- جعفر ميا
- الخميس 10 آذار 2022
لم تكن الغارة الإسرائيلية الأخيرة فجر يوم الاثنين، في محيط العاصمة دمشق، مفاجئة، خصوصاً في ظلّ ما سبقها من تحليق لطائرات استطلاع وأخرى حربية إسرائيلية، استمرّ لساعات طويلة على طول الحدود الممتدّة من مرصد جبل الشيخ المحتل، أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، مروراً بأجواء شريط فضّ الاشتباك شمال ووسط مرتفعات الجولان المحتل، وصولاً إلى مثلث الحدود السورية الأردنية الفلسطينية، قبالة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي. ونفّذت طائرات العدو، على إثر ذلك، موجتَين من الهجمات، توزّعت على 4 أهداف في دمشق وريفها: الأوّل في منطقة «المعامل» قرب بلدة السليمة الصناعية في محيط ضاحية حرستا؛ والثاني قرب بحيرة العتيبة في الغوطة الشرقية، حيث قضى الضابطان الإيرانيان إحسان كربلائي بور ومرتضى سعيد نجاد؛ والثالث موقع عسكري في محيط القطيفة عند مدخل دمشق الشمالي، حيث استشهد سوريان ينحدران من مدينة الصنمين في ريف درعا، في إحدى نقاط الحراسة؛ فيما الرابع منطقة تلّ كردي في الغوطة الشرقية، حيث لم تُسجَّل أيّ إصابات، في الوقت الذي تمكّنت فيه الدفاعات الجوية السورية من إسقاط 4 صواريخ معادية.
نفّذت طائرات العدو موجتَين من الهجمات، توزّعت على 4 أهداف في دمشق وريفها
ومع إعلان «حرس الثورة الإسلامية» الإيراني، ليل أول من أمس، سقوط شهيدَين له على الأراضي السورية، سارع جيش العدو إلى استنفار قواته في الجولان المحتلّ، وعلى طول الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، تحسّباً لـ«جولة قتالية» شبيهة بتلك التي وقعت صيف 2018، وامتدّت لساعات من تبادل القصف. لكن هذه المرّة تبدو الحسابات الميدانية مختلفة، حيث لم يكن يسيطر الجيش السوري حينها سوى على نحو 25% من المنطقة الجنوبية، أمّا الآن فبات يتحكّم بشكل شبه كامل بالمنطقة، وأصبح أكثر قرباً من مواقع العدو ودوريّاته، التي تسارعت وتيرتها خلال الساعات الماضية. ومن خلال التطوّرات الأخيرة، يعود الحضور الإيراني في سوريا إلى الواجهة مجدّداً، وسط أريحية إيرانية في التعبير عن هذا الحضور، تعكس مستوى التنسيق بين حكومتَي البلدين، والذي تجسّد أخيراً في زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، لطهران، ولقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وشخصيّات إيرانية سياسية وأمنية من الصف الأول.
وبحسب مصادر عسكرية سورية، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإنه «ليس متوقّعاً الانجرار نحو مواجهة شاملة مع العدو»، حيث «لا أحد من الأطراف يريد حرباً شاملة، بل هو تثبيت معادلات ردع وتوازنات عسكرية فقط». وفي حصيلة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وُثِّقت 7 اعتداءات إسرائيلية على الأراضي السورية، امتدّت بين الـ5 من كانون الثاني والـ7 من آذار، بمعدّل هجوم واحد كلّ أسبوع. وتوزّعت خريطة الاعتداءات الإسرائيلية ما بين 5 استهدفت محافظة دمشق وريفها، وهجومَين آخرين استهدفا محافظة القنيطرة، أفضت بمجملها إلى استشهاد 5 عسكريين سوريين وضابطَين إيرانيَين، وإصابة 10 آخرين، بينما قضى مدنيان اثنان.(سيرياهوم نيوز-الاخبار)