اسماعيل جرادات:
بهدف وضع استراتيجية للاستفادة من تقنيات الذكاء الصنعي في تطوير المناهج، والعملية التعليمية والإدارة التربوية.
عُقد اجتماع نوعي في وزارة التربية برئاسة وزير التربية الدكتور دارم طباع، وحضور معاونه، وأمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو، ومديري المعلوماتية، والتخطيط والتعاون الدولي، والمحاسبة، والمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، واختصاصيين من كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، والجامعات الخاصة، وممثلين عن مكتب اليونسكو الإقليمي في دمشق.
الوزير طباع تحدث عن حاجة مواطني العالم اليوم إلى فهم التأثير المحتمل للذكاء الصنعي، ومتى يكون مفيداً ومتى ينبغي التشكيك في استخدامه، وكيف يمكن توجيهه للصالح العام؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع تحقيق مستوى معين من الكفاءة فيما يتعلق بالذكاء الصنعي، الذي يشمل المعرفة، والفهم، والمهارات، وتوجيه القيم، لافتاً إلى الاستراتيجيات الوطنية بشأن الذكاء الصنعي والتعليم ورسائله الرئيسة لاسيما تأمين بنية تحتية مادية مناسبة له، وتوظيفه في خدمة الإنسانية، وتوجيه الطلاب نحو الإبداع ، دون تجاهل المخاطر…
كما أشار الوزير طباع إلى أهمية البحث عن أفضل طريقة لدمج الذكاء الصنعي في التعليم، واستخدامه لتمكين التعليم وتعزيزه، ووجوب مناقشة مستقبل التعليم، وإعادة تعريفه في سياق التحول الرقمي، وتحديد الكفاءات الأساسية والمهارات التي سيحتاجها طلابنا في المستقبل…
واختتم حديثه بذكر تداعيات استخدام الذكاء الصنعي في المناهج والتدريس منها: أتمتة المهام الروتينية والإدارية، وتحسين جودة التدريس، وإضفاء الطابع الديمقراطي على عملية التدريس، وتشخيص كفاءات الطلاب قبل تقديم محتوى تعليمي مخصص لهم وردود الفعل المترجمة لسياق المدرسة..
مدير المعلوماتية في وزارة التربية الدكتور ياسر نوح، أكد ضرورة تطوير المناهج التربوية كمناهج رقمية تبنى على أساس المفاهيم، لافتاً إلى أن تكلفة التطوير الرقمي عالية جداً، مع إمكانية إضافة المهارات الواجب اكتسابها من قبل الطالب، موضحاً أن الوزارة تملك مركز بيانات تربويا تم تطويره بالتعاون مع وزارة الاتصالات، ويمكن ربط المدارس مع هذا المركز للحصول على المحتوى الرقمي، بالإضافة إلى تدريب بعض المدرسين والمعلمين على استخدام التقانة في التعليم من خلال دمج التكنولوجيا في التعليم، مبيناً إمكانية استخدام التعلم المتمازج في بعض المحافظات.
كما أشار نوح إلى توافر المنصات التربوية التي تحتوي على مجموعة كبيرة من الدروس التعليمية المفيدة للطلاب والمدرسين.
ممثل مكتب اليونسكو بدمشق الدكتور يامن مصطفى، أكد اهتمام المنظمة بموضوع الذكاء الصنعي، ودعم الدول المهتمة به لأثره المهم على التعلم والتعليم الرقمي، خاصة بعد تجربة جائحة كورونا التي أثبتت الحاجة إلى دعم هذا النوع من التعلم وتعزيزه، والتركيز على الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا الرقمية.
فيما أشارت الدكتورة غيداء الربداوي من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا إلى أن فحوى الاجتماع تمحور حول دراسة عملية دمج تقنيات الذكاء الصنعي في مرحلة التعليم الأساسي، حيث يُعتبر الذكاء الصنعي على رأس التقنيات التي تساعد على ترسيخ مسارات إدارية هامة في العملية التربوية والتعليمية، ومرافقة الطالب وتوجيهه واكتشاف مواهبه وتنميتها.
بينما اعتبر الدكتور عمار جوخدار من جامعة دمشق/كلية الهندسة المعلوماتية، الاجتماع خطوة تحضيرية لوضع استراتيجية لدمج التربية والتعليم بالتكنولوجيا، باستخدام برمجيات تساعد باستكشاف العلوم والمجالات المختلفة، الأمر الذي يحتاج إلى دمج الكثير من الكفاءات التطويرية سواء أكانت تقنية أم تربوية والإفادة منها، مؤكداً ان الهدف الأساس لهذا الاجتماع الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والتأقلم مع طبيعة الطلاب والمهارات المتوافرة لديهم.
سيرياهوم نيوز 6 – الثور