طلال ماضي
تعرِض وزارة النفط والثروة المعدنية في المعارض التي تشارك بها العديد من الثروات والخامات الطبيعية والتي لم تأخذ حظها فى برامج الاستكشاف، والاستفادة منها على الرغم من الحاجة الماسة لها اليوم، وخاصة المعدن الساحر او مايعرف بالزيوليت، وذلك نظراً لأهميته في الزراعة وسط ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والجفاف نتيجة تغير الظروف الجوية . ويستخدم معدن الزيوليت الطبيعي بحسب دراسة للمؤسسة العامة للجيولوجيا تلقى موقع الساعة 25 نسخة منها في العديد من التطبيقات الزراعية والبيئية والصناعية في تحسين الترب، ورفع مردود المحاصيل الزراعية، و تقليل نسبة استهلاك مياه الري، والحفاظ على المياه الجوفية من التلوث، وفي تغذية الحيوانات وتربية الأسماك، و تنقية وترشيح المياه وفي العديد من الصناعات منها المنظفات والورق والمطاط. وحسب دراسة للمؤسسة , تم اكتشاف المعدن الساحر الخام في المنطقة الجنوبية الشرقية من سورية في موقع جبل السيس بجبل حوران ( اللجاة ) ، وتتراوح سماكته بين ١٨ و٤٧ م للمساحة المدروسة ٦ كيلو متر ، وفي موقع تل المكيحلات بيّنت الدراسة على ٣ كم أن سماكة الطيف ٣١ م ، وفي موقع أم أذن يبلغ سماكة الطفيت أكثر من ٢٧ م. وبيّنت الدّراسة أن الاحتياطي المقدّر في موقع السيس ١٤١ مليون طن, وفي المكيحلات ١٦٠ مليون طن , وفي موقع أم أذن ٢٦١ مليون طن. وأشارت الدراسة إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية خلال المرحلة الأولى تبلغ نحو 50 ألف طن في السنة الأولى، وترتفع إلى 100 ألف طن في المرحلة الثانية، وتشمل مراحل الإنتاج أعمال فتح المقلع والاستخراج ومن ثم تكسير وطحن المنتج للوصول إلى المواصفة القياسية ثم تعبئته ليكون جاهزاً للاستخدام المباشر للأغراض الزراعية والصناعية. وعن هوية هذا المعدن ومصدره , أوضح الدكتور رامي كبا عضو الهيئة التدريسية في جامعة الفرات أن الزيوليت عبارة عن معدن أو فلز بركاني رسوبي النشوء، مكون بشكل أساسي من السيليكات الألومينية ذات هيكل بلوري على شكل شبكة ثلاثية الأبعاد، ويوجد ضمن الطبقات الجيولوجية للأرض . وأشار الدكتور كبا إلى آلية استخدامه في الزراعة من خلال نثره على الأرض ومن ثم فلاحتها , وفوائد الاقتصادية من توفير المياه كون لديه القدرة على الاحتفاظ بالمياه على المدى الطويل، ويعمل على توفير الأسمدة كونه حامل للعناصر الغذائية ويزيد الإنتاج . ودعا كبا إلى ضرورة إرشاد المزارعين على استخدامه وتوفيره بكميات كبيرة للأراضي الزراعية بعد استخراجه وطحنه، وهذا بحاجة إلى مساهمة وزارة الزراعة وقرار من الدولة لتوفيره ونقله من المقالع إلى الاراضي الزراعية، ويفضل نقله بالمجان لتشجيع الفلاحين على استخدامه، وسيتم حصد نتائج إضافته للأراضي الزراعية في الموسم اللاحق . وبعد دراسة عن فوائد استخدام الزيوليت في زراعة القمح أجراها مع فريق بحثي استمرت على مدار ٣ سنوات , أوضح الدكتور كبا أن الزيادة في انتاجية الهكتار الواحد ارتفعت بحوالي ٣٠٠ ألف ليرة سورية على سعر كيلو القمح ٩٠٠ ليرة، و نصح كبا إضافة ٢٠ طن للهكتار الواحد لمرة واحدة فقط. الجميع يسأل اليوم عن سبب التأخير بالاستفادة من هذا المعدن الساحر وآلية العمل واستخراج هذا المعدن هل ستكون من قبل وزارة النفط ؟ ، أم هناك جهات أخرى وشركات صديقة عينها على استثماره ، والجدوى من استخدامه؟.. بكل بساطة نقول إن هذا المشروع وطني بحاجة إلى تبنيه من قبل الحكومة، وإقناع الفلاحين بأهمية استخدامه من خلال توزيع جزء منه على أراضي محددة بالمجان مقابل الإشراف على المحصول وشرط تسليمه للدولة خلال فترة محددة، وهنا يكون الفلاح استفاد من عائد الإنتاج وزاد ربحه، والدولة استفادت من عائد الإنتاج الحصري لها وكسبت بطريقة غير مباشرة، وأثبتت فوائد هذا الفلز حتى تستطيع إقناع الشركات المستثمرة وتسويقه عالمياً، فهل سننطلق بهذه الخطوة؟ ، أم نكتفي بالإعلان عن توفر المعادن دون الفائدة منها ؟! .
(سيرياهوم نيوز-الساعة 25-11-10-2021)