أنهت الولايات المتحدة أمس حقبة وجودها في أفغانستان، مقفلة الباب على عشرين عاماً من الغزو والوجود العسكري، خلّف آلاف الضحايا ومزيداً من الفوضى وعدم الاستقرار، وإعادة تسليم البلاد لتنظيم طالبان المتطرف.
مشاهد تاريخية نقلتها وسائل الإعلام لخروج آخر جندي أميركي من العاصمة كابل، كشفت للعالم حجم التغير الكبير الذي أصاب أميركا، وما سيعنيه ذلك من تداعيات تؤكد جميع التحليلات أنها ستطول منطقتنا.
القيادة المركزية الأميركية على حسابها في «تويتر» فجر أمس الثلاثاء، نشرت صورة ليلية لآخر جندي أميركي يغادر أرض أفغانستان، وكتبت القيادة في تعليق على الصورة: «صورة للواء في الجيش الأميركي «كريس دوناهيو»، قائد الفرقة المجوقلة الـ82، والذي يعتبر آخر عنصر من القوات الأميركية يغادر أفغانستان، وبمغادرته تم استكمال المهمة الأميركية لإجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة إلى الأفغان المعرضين للخطر».
وعقب هذا الإعلان، ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن أن العالم سيحمّل حركة طالبان مسؤولية تعهدها بتوفير ممر آمن لمن يريدون مغادرة أفغانستان، واصفاً عمليات الإجلاء من أفغانستان بأنها نجاح استثنائي لبلاده.
من جهتها قالت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إن مطار كابل لم تعد به خدمات مراقبة للحركة الجوية مع انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان، وإن الطائرات المدنية الأميركية ممنوعة من التحليق في أجواء ذلك البلد ما لم تحصل على تصريح مسبق.
بدوره حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء من «كارثة إنسانية» وشيكة في أفغانستان وحض دول العالم على تقديم مساعدات مالية عاجلة في أعقاب رحيل القوات الأميركية من هذا البلد، وقال في بيان: «أحض جميع الدول الأعضاء على تقديم كل ما بوسعهم من أجل شعب أفغانستان الذي يمر في أصعب الأوقات».
الاتحاد الأوروبي أعلن أنه يعتزم العمل على تجنب الهجرة الجماعية من أفغانستان إلى أوروبا، بما في ذلك عبر دعم الدول التي ستستقبل اللاجئين الأفغان.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية أمس الثلاثاء، أن «الاتحاد الأوروبي وأعضاءه سيعملون معاً من أجل تجنب تدفق المهاجرين غير القابل للسيطرة مثل تلك التي واجهها الاتحاد في وقت سابق».
وبعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أميركية، استولت حركة طالبان على مطار كابل كاملاً، وسار بعض قادة طالبان، يتقدمهم المتحدث باسمها، ذبيح اللـه مجاهد، على مدرج المطار، محاطين بحراس يرتدون معدات قتالية للقوات الخاصة.
ونشر موقع دعائي لطالبان، مقاطع لقادة الجماعة في المطار، وفي أحدها، مجاهد وهو يشكر مجموعة من مقاتلي الحركة على جهودهم ويهنئهم على «نيلهم الاستقلال».
بموازاة ذلك أعلن قائد سلاح الجو البريطاني، مايك وينغستون، أن لندن مستعدة لشن هجمات ضد تنظيم «داعش خراسان» في أفغانستان، وقال: «يجب أن نكون قادرين على لعب دور عالمي في التحالف العالمي لهزيمة داعش، سواء عن طريق غارات جوية أم تحريك قوات أم معدات في بلد معين»، وأضاف: إن بلاده لن تتردد في المشاركة بأي جهد لضرب الإرهاب في أي مكان يرفع فيه رأسه، أو في حال شكّل تهديداً لبريطانيا وحلفائها.
وأشار إلى «أن أفغانستان تعتبر من أكثر المناطق صعوبة في العالم، ومع ذلك، فنحن قادرون على العمل هناك».
سيرياهوم نيوز-الوطن-وكالات