتُ أن أبقى تحت دائرة الضوء

وفي العلن بكل صدق وشفافية

وأحببتُ كل زملائي وأصدقائي

ومازلتُ أضع أثقال تعبي وهمومي

على أكتاف المحبين والمخلصين منهم

 

تعثرت الحياة وداهمت العواصف

والرياح كل الطرقات

وأصبح هم الواحد رغيف الخبز والدواء

ما أصعب أن تجف أحلامك

وتصغر اهتماماتك

ولكن عليك أن تمضي وتبحث

بأية وسيلة لأكمال الأشياء المطلوبة

منك ولم تكتمل بعد

 

وقررت أن لا أقف في منتصف الطريق

ولن أخرج من دائرة الضوء

وسأبقى أتنفس بعمق وإصرار

ولن أغادر

إلا بعد أن أكمل رسالتي وأضعها

في يدي من هو قادر على حملها

وحفظها في أمانة ومسؤولية

وهو مازال محط اهتمامي وحبي

وتقديري واحترامي

 

12/12/2025

(أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)