أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ضخ الأسلحة لنظام كييف يؤجج الصراع ويجذب الدول الأخرى إليه، مؤكداً تأييد روسيا لنظام عالمي متعدد الأقطاب، في حين أكد وزير الدفاع الصيني لي شانغفو أن التعاون بين موسكو وبكين في المجال العسكري ليس موجّهاً ضد دول أخرى، في حين أعلنت السويد تزويد أوكرانيا بمبلغ 313 مليون دولار كمساعدات عسكرية.
وشدد بوتين في رسالة مصورة وجهها للمشاركين في مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي الذي افتتح أمس الثلاثاء على أن التحديات الأمنية في العالم ناتجة عن التصرفات المتهورة والأنانية والاستعمارية الجديدة للدول الغربية، مؤكداً أن هناك محاولات تتخذها بعض الدول للتلاعب بالشعوب، وإحداث صراعات وإجبار بلدان أخرى على الانصياع لها في إطار الاستعمار الجديد.
وأضاف بوتين: إن الولايات المتحدة تحاول إعادة صياغة نظام العلاقات الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يخدم مصالحها هناك، لافتاً إلى أن الدول الغربية تخطّط لدمج قوات «ناتو» مع تكتل «أوكوس»، ومبيناً أن حلف شمال الأطلسي يسعى بشكل متواصل إلى تحديث قدرته الهجومية.
وأكد الرئيس الروسي أن ضخ مليارات الدولارات في النظام النازي الجديد في أوكرانيا، وتوفير المعدات والأسلحة، يتم من أجل زيادة تأجيج الصراع وجذب الدول الأخرى إليه.
واستشهد بوتين في كلمته بما حدث في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، اللتين، «كانتا قد تعرّضتا لهجوم من الجماعات الإرهابية بعد أن أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها العنان للعدوان على ليبيا، الأمر الذي أدى إلى انهيار الدولة الليبية».
وقال الرئيس الروسي: إن المناقشات العالمية والإقليمية المفتوحة مهمة في سياق تشكيل عالم متعدد الأقطاب، مضيفاً إن معظم الدول اليوم مستعدة للدفاع عن سيادتها.
وأشار بوتين إلى أن العالم المتعدد الأقطاب يتشكّل باستمرار في وقتنا الحالي، قائلاً: معظم الدول مستعدة للدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية وتقاليدها وثقافتها وأسلوب حياتها، ويجري تعزيز المراكز الاقتصادية والسياسية الجديدة.
وبيّن أن هذه المبادئ يمكن أن تصبح أساساً مهماً للتنمية العالمية المستقرة والتقدمية، من أجل حل عادل، وحقيقي للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والبيئية، ولتحسين نوعية حياة ورفاهية الملايين من الناس.
من جانب آخر، دعا بوتين في رسالة تهنئة وجهها إلى رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون في ذكرى تحرير كوريا من الاستعمار الياباني إلى تعزيز التعاون مع بيونغ يانغ.
وهنّأ بوتين، زعيمي كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية يون سيوك يول، لمناسبة الذكرى الـ78 ليوم تحرير كوريا من الاستعمار الياباني، داعياً إلى تعزيز التعاون مع بيونغ يانغ.
وقال بوتين وفق بيان الكرملين: إنني مقتنع بأننا سنواصل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات، بما يخدم شعبينا، ولمصلحة تعزيز الاستقرار والأمن في شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة شمال شرقي آسيا عموماً.
وأشاد بوتين بـ«يوم تحرير» كوريا، باعتباره «رمزاً لبسالة وبطولة جنود الجيش الأحمر والوطنيين الكوريين الذين كافحوا معاً الاستعمار الياباني، مضيفاً: في هذه الفترة، نشأت تقاليد الصداقة والتعاون لتصبح قاعدة صلبة لتطوير علاقات حسن الجوار بين روسيا الاتحادية وكوريا الشمالية.
وفي تموز الماضي، وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كوريا الديمقراطية بأنها شريك مهم لموسكو، خلال محادثات أجراها مع نظيره الكوري الديمقراطي كانغ سون نام في بيونغ يانغ.
وأعلنت موسكو في وقت سابق رغبتها في تطوير العلاقات مع كوريا الديمقراطية، بينما تعهدت الأخيرة في 24 نيسان الماضي بمواصلة تعزيز العلاقات مع روسيا وتطويرها.
وفي رسالة إلى نظيره الهندي أكد بوتين أن بلاده تولي أهمية كبيرة للشراكة الإستراتيجية المميزة مع الهند.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في برقية تهنئة للرئيسة الهندية دروبادي مورمو ورئيس وزرائها ناريندرا مودي، بمناسبة عيد استقلال الهند: إنني على ثقة من أننا سنستمر من خلال الجهود المشتركة في بناء تعاون ثنائي مثمر في جميع المجالات، فضلاً عن الشراكة البناءة في معالجة القضايا الملحة على جدول الأعمال الإقليمي والعالمي، بما يصب في مصلحة شعبي البلدين ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.
وأشار بوتين إلى النجاحات التي حققتها الهند في المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية وغيرها، موضحاً أن الهند تتمتع بمكانة مرموقة عالمياً وتلعب دوراً بناء مهماً في الشؤون الدولية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العالم يمرّ بتحوّلات حقيقية وجهود تصحيح الأوضاع الشديدة الأهمية.
وعلّق لافروف على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن أوروبا هي «حديقة مزدهرة» وما حولها «أدغال»، قائلاً: إنها تنافي الحقيقة فنحن نرى أن مسار هذه الحديقة طريق مسدود.
وأضاف إن واشنطن تحاول استخدام الأدوات القذرة لممارسة الضغوط على الدول الأخرى، متابعاً: يحاول الأميركيون وحلفاؤهم إلغاء كل ما لا يصب في مصالحهم.
ولفت لافروف إلى أن هناك محاولة لخصخصة الأمانة العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الغرب يتدخّل حتى في المنظمات الرياضية الدولية، مضيفاً إن وجود البنى التحتية لحلف «ناتو» على الحدود الروسية يكشف عن نسيان الغرب لوعوده بالتزامه أن «الأمن غير مجزّأ».
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو خلال كلمة له في مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وضعت حداً لهيمنة الغرب الجماعي في المجال العسكري، وقال: «العملية الخاصة أنهت هيمنة الغرب الجماعي في المجال العسكري، وخفضت قدراته على فرض مصالحه في العالم بشكل كبير».
وأشار شويغو في حديثه إلى أن التغييرات والتحوّلات الجارية أدت إلى زيادة دور بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في النظام العالمي، بما في ذلك استخدام الموارد الطبيعية من أجل التنمية السيادية للدول.
بدوره، أكد وزير الدفاع الصيني لي شانغفو في كلمته بمؤتمر موسكو للأمن أن التعاون بين روسيا والصين في المجال العسكري ليس موجّهاً ضد دول أخرى، قائلاً: «تستمر العلاقات الصينية – الروسية القائمة على الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، التي تدخل حقبة جديدة، في التطور باستمرار».
وأضاف: إن العلاقات الصينية – الروسية في المجال العسكري مثال للتحالف، ورفض العداء وعدم التوجّه ضد دول أخرى، مؤكداً أن الصين مستعدة لتعزيز العمل الأمني داخل منظمة شنغهاي للتعاون، وتعميق التعاون الدفاعي بنشاط مع الأعضاء الجدد في المنظمة، إيران وبيلاروس.
ولفت إلى أن الجانب الصيني مستعد لإجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع جميع الدول للبحث عن مجال أوسع من التدريبات، وتعزيز التعاون الدولي بشأن الحد من التسلح وعدم الانتشار.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان أول من أمس الإثنين أن الدوريات البحرية المشتركة، التي تنفّذها روسيا والصين، ليست موجّهة ضد طرف ثالث، ولا علاقة لها بالوضع الدولي والإقليمي الحالي.
هذا وأعلنت روسيا والصين في الـ28 من تموز الماضي، انطلاق مهام الدورية البحرية المشتركة الثالثة في بحر اليابان والمحيط الهادي.
ووفقاً لبيان صادر عن «أسطول المحيط الهادي» الروسي، فإن السفن الروسية والصينية بدأت مهام الدورية البحرية المشتركة الثالثة في المحيط بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، إضافة إلى رصد الممرات المائية وحماية أنشطة الاقتصاد البحري لكل من روسيا والصين.
في غضون ذلك، تعتزم السويد تزويد أوكرانيا بمبلغ 313 مليون دولار كمساعدات عسكرية قد تشمل الذخيرة وقطع الغيار للأسلحة التي تم تسليمها لكييف في السابق.
ونقلت «رويترز» عن وزير الدفاع السويدي بول يونسون، أن السويد تعتزم تزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 3.4 مليارات كرونة أي ما يعادل 313.5 مليون دولار، والتي ستتضمن بشكل أساسي ذخيرة وقطع غيار لأنظمة الأسلحة التي تم تسليمها سابقاً.
وشدد يونسون على أن السويد يجب أن تكون مستعدة لفترة أطول من النزاع الأوكراني، حتى تكون لديها القدرة على الحفاظ على الأسلحة التي قدمتها لأوكرانيا في صورة تتيح لها العمل بكفاءة.
وفي تموز الماضي، أعلنت السويد تخصيص 522.6 مليون يورو لمشاريع إعادة بناء أوكرانيا.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن