قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الغرض من العملية الخاصة في أوكرانيا تأتي في سياق رد الفعل على ما كان يفعله الناتو في أوكرانيا، وتسهم في عملية تحرير العالم من الاضطهاد الاستعماري الجديد الذي يقوم به الغرب، في حين وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف تصريحات المتحدث باسم البنتاغون الأميركي جون كيربي ضد روسيا بالمسيئة وغير المقبولة، وذلك بالتزامن مع ما كشفت وزارة الدفاع الأميرك ية أن كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية وصلت إلى دول في شرق أوروبا استعداداً لنقلها إلى كييف وذلك في إطار السياسات الغربية والأميركية الهادفة إلى تصعيد الأزمة الأوكرانية.
وحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» قال لافروف في تصريح صحفي: «لمدة 8 سنوات، كان الناس في دونباس ضحايا للعدوان الأوكراني، لقد قتل حوالي 14 ألف شخص، ودمرت البنية التحتية، ارتكب النظام الأوكراني هناك عدداً كبيراً من الجرائم».
وأضاف: «تم الإعلان صراحة عن الغرض من عمليتنا، وهو جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك وضمان ألا يأتي أي تهديد من الأراضي الأوكرانية لأمن هؤلاء الناس وأمن روسيا».
ولفت إلى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة هي رد فعل على ما كان يفعله الناتو في أوكرانيا، قائلاً: لقد حرضوا هذا البلد ضد روسيا وزودوا الأوكرانيين بأسلحة هجومية، بما في ذلك أسلحة يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية، وتم بناء قواعد عسكرية هناك، بما في ذلك على بحر آزوف، وأجريت عشرات التدريبات العسكرية، ونُفذ الكثير منها على أراضي أوكرانيا بمساعدة الناتو، وكانت معظم هذه التدريبات موجهة ضد مصالح روسيا»، موضحاً إن الغرض من هذه العملية هو التأكد من أن هذه الخطط لن تتحقق، وستنتهي العملية بمجرد تحقيق الأهداف التي وصفتها.
وأكد لافروف، إن العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تسهم في عملية تحرير العالم من الاضطهاد الاستعماري الجديد الذي يقوم به الغرب.
وأضاف لافروف، في مقابلة مع وكالة أنباء «شينخوا»: أولئك الذين ينتهجون نهجاً مستقلاً في السياسة الداخلية والخارجية، يحاول الغربيون قمعهم بأكثر الأساليب وحشية.
وأضاف: ليس فقط ضد روسيا، نحن نرى كيف يتم فرض تفكير الكتلة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبروح عقيدة مونرو القديمة، تسعى الولايات المتحدة إلى إملاء كيف وبأي معايير يمكن العيش في أميركا اللاتينية، كما أن الضغط مستمر على بيلاروس، هذه القائمة يمكن أن تطول.
وفي الوقت نفسه، أعرب لافروف عن ثقته بأن محاولات «الغرب الجماعي» لوقف المسار الطبيعي للتاريخ وحل مشاكله على حساب الآخرين محكوم عليها بالفشل، لأن العالم الحديث متعدد الأقطاب.
وأشار إلى أن الغرب وتوابعه يحاولون أن يكونوا حكماً لمصير البشرية، مضيفاً: لقد وصل الأمر إلى نقطة أن الأقلية الغربية تحاول استبدال الهيكلية المركزية للأمم المتحدة والقانون الدولي الذي تم تشكيله نتيجة للحرب العالمية الثانية بنظام قائم على قواعد تكتبها واشنطن وحلفاؤها بأنفسهم، ثم تفرضها على المجتمع الدولي باعتبارها ملزمة، مؤكداً أنه كلما تعامل الغرب بشكل أسرع مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة، كان ذلك أفضل لنفسه وللمجتمع الدولي بأسره.
وأعرب لافروف عن ثقته في أن الخط الغربي المعادي لروسيا ليس له آفاق، مشيراً من جانب آخر أن الدوائر الحاكمة في الغرب لا تشعر بالحرج من كون أن العقوبات ضد روسيا بدأت بالفعل في إلحاق الضرر بالمواطنين العاديين في دولهم، كما أن الديناميكيات الاقتصادية في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية آخذة في التدهور، والتضخم والبطالة في تزايد.
وتعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفق لافروف، محاربة روسيا حتى آخر أوكراني، وأنهما غير مبالين بمصير أوكرانيا كدولة مستقلة، مشدداً على أن دول الناتو تبذل قصارى جهدها لمنع استكمال العملية الخاصة في أوكرانيا من خلال التوصل إلى اتفاقات سياسية بين موسكو وكييف.
وأكد وزير الخارجية أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة إذا كانا يريدان حقاً حل الأزمة الأوكرانية.
بدوره وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف تصريحات المتحدث باسم البنتاغون الأميركي جون كيربي ضد روسيا بالمسيئة وغير المقبولة.
وقال أنتونوف في بيان نشرته السفارة الروسية على قناتها في تلغرام أمس: من المدهش أن تأتي مثل هذه التصريحات الاستفزازية من رجل عسكري سابق يدرك جيداً أهمية الكلمة، لافتاً إلى أن المسؤولين الروس لم يسمحوا لأنفسهم أبداً بمثل هذه التصريحات فيما يتعلق بقيادة الولايات المتحدة.
وأضاف أنتونوف إنه أصبح من المعتاد أن يبني مسؤولو الإدارة الأميركية أحكامهم على الأكاذيب المفضوحة للسلطات الأوكرانية وفي الوقت نفسه لا يريدون ملاحظة الجرائم التي لا تعد ولا تحصى لنظام كييف، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي السياق كشفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية وصلت أمس الأول إلى دول في شرق أوروبا استعداداً لنقلها إلى كييف وذلك في إطار مستمر للسياسات الغربية والأميركية الهادفة إلى تصعيد الأزمة الأوكرانية.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤول في الوزارة رفض الكشف عن هويته قوله إن أكثر من 20 رحلة جوية من 7 دول وصلت إلى شرق أوروبا محملة بالأسلحة والمعدات بما فيها صواريخ وألغام وذخائر أسلحة صغيرة وغيرها بهدف نقلها إلى كييف.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن أكثر من 12 رحلة جوية أخرى ستغادر الولايات المتحدة في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة محملة أيضاً بمساعدات عسكرية لسلطات كييف تشمل مدافع من نوع هاوتزر وطائرات فينيكس دون طيار ورادارات.
في غضون ذلك أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية مقتل 94 مدنياً وإصابة 422 آخرين نتيجة قصف القوات الأوكرانية لأراضيها خلال 73 يوماً من التصعيد.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال مكتب تمثيل الجمهورية بالمركز المشترك للتحكم والتنسيق في نظام وقف إطلاق النار على قناة تلغرام أمس، خلال 73 يوماً من التصعيد قتل 94 مدنياً بينهم طفلان وأصيب 422 مدنياً بينهم 37 طفلاً بجروح متفاوتة الخطورة.
وأضاف المكتب إن 2809 منازل و622 منشأة من البنى التحتية المدنية تضررت منها 37 مؤسسة طبية و96 مؤسسة تعليمية و163 منشأة للضمان الاجتماعي و26 منشأة للبنية التحتية الحيوية و300 منشأة للكهرباء والمياه والغاز.
وتواصل القوات المسلحة الروسية منذ 24 من شباط الماضي تنفيذ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية سكان إقليم دونباس ومنع عسكرة كييف والقضاء على التوجهات النازية في هذا البلد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم إسقاط 18 مسيّرة وتدمير منشآت عسكرية أوكرانية منها مواقع قيادة، وبطارية من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ومحطة رادار، فضلاً عن تصفية مراكز تجمع المسلحين.
وحسب الدفاع الروسية تم منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة تدمير 142 طائرة، و112 مروحية، و658 طائرة بدون طيار، و279 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و2656 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و307 قاذفات صواريخ متعددة، و1189 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، إضافة إلى 2492 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن