أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعليماته للجهات المعنية لاتخاذ التدابير الضرورية لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز إلى الروبل بحلول يوم الخميس المقبل، في حين أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا لم تستطع التسامح مع محاولات الغرب تحويل أوكرانيا إلى معقل مناهض لها، في حين أكدت برلين أن الحكومة الألمانية لا تبحث احتمال وقف العلاقات بين روسيا والـ«ناتو»، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغبته في بحث العملية الإنسانية المخططة في ماريوبول مع بوتين.
وميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الأوكراني في الجو، كما ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي 41 منشأة عسكرية في أوكرانيا من بينها منشآتان لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ومحطة حرب إلكترونية، ومخازن ذخيرة ميدانية، و24 نقطة إسناد ومستودع لتخزين المعدات العسكرية الأوكرانية».
وفي التفاصيل، نقلت قناة «روسيا اليوم» عن الكرملين قوله في بيان أمس الإثنين: «يتعين على الحكومة الروسية، جنباً إلى جنب مع البنك المركزي الروسي وشركة «غاز بروم» المساهمة العامة، تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى، التي اتخذت إجراءات تقييدية ضد مواطني روسيا وعدد من الكيانات القانونية الروسية، إلى الروبل الروسي».
في غضون ذلك أعلن رئيس برلمان جمهورية الشيشان الروسية محمد داوودوف أن الرئيس بوتين قام بترقية رئيس جمهورية الشيشان رمضان قاديروف إلى رتبة فريق في الجيش الروسي.
وكتب داوودوف على «تيليغرام»: «أصدقائي الأعزاء! من كل قلبي أهنئ أخي العزيز رئيس جمهورية الشيشان الروسية.. بطل روسيا رمضان أحمد قاديروف، على ترقيته لرتبة فريق بمرسوم من رئيس البلاد القائد العام الأعلى للجيش الروسي فلاديمير بوتين».
وأكد وزير السياسة الوطنية والعلاقات الخارجية والإعلام في الشيشان أحمد دوداييف، أن قاديروف الآن في مدينة ماريوبول لرفع معنويات مقاتلي قوات الشيشان الخاصة الروسية هناك.
وفي السياق قال عضو لجنة السياسات الاقتصادية لمجلس الاتحاد في بالبرلمان الروسي المشرّع إيفان أبراموف، أمس الإثنين، أن «رفض مجموعة السبع دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل سيؤدّي إلى توقّف الإمدادات من دون شكّ».
من جهة ثانية أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الإثنين، أن روسيا لم تستطع التسامح مع محاولات الغرب تحويل أوكرانيا إلى معقل مناهض لها، وأشار لافروف خلال مقابلة أجرتها معه وسائل إعلام صربية: «لا يمكن لروسيا قبول مساعٍ لجعل أوكرانيا معقلاً لـ«ناتو» محشواً بالأسلحة الهجومية ومعادياً لبلادنا، ولا يمكننا قبول تشجيع الغرب استئصال كل ما هو روسي في أوكرانيا، واللغة والثقافة الروسيتين».
وتابع: «نريد أن يعود الـ«ناتو» إلى رشده، ولدينا أسباب للاعتقاد بأن هواجسنا الجدية المتعلقة بمصالحنا الجوهرية المشروعة قد سمعت وهناك من بدأ يفهمها».
بدوره أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الأدلة التي جمعتها روسيا حول أنشطة المختبرات البيولوجية الأميركية بأوكرانيا، ستثبت للعالم أن واشنطن وريثة لتقاليد الرايخ الثالث.
وقال باتروشيف: «في الوقت الحالي، نحن بصدد الانتهاء من جمع قاعدة الأدلة المتعلقة بالأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة في أراضي أوكرانيا، ولا يساورني أي شك في أن هذا العمل سيكتمل، وسيرى العالم المتحضر بأسره أخيراً أن أميركا أصبحت جديرة بخلافة الرايخ الثالث، حيث أجريت تجارب لا إنسانية على البشر».
من جانب آخر ذكرت صحيفة «ديلي صباح» التركية، أمس الإثنين، أن الوفد الروسي وصل إلى تركيا لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني، وقالت الصحيفة: «وصل الوفد الروسي إلى تركيا قبيل محادثات السلام مع نظيره الأوكراني (اليوم الثلاثاء) في اسطنبول».
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن طردها 3 دبلوماسيين سلوفاكيين رداً على طرد سلوفاكيا لثلاثة دبلوماسيين روس من السفارة الروسية لدى سلوفاكيا.
وجاء في بيان الخارجية الروسية أن على الدبلوماسيين السلوفاكيين مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، كذلك فقد احتجت روسيا لدى سفير سلوفاكيا بسبب العراقيل التي تعترض عمل الدبلوماسيين الروس.
وكانت سلوفاكيا قد طردت، سابقا، ثلاثة دبلوماسيين روس من براتيسلافا بعد مزاعم قيامهم بالتجسس.
إلى ذلك قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إنه سيبحث مع بوتين هاتفياً في الأيام القادمة تفاصيل إجراء العملية الإنسانية المخططة في ماريوبول بمشاركة اليونان وتركيا، وقال أمام الصحفيين أثناء رحلته الانتخابية إلى مدينة ديجون، أمس الإثنين: «اليوم نشهد من جانب روسيا عدم الامتثال للقانون الإنساني الدولي، الذي لا يمكن انتهاكه حتى في وقت الحرب. لقد شجبنا هذا الموقف، وأعتزم التحدث مع الرئيس بوتين في الأيام المقبلة».
وأضاف: «نحن بصدد استكمال المفاوضات مع الجانب الأوكراني ورئيس بلدية ماريوبول حول إجراء عملياتنا، ويعد هذا الأمر مستحيلاً من دون موافقتهم. ثم يتعين علي تقديم ضمانات متعلقة بالشروط، حتى العملياتية، مع الرئيس بوتين حتى تراعي القوات الروسية شروط إجراء هذه العملية».
من جانبه أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني، شتيفن هيبيشترايت أن الحكومة الألمانية لا تدرس مسألة قطع العلاقات بين موسكو وحلف الـ«ناتو» وقبل كل شيء وقف سريان مفعول اتفاقية روسيا- الـ«ناتو»، وقال هيبيشترايت، أمس الإثنين: «في الوقت الحالي ليس لدى الحكومة الألمانية مثل هذه الخطط».
ونقل موقع «النشرة» عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله أمس الإثنين: إن «شركاءنا الغربيين لم يطبقوا العقوبات بشكل كامل لفصل النظام المصرفي الروسي عن نظام سويفت، وحظر الدول الغربية للنفط والغاز الروسيين لا يجب ربطه باستخدام موسكو للأسلحة الكيميائية».
وأوضح زيلينسكي، خلال حديثه لمجلة «الإيكونوميست»، أن مناقشة حظر النفط والغاز الروسيين تمت ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذه من قبل أوروبا، وسننتصر بالتأكيد والأمر مجرد مسألة وقت لكننا نحتاج إلى الدعم العسكري من الغرب، لافتاً إلى أن القوات الأوكرانية تدافع عن ماريوبول ولن تتركها وستواصل حماية المدنيين.
وفي سياق آخر أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن العملية العسكرية الروسية تسير وفقا لخطتها، وبتوجيه واضح من الرئيس بوتين بالحفاظ على حياة المدنيين.
وقالت خلال اجتماع مع رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي مولين أشيمباييف: «العملية تسير حسب الخطة. لو كان هدفنا احتلال أوكرانيا، صدقوني، لاستطعنا ذلك في غضون بضعة أيام، ولكن بأي ثمن»؟
ميدانياً، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، خلال إفادة صحافية أمس عن تدمير 308 مسيرات و1713 دبابة وعربة ومدرعة قتالية و170 راجمة صواريخ و715 مدفعاً ميدانياً وهاون إضافة إلى 1557 قطعة عسكرية أخرى منذ بداية العملية العسكرية الخاصة».
وأكد كوناشينكوف، أن صواريخ عالية الدقة أطلقت من البحر دمرت مستودعات ذخيرة كبيرة كانت تزود القوات الأوكرانية في ضواحي كييف.
وأضاف: «أسقطت أنظمة الطيران والدفاع الجوي الروسية أمس 5 طائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الأوكراني في الجو، اثنتان منها من طراز Su-24s غرب قرية كوروستين في منطقة غيتومير، والطائرة الثالثة من طراز Su-25 فوق قرية دروجكوفكا في منطقة دونيتسك».
وأشار إلى أنه «في مدينة ماريوبول، وعلى بعد 5 كيلومترات من الساحل فوق بحر آزوف، تم إسقاط مروحية أوكرانية من طراز Mi-8، كانت متوجهة لإخلاء طارئ لقادة كتيبة آزوف المتطرفة، والذين تخلوا عن مرؤوسيهم، كما تم إسقاط طائرة أوكرانية من دون طيار بالقرب من قرية تشيرنوبايفكا».
وأوضح: «ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي 41 منشأة عسكرية في أوكرانيا من بينها منشآتان لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ومحطة حرب إلكترونية، ومخازن ذخيرة ميدانية، و24 نقطة إسناد ومستودع لتخزين المعدات العسكرية الأوكرانية».
ونوه إلى أنه ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة، تم تدمير 125 طائرة و74 طائرة هليكوبتر، 309 طائرات من دون طيار، 1721 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، 172 قاذفة صواريخ متعددة، و721 مدفعية ميدانية وقذيفة هاون، بالإضافة إلى 1568 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن