آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » التصدع الأسري ظاهرة اجتماعية ما أسبابها وكيفية علاجها ؟

التصدع الأسري ظاهرة اجتماعية ما أسبابها وكيفية علاجها ؟

وفاء شقير:

لعل تفكك الأسرة هو انهيار أو اختلال في سلوكها ، ويُمكن اعتباره من أكثر المشاكل الاجتماعية الخطيرة، إذ يؤثر على المجتمع عامة وعلی الأسرة خاصة..
عن أسباب هذه الظاهرة تقول المرشدة النفسية جمانة بدران :
يحدث التفكك او التصدع الاسري لعدة أسباب أهمها الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو كلاهما أو إدمان أحد الوالدين على المخدرات أو المشروبات الكحولية إضافة لسجن أحد الوالدين او كلاهما أو هجرة أحدهما وعلينا ألا ننسى أن عدم التوافق النفسي بين الزوج والزوجة وانخفاض دخل الاسرة بسبب البطالة وضعف الدخل الشهري للأسرة، يلعب دوراً كبيراً في تفكك الأسرة وتشرذمها كما ان تدخل بعض الأقارب (كأهل الزوج أو الزوجة) في أمور الأسرة وعدم العدل في حال تعدد الزوجات أو سكن بعض الأقارب مع الأسرة ومشاركتهم المادية والمعنوية لها وعدم ملاءمة المنزل الذي تقيم فيه كأن يكون المسكن ضيقاً ما يؤدي إلى نفور أفرادها وخروجهم خارج المنزل، إضافة إلى حالات النزاع والشجار بين أفراد الأسرة وخاصة بين الوالدين أو الغياب الاضطراري للأب بسبب الوفاة أو الكوارث (كالحرب) ما يؤدي أيضا إلى غياب النموذج الرجولي في الأسرة،وهي كلها أسباب واقعية تؤدي بالنهاية لتصدع الأسرة وتفككها .
معنوي وبنائي
وعن انواع التفكك الأسري أضافت بدران بأن له نوعين، هما التفكك النفسي ويسمى بالتفكك المعنوي، حيث يكون الوالدان موجودين جسدياً ؛ولكن هناك خلافات مستمرة، ويقل في بيئة هذه العائلات احترام حقوق الأفراد ولا يشعر فيه الأبناء بالانتماء، ويظهر في التفكك المعنوي الاضطراب الذي يسود العلاقات بين أفراد الأسرة، وسوء التفاهم الحاصل بين الوالدين وانعكاساته على شخصية الأولاد، إضافة إلى جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة.
اما النوع الثاني فهو التفكك البنائي ويسمى أيضاً بالتفكك المادي ،وينشأ من غياب الوالدين أو أحدهما نتيجة الموت أو الطلاق والانفصال أو الانشغال.
آثار وتبعات
وعن آثار تفكك الأسرة على الأبناء أوضحت بدران :هناك العديد من الآثار السلبية للتفكك الأسري والتي قد يتضرر منها الأبناء ، أهمها الابتعاد عن الأسرة و عدم إحساس الأبناء بالانتماء إلى عائلتهم، فيصبح الابن عنيداً وعدوانياً، وبالتالي يميل إلى التخريب والتدمير بشكلٍ دائم، و يفقد ثقته بنفسه، وبالتالي يصبح انطوائياً وأنانياً، ولا يتحمل مسؤولية، فيشعر بأنه منبوذ من الآخرين، وبالتالي يُمكن أن يتعرض الأبناء للعديد من الأمراض النفسية، والتي تتحول إلى أمراض خطيرة مثل: الاكتئاب و الإحساس بالغضب بشكلٍ دائم، والميل إلى العدوانية، كما أن التفكك الأسري يعمل على خلق بعض الاضطرابات العاطفية لأفراد الأسرة ببعضهم البعض، وقد يظن بعض الأبناء أن آباءهم لم يعودوا يحبونهم كما في السابق، ويعتبرون أن ما حدث هو بسببهم وهذا ما يخلق جوا من الكره بين أفراد الأسرة الواحدة و لا يعد الطلاق أو الانفصال هو السبب الوحيد لشعور أفراد الأسرة بالضغط وإنما التغيرات التي ستحدث خصوصاً مع الأبناء هي من تسبب الضغط الأكبر عليهم، فانتقال أحد الأبوين إلى منزل جديد يعني تغير العديد من الأمور التي تَعوّد عليها الأبناء كالمدارس وبناء أحد الأطراف لبيئة جديدة للطفل مثل الزواج مرة اخرى في بعض الأسر قد تحدث مع الأبناء بعض الاضطرابات السلوكية والجنوح وينتابهم القلق بسبب شعورهم بالعديد من التغيرات التي تحدث بعد الطلاق، بالإضافة إلى شعورهم بالعجز واليأس من الانفصال .
وعن كيفية علاج التفكك الأسري ختمت بدران حديثها بالقول : لابد من توفر عدة امور للابتعاد أو علاج ظاهرة التفكك الاسري أهمها ضرورة ترابط العلاقة بين الأم والأب وحل المشكلات التي تحدث بينهم بعيداً عن الأبناء و الاستماع إليهم والتحدث معهم في مشاكلهم وخصوصياتهم، لإيجاد الحلول لها وتحفيزهم على أن يكونوا قدوة حسنة وتوجيههم ونصحهم بضرورة اختيار الأصدقاء الصالحين، والابتعاد عن الأصدقاء السيئين وغرس الإيمان والقيم الأخلاقية في نفوسهم وعدم استخدام العنف والتسلط في تربيتهم لكي لا يؤثر على نفسيتهم و تعليمهم كيفية الاعتماد على أنفسهم.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...