اعداد محمد عزوز
ولدت ربى الجمال واسمها الأصلي «زوفيناز خجادور قره بتيان» في مدينة حلب بسوريا عام 1966 لأب حلبي من أصل أرمني وأم لبنانية. توفيت والدتها عندما كانت طفلة تبلغ من العمر عام واحد، أقامت في الأردن في دير للراهبات، وتعلمت الموسيقى في الدير، حيث تعلمت العزف على البيانو على يد أستاذ الموسيقى الروسي، والذي تمكن من اكتشاف موهبتها الفنية عندما استمع إلى خامة صوتها.
بدأت ربى الجمال في الغناء من خلال غنائها مع الكورال في الكنيسة حتى اتقنت الأداء الغنائي الأوبرالي الغربي .
في بداية مشوارها الفني واجهت الرفض من والدها ، الذي كان يرغب في أن تصبح ابنته طبيبة، لذلك سافرت ربى الجمال إلى فرنسا من أجل دراسة الطب، وتخصصت في مجال طب الأطفال، ولكنها لم تنس موهبتها، حيث كانت تغني في المساء في أحد فنادق باريس حتى اكتشفها مدير الأوبرا الفرنسية، حيث لفت انتباه صوتها السوبرانو، لذلك دعاها للمشاركة في مهرجان تكريم المغنية الراحلة ماريا كالاس وهي واحدة من أشهر مغنيات الأوبرا ، وكان يشترك في الحفل ثلاثين متشاركة من مجموعة من الدول الأوروبية والأجنبية المختلفة، واستطاعت ربى الجمال أن تحقق نجاحاً كبيراً في هذا المهرجان، حيث حصلت على المرتبة الأولى فيه، بالإضافة إلى أنها نالت لقب أعلى صوت نسائي في العالم، كما حصلت على لقب سيدة الأناقة والرقي ولقب أفضل قرار سوبرانو في المهرجان، وكان هذا المهرجان أول خطوة من خطوات تحقيق حلمها.
بدأت مشوارها الفني بشكل فعلي في عام 1975 عندما اعتمدت كمطربة في إذاعتي بيروت ودمشق عام 1979 التي كانت تفتخر بأنها حققت الانتشار من خلالهما.
بداياتها الاحترافية كانت في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث تبنى موهبتها الموسيقار الفلسطيني رياض البندك ولحن لها العديد من الأغنيات. ثم قل نشاطها الفني كثيراً إلى أن انطلقت الانطلاقة القوية عند زيارتها للقاهرة حيث شاركت في حفل المؤتمر الرابع للموسيقى العربية في نوفمبر عام 1995 والذي اقيم في دار الأوبرا المصرية مع الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب، وغنت فيه العديد من الأغاني الطربية كان منها (أنت عمري)، (افرح يا قلبي)، (عودت عيني)، (يا ليلة العيد)، (ح اقابله بكرة) و (افرح يا قلبي) والتي أذهلت جميع الحاضرين بأدائها لها وظلوا واقفين يصفقون لها لمدة ربع ساعة، وتم منحها كتاب شكر وتقدير من المؤتمر. وقال عنها الناقد الموسيقي صميم الشريف بالحرف الواحد إنها (صوت خارق لم يسمع مثيلا له منذ خمسين سنة) وأعلن الموسيقار محمد سلطان عام 1982 أنها «إذا قبلت أن تبقى في القاهرة لعام واحد فسيجعل منها أهم مطربة في عصرها»
قام بالتلحين لأغانيها مجموعة من الملحنين منهم (سهيل عرفة، سعيد قطب، ماجد زين العابدين، فاروق الشرنوبي، نجيب السراج، صفوان بهلوان، أحمد السنباطي، رياض البندك، وديع الصافي، أمير مجيد، عماد توفيق).
غنت قصيدة (لماذا تخليت عني) شعر نزار قباني وتلحين سعيد قطب، وقصيدة (لن أعود) من تلحين نجيب السراج. لها ألبوم واحد بعنوان «صعبها بتصعب» وهو الألبوم الوحيد الذي ضم أعمالها الخاصة منها (فاكر ولا ناسي), (صعبها بتصعب هونها بتهون)، أما باقي تسجيلاتها وحفلاتها فمعظمها عبارة عن حفلات طربية تألقت فيها بإعادة غناء مجموعة من أغاني أم كلثوم وأسمهان.
شاركت ربى الجمال في إحياء مهرجان قرطاج بتونس سنة 1998 وكتبت عنها الصحافة التونسية وقتها «إنها صوت كلثومي من عيار 24»
كما شاركت في حفلة تكريم محمد عبد الوهاب حيث غنت دويتو قيس وليلى مع وديع الصافي.
نالت ربى الجمال عدداً من الجوائز منها : ( الطبق الذهبي منقوش عليه «ربى الجمال صاحبة أفضل صوت نسائي في الوطن العربي». – شهادة من مسرح الكونتيننتال من باريس. – جائزة الميكرفون الذهبي ) .
تعرضت ربى الجمال لسكتة دماغية، إثراكتئابها واعتزالها للناس بعد حفل فندق إيبلا الشام الذي تمت إقامته في الثالث عشر من شهر آذار 2005 عندما خذلتها الفرقة الموسيقية ، ونقلت حينها إلى أحد مشافي دمشق الخاصة، ولكنها عادت إلى منزلها في دمشق بعد مرور أسبوع لأنها لم تستطع تحمل تكاليف المشفى العالية واستمرت في حالة اكتئاب شديدة حتى أصابها نزيف دماغي وتم نقلها إلى مستشفى دوما ، وتوفيت بها في يوم 12 من شهر نيسان عام 2005.
وحضر جنازتها عدد قليل جدا من أصدقائها وأقاربها، حيث لم يتم إعلان وفاتها باسم الشهرة ربى الجمال بل تم ذكر النعي باسمها الحقيقي ( زوفيناز خجادور قره بتيان ) الذي لا يعلمه سوى القلة القليلة .
إعداد : محمد عزوز
من موسوعته ( راحلون / في الذاكرة ) الألف الثالثة
(سيرياهوم نيوز1-صفحة المعد)