آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » العبرة .. في الارادة ..؟!

العبرة .. في الارادة ..؟!

 

سلمان عيسى

يقول الخبر : ان المملكة العربية السعودية حققت قفزة كبيرة في إنتاج الدواجن خلال شهر فبراير ( شباط ) من العام الجاري 2024م، بتسجيل رقم قياسي حيث تم إنتاج (100) مليون كيلوغرام من لحم الفروج وذلك – كما يقول الخبر – بدعم وتمويل من صندوق التنمية الزراعية السعودي ، وتحقيق إجراءات الأمن الحيوي في مشاريع الدواجن التي تتوافق مع المعايير الدولية..
يذكر انه – حسب الخبر – أن قطاع الدواجن في السعودية شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بفضل الاستراتيجية التي أطلقتها وزارة الزراعة ، التي أسهمت في تطوير الزراعة في المملكة بشكل عام، وقطاع الدواجن بشكل خاص.. ( مع الاشارة الى ارتفاع كلفة التربية في المملكة لناحية المناخ ولناحية استيراد كل مكونات هذه الصناعة بما فيها الذرة الصفراء والصويا .. )

عندنا …يشهد القطاع الزراعي تراجعا غير مسبوق بسبب غياب الاستراتجيات اولا .. فعندما اطلقت وزارة الزراعة شعار عام القمح ( محنت ) الارض وغاب السماد واضمحلت الاسعار التشجيعية .. وتم شراء حوالي ٦٠٠ الف طن من الكمية التي كانت مقدرة بأكثر من مليوني طن ..
وثانيا : بسبب تخلي وزارة الزراعة عن مهمتها في تأمين ومراقبة البذار والنايلون والمببدات للزراعات المحمية، وتركتها نهباً للتجار والمستورين ما ادى الى ارتفاع كلف الانتاج الذي دفع الكثير من اصحاب البيوت البلاستيكية الى هجرها وتبويرها .. وفي زراعات البطاطا والقطن والشوندر السكري .. وهي كلها مع القمح ( كانت ) زراعات استراتيجية تدعمها الدولة .
تحولت الى زراعات مسخة وهزيلة .. لا سماد ولا بذار مأمونة ولا مبيدات .. وخير دليل هي بذار البطاطا والشوندر السكري لموسمين كانا اطول من ( حبل من مسد )..
ثالثا : بما يخص الدواجن ( لحم و بيض ) نذكر ان سورية عريقة جدا بصناعة الدواجن و هي من الدول المتقدمة في هذا المجال – ولا يعاب على اي دولة كانت تطلب الاستشارات والعون والمساعدة لتحسين هذه الصناعة في بلدها .. لكن الاهمال الذي تعاملت معه وزارة الزراعة بهذا الملف غير مسبوق .. مثلا لدينا انتاج كبير من الذرة الصفراء قد يحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة فيما لو تم التعامل مع هذه الزراعة بكثير من الايجابية والمسؤولية .. بل انها استهترت كثيرا بهذه الزراعة لدرجة عدم تجهيز المجففات اللازمة وتركت الامر لاجتهاد الفلاحين .. منذ عامين كانت كلفة المجفف الواحد لا تتجاوز ٣ – ٤ ملايين ليرة .. وعندما قررت مؤسسة الاعلاف تقديم دورة علفية للدواجن حددت سعر طن الذرة المحلية المجففة بطريقة بدائية ب ٤،٦ ملايين ليرة للطن مع انها استلمت المحصول من الفلاحين ب ٢ مليون ليرة زائدا مئتي ليرة عن كل كيلو تحفيزا للفلاحين ..
صحيح انه لا يوجد عندنا صندوق للتنمية الزراعية مثل السعودية، لكن لدينا المصارف الزراعية المنتشرة في كل المناطق والمدن .. كانت تشتري السماد والبذار خاصة البطاطا وتمول وتقدم الدعم للمداجن بالتنسيق مع مؤسسة الاعلاف .. لكن الذي تغير هو استقالة جميع الجهات من مسؤولياتها .. بين السعودية وبلدنا اختلاف الارادة فقط .. هذه الارادة التي جعلت من الفلاح والمربي عريانا .. وعلى ( العضم ) .. ولا احد يسعى لستره ..؟!

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فلسطين في كل مكان..

  مالك صقور   لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل ...