باسل معلا
بدأ عيد الأضحى المبارك في ظل تحدي انتشار فيروس كورونا والذي أصبح ملموساً في مختلف المحافظات، الأمر الذي يؤكد أن المسألة باتت على محمل الجد، خاصة أن هذه الفترة تشهد عطلة عيد الأضحى الطويلة والتي يرى فيها البعض مجالاً للراحة والاسترخاء والاستجمام، بعيداً عن التدابير الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا.
الإصابة بالفيروس لا تعني نهاية العالم، وهي ليست عيباً أو عاراً، وهو أمر قد يحدث لأي منا وبالتالي لا مبرر لمن يصاب أن يستحي من شيء، والتكتم على الموضوع إنما على العكس يتوجب على من يصاب أن يبادر ويتلقى العلاج حسب الأصول، فنسب الشفاء في سورية عالية، والأهم من هذا وذاك أن يبتعد عن المخالطة بالأصحاء للحد من انتشار العدوى.
المشكلة أن هنالك بعض الأشخاص المصابين، لا يعلمون بعد بإصابتهم بالفيروس، وبالتالي لا حل أمامنا إلا الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس والحد من الحركة والانتقال في وقت العطلة، والتي ظاهرها يبدو أنه بمناسبة عيد الأضحى، ولكن ربما كانت بهدف الحد من انتشار المرض في حال التزمنا بمنازلنا قدر المستطاع وتجنبنا المخالطة إلى أكبر حد ممكن.
الكثير منا يُحمِّل المنظومة الصحية مسؤولية انتشار الفيروس، ويطالب المعنيين فيها بالتحرك والتعامل مع الموقف، ولكن كيف ونحن لا نتحلى بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا بالوعي والحذر، فهذا الاتهام ليس محقاً فالمنظومة الصحية تعمل فوق طاقتها لتحمينا من الفيروس، الذي أعيا العالم برمته، وإذا أردنا التحدث بمنطقية فعدد الإصابات المعلنة في سورية حتى اللحظة مقبولة مقارنة بالمعطيات التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية لتحديد خطورة انتشار المرض، ومدى تحوله لوباء كما حدث مع مختلف دول العالم، وأعتقد أن إصابة عدد لا بأس فيه من الأطباء ومديري المشافي والممرضين ما هو إلا دليل على إخلاص الكادر الطبي في التصدي للفيروس.
مصيرنا مرتبط بمدى وعينا والتزامنا بالإجراءات والتدابير الوقائية، بغض النظر عن توقعات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بانتشار الفيروس في الأيام القادمة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة1-8-2020)