محمود ابراهيم:
مثابرة تأبى اليأس والإحباط مدفوعة بقلوب نقية جل همها هو تقديم يد العون والمساعدة إلى من هم بحاجتها بالفعل تستمر معها جمعية المجد (لأمهات الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ) بتقديم خدماتها الاعتيادية، وممارسة أنشطتها التي تحمل دائماً كل ما هو قادر على إغناء مسيرة العمل المجتمعي الناجح.
طبيب علم النفس والمشرف العلمي لجمعية المجد الدكتور “كنان إسماعيل الشيخ” التقته صحيفة الثورة، والذي قدم شرحاً مفصلاً عن آلية عمل الجمعية وأنشطتها، والأهداف التي ترمي إلى تحقيقها مستقبلاً.
* أهلية غير ربحية..
جمعية المجد هي إحدى الجمعيات الأهلية غير الربحية في محافظة طرطوس والتي أشهرت بالقرار 323 لعام 2006، تعنى بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (كالتوحد ومتلازمة داون والشلل الدماغي و فرط النشاط والسلوك العدواني وصعوبات التعلم).
نظام العمل فيها يشبه عمل روضات الأطفال العادية من حيث الفترة التي يقضيها الطفل لدى الجمعية والتي تمتد من الساعة 8.30 صباحاً وحتى 2 ظهراً، و التعامل مع الأطفال يتم من خلال كادر مؤهل يمتلك خبرات واسعة تشكلت خلال سني العمل.
* دمجهم بالمجتمع..
عمر الطفل الذي يستطيع فيه الدخول إلى الجمعية هو من سن 3 سنوات وحتى 14 سنة، والأطفال الذين يقبلون في الجمعية هم حتماً خارج النظام المدرسي والجمعية من خلال الدور المنوط بها تقوم في كل عام بدمج عدد من الأطفال في المدارس، وهذا الأمر مرتبط بتطور وتحسن حالة الطفل وطبعاً حسب حالته المرضية.. فبعض الإعاقات التي توصف بالشديدة تبقى لدينا، ولهذا نحن في تعاملنا مع الأهل لا نرفع سقف الآمال لديهم حيال تجاوز أبنائهم لظرفهم الحالي، لأن هذا الموضوع أكبر من الطفل نفسه والعائلة والجمعية لأنه يتأثر بتضافر الجهود وتناغمها من كل الأطراف ويحتاج إلى تعب ومتابعة.
وعلى الرغم من ذلك فالجمعية لا تدخر أي جهد كان، فعلى سبيل المثال الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم تقوم الجمعية بمساعدتهم في فترة الصيف والأعطال من أجل تكثيف المعلومات لديهم، وأيضا يوجد لدينا جلسات إضافية ما بعد فترات الدوام الرسمية للأطفال الذين يحتاجون إلى عناية واهتمام زائد.
* غرفة المصادر..
وبخصوص الأطفال الذين تم دمجهم بالمدارس العادية بيَّن أن مديرية التربية في طرطوس اتبعت نظام الدمج في بعض مدارسها، حيث يخصص الأطفال ممن لديهم وضع خاص بغرفة تسمى غرفة المصادر، وهذه الغرفة تكون تحت إشراف معلمات المصادر المؤهلين لتعامل معهم، والطفل حينها سيحصل على خدمات مساندة تعينه في التعلم.
معتبراً أن المدارس التي اتبعت نظام الدمج حتى الأن في طرطوس 4 مدارس فقط.
وأشار الشيخ إلى أهمية الخبرة في المدارس العامة والخاصة معتبر إياها هي الأساس.. والإنسان الذي يحب هؤلاء الأطفال ويرغب بمساعدتهم هو من يخلق وسائل المساعدة دوماً.
* الأم أكثر تأثراً وتأثيراً..
الدكتور الشيخ أشار الى إنه ومن خلال اسم الجمعية يمكننا أن نستدل ببساطة على أن عملنا موجه أساساً نحو الأمهات، فالأم هي الأكثر تأثراً وتأثيراً، وذلك لأن الوقت الذي يمضيه الطفل لدينا قصير إذا ما قورن بالبيت، فالأم هي التي تعتني بالطفل في المنزل والشارع وفي الحديقة، فهي على تماس مستمر معه، ومن المهم أن تمتلك المعرفة والخبرة الضرورية كي تتعامل مع طفلها بطريقة الأمثل.
مضيفاً أن كثيراً من الأمهات أصبحن يمتلكن معلومات نظرية عن حالة أطفالهن، وذلك من خلال البحث في الإنترنت وقراءة الكتب المتخصصة، والجمعية هنا تساعدهم في الجانب العملي أي التطبيق من خلال مراقبتنا ومتابعتنا في كيفية التعامل مع الطفل أي كيف يجب أن تتعامل مع الطفل كما لو كانت هي الخبيرة، فهذه نقطة مهمة وأساسية لدينا فيما يخص الأمهات.
* تمكين الأطفال..
وفيما يخص الثقافة المجتمعية وتعاطيها مع ذوي الاحتياجات الخاصة اعتبر الشيخ أن معظم المجتمعات وحتى المتطورة منها مازالت تعاني حتى وقتنا الحاضر من إشكاليات عديدة في كيفية التعاطي مع هذه الفئة من الأطفال، وأيضاً أهل الأطفال أنفسهم كالتنمر والشفقة والتعاطف المبالغ بهما.
وأضاف الشيخ أن أغلب المحاضرات التي تقيمها الجمعية تتركز على الدمج الاجتماعي الذي يهدف إلى تمكين الطفل أن يعيش حياته في مجتمعه ولو بنسبة يكون قادراً فيها على الشعور بأن لديه كياناً وحضوراً يستحق التقدير من محيطه لا أن تستعطفه الناس أو تشفق عليه.
* نشاطات ومشاريع..
وكشف الدكتور الشيخ عن آخر المشاريع التي قامت بها الجمعية (مشروع ألوان) والذي مازال تنفيذه في مراحله الأولى وهو ثمرة تعاون وتنسيق جهود من قبل جميع كوادر الجمعية والهدف منه هو تدريب وتأهيل فئات مختلفة من كافة شرائح المجتمع كطلاب الجامعات وطلاب المعاهد الصحية ومقدمي الرعاية وأهالي الأطفال ومعلمات روضات أي يعني كل الفئات التي يمكن ان يتعامل معها الطفل.
حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الورشة والذي شمل تدريب طلاب المعهد الصحي قسم العلاج الفيزيائي.
والمرحلة الثانية من الورشة هو تدريب الأمهات، والمشروع تحديداً يتوجه نحو 220 شخصاً والهدف منه أن يكون لدينا 220 شخصاً قادراً على التعامل مع هذه الفئة بطرق علمية حديثة يمتزج فيها الجانب العملي والنظري وفي نهاية المشروع هناك أنشطة سيقوم بها المتدربون أنفسهم بتنفيذها.
وفي نهاية المشروع هناك فيلم سينمائي سيتناول إحدى قصص النجاح، وسيعرض مرتين في صالة الكندي في مدينة طرطوس.
* العقبة الأهم..
الدكتور “الشيخ” لم يخفِ عنا قلة الموارد وقلة التبرعات المالية التي تتلقاها الجمعية وأثر ذلك على عمل الجمعية معتبراً أن الموضوع المادي أصبح عقبة حقيقية وأكثر ما تعاني منه الجمعية هو الحاجة إلى الوسائل التعليمية التي أصبحت مرتفعة الثمن بشكل يصعب على الجمعية شراؤها.. مؤكداً انه متى ما توافرت الإمكانات المادية فإنه يمكن الحصول على وسائل تعليمية أفضل، ومن خلال هذه الوسائل يمكن توسيع عمل الجمعية والأنشطة التي تقوم بها
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة