آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » العكبر.. من وقاية الخلية إلى دعم صحة الإنسان

العكبر.. من وقاية الخلية إلى دعم صحة الإنسان

لوريس عمران:
يتزايد الاهتمام العلمي بمادة العكبر أو “البروبوليس” المادة الصمغية الثمينة التي ينتجها ويستخدمها النحل ببراعة لبناء درع واق يحمي خليته، وفي خضم هذا البحث المتنامي عن البدائل الطبيعية، يتوقف المختصون عند التركيبة المعقدة للعكبر، محاولين الكشف عن كامل إمكاناته في دعم صحة الإنسان.

بدوره أشار الدكتور علي إبراهيم اختصاصي بالطب البديل والأعشاب إلى أن العكبر يعد إحدى أقدم المواد الطبيعية التي عرف الإنسان فائدتها منذ أن لاحظ دورها داخل الخلية.
وأوضح من خلال حديثه لصحيفة “الحرية” أن النحل يجمع هذه المادة الصمغية من لحاء الأشجار، ليحولها إلى خط دفاع فعال يحمي بيئته من أي ملوثات أو بكتيريا، ولهذا الدور تحديداً اكتسبت أهميتها العالية على مر العصور.

تركيبة غنية ومزايا مضادة للالتهاب والأكسدة

وأكد الدكتور إبراهيم أن العكبر يتمتع بتركيبة كيميائية معقدة تتألف من مزيج فريد من المركبات النباتية، وفي مقدمتها الفلافونويدات والأحماض الفينولية، لافتاً إلى أن هذه المكونات هي التي تلفت الانتباه في الأبحاث بسبب خصائصها المضادة للأكسدة والمساعدة في مقاومة الالتهابات.
مبيناً أن هذه المكونات منحت  العكبر سمعة واسعة ضمن مجالات الطب التكميلي، حيث يستعمل تقليدياً كعامل داعم للمناعة، وللعناية بالبشرة، ولتخفيف طيف من الأعراض المرتبطة بالالتهابات.

دلائل البحث العلمي الأولي

وبين إبراهيم أن العكبر استخدم تاريخياً وبشكل أساسي في تطهير الجروح والاعتناء بالجلد. موضحاً أن بعض الأبحاث الحديثة “تظهر دلائل أولية” تدعم دوره المحتمل في دعم وظائف الجهاز المناعي، ومقاومة أنواع معينة من البكتيريا والفطريات. مبيناً أن الاهتمام به ازداد مع توسع الدراسات التي تقيم تأثيره الإيجابي في التهاب  الجهاز التنفسي الخفيف، وفي تخفيف تهيج الفم واللثة، بالإضافة إلى دوره في بعض حالات الحساسية الجلدية.

ضرورة التوازن: العكبر مكمل وليس بديلاً

ولفت الدكتور إبراهيم إلى أن الإقبال على استخدام العكبر ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة تزامناً مع تزايد الاهتمام بالصحة الطبيعية، مؤكداً أن العكبر ليس بديلاً للطب الدوائي أو التدخل الطبي المتخصص، وأن نتائجه لا تزال ضمن إطار البحث إذ لا يجوز التعامل مع حالات صحية مثل الالتهابات المزمنة، أو الأمراض المناعية، أو ارتفاع ضغط الدم، باستعمال أي مادة طبيعية دون تقييم طبي دقيق، مضيفاً أن الاستفادة تختلف من شخص لآخر، وأن الجرعات يجب أن تكون مدروسة حيث تتم تحت إشراف مختص، خصوصاً بالنسبة لمن لديهم حساسية معروفة تجاه منتجات النحل.

ضرورة الالتزام بالنهج العلمي

تشير المعطيات إلى أن العكبر يمثل إضافة قيمة إلى خيارات الطب التكميلي بفضل تركيبته الفريدة، إلا أن الرسالة الأهم التي يبعث بها الخبراء هي ضرورة الالتزام بالنهج العلمي والمهني في التعامل معه. إن استخدامه يجب أن يكون دائماً مكملاً للرعاية الصحية الشاملة وليس بديلاً عنها، مع أهمية استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وتفادي أي تفاعلات محتملة، ليظل العكبر كنزاً طبيعياً يستثمر بعقلانية وحذر.

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكشري المصري على لائحة اليونسكو للتراث غير المادي

اليونسكو تدرج الكشري المصري على قائمة التراث غير المادي، مثبتة مكانته كأحد أبرز رموز المطبخ الشعبي في مصر.   أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم ...