لطالما قال لنا العارفون ان روسيا تتعاون مع اسرائيل .. وانها حليفها ضد سورية .. وان التنسيق الروسي الاسرائيلي لايمكن اخفاؤه ولاينكره الا كل ذي عينين عمياوين .. وحمل لنا هؤلاء العارفون الادلة والبراهين وفقؤوا عيوننا بها .. ولم يكن سهلا ان نخرج اصابعهم من عيونهم التي فقؤوها كي لايروا .. فليست عيوننا التي فقئت .. بل هم من فقأ عيونهم كيلا يروا .. اليوم في الحرب الاوكرانية .. ظهر زيلينسكي المواطن الاسرائيلي وحكومته الاسرائيلية وهي التي تريد تفجير روسيا خدمة للغرب .. بل وتهددها بالسلاح النووي .. وتبين للجميع ان روسيا كانت ترى ان اسرائيل تلعب لعبة خطرة للغاية ضد روسيا .. سواء في سورية ام في اوكرانيا .. لم تعد اسرائيل تدعي انها صديقة حميمة لروسيا .. وأنها تقصف بالتنسيق معها وبالاتفاق معها .. فالمواطن الاسرائيلي زيلينسكي لو كانت اسرائيل تريد منه ان يجامل روسيا وان لايثير مخاوفها وغضبها فانه كان سيتجنب كل مايزعج روسيا طالما انها تخدم اسرائيل وتتحالف معها ضد سورية وتسمح لها بقصف أراضيها بل وتمنع سورية من استخدام صواريخها المتطورة كما يزعم البعض .. الامر أعمق منذ ذلك بكثير .. وصمت روسيا لم يكن سببه تحالف مع اسرائيل بل اعتبارات كثيرة جدا منها انها تنسق مع سورية وليس اسرائيل وتدرك ان غارات اسرائيل لها هدف أخر قد يكون استطلاعيا او استفزازيا بتوجيهات امريكية .. لأن من يدير الحرب في سورية هي اميريكا .. وان الأمر أمر توقيت فقط .. الحرب الروسية الاوكرانية تظهر بشكل جلي ان روسيا تدرك ان اوكرانيا مختطفة وأن الخاطفين اسرائيليون يعملون لحساب أميريكا .. وأن تل أبيب هي التي توجه الحرب في غرفة عمليات واحدة مع واشنطن .. ولذلك فان كل هذا دليل على ان تحالفنا مع روسيا كان صحيحا وانها لن تتحالف مع اسرائيل ضد نفسها .. ولكنها مناروات السياسة وتوازناتها الظاهرية .. الغريب ان الحرب الغربية على روسيا تعيد نفس أدوار الحرب السورية .. حيث يظهر المسالمون المعارضون الاوكرانيون على الاعلام الغربي وهؤلاء هم الذين يريدون السلام والحرية لبلادهم .. وتظهر النساء الاوكرانيات الباكيات في الاعلام الغربي ووجوه الاطفال فقط .. أما المتطرفون النازيون المجرمون فانهم غائبون تماما عن الصورة الغربية .. وكما كان الجيش السوري هو الجيش المجرم الذي يدمر ويقصف بالبراميل والاسلحة الكيماوية فان الاعلام الغربي والسوشيال ميديا العربية لم تفعل جديدا سوى انها أخذت الاخبار التي كانت تنسب للجيش السوري ووضعت في نفس الخبر الجيش الروسي الذي يخرق القوانين الدولية ويرتكب المجازر .. ولايحترم حرمة أحد ولايوقفه طفل ولاأنين امرأة .. وطبعا حل الرئيس بوتين في الاعلام الغربي محل الرئيس الاسد .. فهو الان الرئيس المختل عقليا والمهووس بالاجرام والسلطة والطموحات التوسعية .. وهو بلا قلب ولارحمة .. ووحش مخيف .. وأناني يريد خطف العالم الى الحرب .. التي يسميها الغرب حرب بوتين .. والأخبار لاتتحدث عن الجيش الروسي بل جيش بوتين مثلما كانت كتائب القذافي وشبيحة الأسد وقوات هتلر .. وان روسيا ستدفع ثمنا باهظا بسبب عناد الرئيس بوتين ومجموعته الدموية .. في استرجاع لشعار الاسد او نحرق البلد .. انه فقط تغيير في الاسماء .. طبعا لاأستبعد ان نفتح الاخبار يوما لنسمع عن تنسيقيات روسية وعن غواصة صينية او ايرانية وربما سورية لجأ اليها بوتين ووصل بها الى ميناء طرطوس هاربا من العدالة الدولية التي بدات بمعاقبته .. رغم ان بوتين لايكترث بهذه العقوبات بل انه لم يكلف نفسه عناء الاستماع للبيانات والخطابات الغربية التي يبدو فيها بايدن وجونسون وماكرون منشغلين بصياغتها لتبدو أكثر ارهابا وتعنيفا وتخويفا .. مايحدث في اوكرانيا هو حرب سورية بالمقلوب … فجميع من شارك وخطط الحرب السورية موجودون في اوكرانيا اليوم ضد روسيا .. فالاسرائيليون في اوكرانيا كما كانوا موجودين في الحرب السورية .. والاتراك موجودون سرا وسيكشفون عن وجوههم عندما تحين الساعة .. وطبعا نفس المخابرات البريطانية والفرنسية والالمانية والامريكية .. كلهم لديهم غرف عمليات في اوكرانيا .. ضد روسيا التي حلت محل سورية .. الروس عاشوا الحرب السورية لحظة بلحظة وهم يعرفون ان الحرب الاعلامية ضدهم تقودها نفس الغرف الاعلامية والماكينات التي اشتغلت في سورية لسنوات طويلة .. وستظهر بسرعة كل طرائقها وشخصياتها الكاريكاتيرية من (بانا العابد) بالنسخة الاوكرانية الطفلة البريئة ذات السنوات السبع التي تتحدث باللغة الانكليزية وكأنها خريجة علوم سياسية .. وستظهر نسخة الخوذ البيضاء الاوكرانية .. ما فات الغرب ان روسيا درست الحرب السورية وتعلمت منها كل فنون الحرب الاعلامية الغربية والحديثة وعملية تصنيع الوهم .. وعلى مايبدو فانها كانت تعد كل العدة لهذه المعركة وقد أدركت ان الحرب على سورية كانت هي بداية المعارك ضد روسيا نفسها .. وكل من يستمع الى الاعلام الغربي الذي يتوقع حربا طويلة واستنزافا لروسيا وورطة في وحل اوكرانيا سيكون مخطئا .. ومخطئا جدا .. اوروبة هي التي ستدفع ثمن هذه الحرب من ثروات شعوبها .. لأن اوروبة هي اوكرانيا كبيرة خضعت للاحتلال الاميريكي منذ الحرب العالمية الثانية وقرارها ليس مستقلا .. وهي مثل دول الخليج العربية التي تخضع للاحتلال الغربي ولكن بطريقة أكثر تهذيبا .. وكما في دول الخليج ومهرجي لبنان فان هناك شيوخا وصبيانا ينفذون مايؤمرون به من اميريكا .. مثل صبي فرنسا ماكرون (حريري فرنسا) .. ومهرج بريطانيا بوريس جونسون .. وغيرهم .. وكل هؤلاء لايقدرون على رفض قرار اميريكا بدفعهم للمشاركة في الحرب الاقتصادية والاعلامية والحصار على روسيا .. رغم ان شعوب اوروبة هي التي تدفع ثمن هذه المواجهة وليس الشعب الامريكي .. العالم تغير ويتغير .. تغير منذ ان عجز عن اسقاط سورية .. واليوم هذه هي تتمة الحرب العالمية الثالثة التي بدأت في سورية واجتمع العالم كله فيها .. والجزء الثاني منها اليوم في أوكرانيا .. ولكن في الجزء الثاني فانها ستكون نهاية هذه السلسلة من الحروب الغربية التي تعزف لحن النهاية ..
(سيرياهوم نيوز-نشرت على صفحة نارام سرجون28-2-2022)