آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » انبعاث «صائد الشاباك»… فدائيّو الضفة يتكاثرون

انبعاث «صائد الشاباك»… فدائيّو الضفة يتكاثرون

أحمد العبد

 

رام الله | مرّة جديدة، تنجح المقاومة في الضفة الغربية في تنفيذ عملية نوعية قرب مفترق بيت فجار بمحاذاة مفترق التجمّع الاستعماري “غوش عتصيون”، المقام على أراضي بيت لحم. وبعمليتها هذه، ضربت المقاومة المنظومة الأمنية الإسرائيلية في مقتل، إذ بات أكيداً أنها استهدفت ضابطَين من جهاز “الشاباك”، على رغم قلّة التفاصيل المتعلّقة بالعملية. وكانت إسرائيل قد أعلنت إصابة ضابطَين من الجهاز المذكور، أحدهما بجروح حرجة، بعد إطلاق النار عليهما من مسافة قريبة في منطقة حرجية، فيما أَطلق الفلسطينيون على منفّذ العملية، زياد حمران (30 عاماً)، من قرية الهاشمية في محافظة جنين، لقب “صائد الشاباك”، بعدما نجح في استدراج عنصرَيه، وأطلق النار عليهما، قبل أن يحاصره جيش الاحتلال ليعلَن استشهاده لاحقاً.ونفى “الشاباك” أن يكون المنفّذ مصدر معلومات للجهاز، مشيراً إلى أن التحقيق جارٍ في كيفية معرفته بمكان العنصرَين المستهدفَين. لكن ترجّح التقديرات أن يكون مصدر معلومات لـ”الشاباك”، أبلغ المنفذ بمكان وجود الضابطَين، أو أن الأخير تمكّن من معرفة ذلك بطريقة غير مباشرة. ووفق مسؤول أمني إسرائيلي، فإنه “خلافاً للتقارير، فإن منفّذ عملية إطلاق النار ليس له علاقة بالشاباك ولم يتمّ التنسيق معه لأيّ لقاء في المكان”. وأضاف أن “التحقيقات في العملية ما زالت مستمرّة”، لافتاً إلى أن “عناصر الشاباك منعوا عملية أكبر كان مرجّحاً أن تقع قرب المكان”، فيما وصفت تقارير إسرائيلية العملية بأنها “غير عادية”.

من جهتها، نعت “كتيبة جنين” في “سرايا القدس” الشهيد زياد حمران، الذي أعاد إلى ذاكرة الفلسطينيين الشهيد القسّامي، عبد المنعم أبو حميد، الذي يُطلَق عليه “صائد الشاباك”، كونه استطاع إيقاع الضابط نوعيم كوهين، منسّق نشاطات “الشاباك” في رام الله، الملقّب بـ”وحش الإسقاط” لكثرة تجنيده للعملاء، في كمين محكم في عام 1994، قام بتنسيقه مع مجموعة من المقاومين القساميين، فقَتل الضابط وأصاب اثنين آخرَين بجروح. وجاءت عملية “غوش عتصيون” بعد أقلّ من أسبوعين من عملية نوعية مزدوجة تبنّتها “كتيبة جنين” أيضاً، واستهدفت جنود الاحتلال في محيط مستوطنة “حومش” شمال الضفة الغربية، حيث أصيب 7 جنود، جراء إطلاق النار عليهم واستدراجهم ومن ثمّ تفجير عبوة ناسفة بهم زرعت مسبقاً. وفي سياق تصاعد الهجمات هذا، أعلنت “كتائب القسام” في الضفة، أمس، أن مجاهديها “نفّذوا خلال الأيام الماضية عدّة عمليات إطلاق نار هجومية ناجحة استهدفت مواقع ومستوطنات العدو في عدة مناطق بالضفة (…)”، مضيفة “(أننا) نؤكد أن بعض هذه العمليات سدّدت فيها الكتائب ضربات محقّقة استهدفت منظومات للعدو، ممّا سنكشفه في مراحل لاحقة تبعاً لظروف الميدان”.

حذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار القيود في الضفة من شأنه أن «يزيد احتمالات عدم الاستقرار في المنطقة»

 

ويصاحب مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حربه في غزة، وتصعيده عمليات الاقتحام والاعتقال في بلدات وقرى الضفة، تزايد في أعمال المقاومة؛ فإلى عملية “غوش عتصيون”، أَطلق مقاومون النار على سيارة للمستوطنين قرب بلدة شوفة في طولكرم. كما ألقى شبان عبوات ناسفة على برج عسكري خلال المواجهات في مخيم العروب في الخليل، فيما شهد مخيم بلاطة اشتباكات مسلّحة وتفجير عبوات ناسفة. كذلك، تعرّضت قوات الاحتلال لإطلاق نار قرب بلدة زواتا في نابلس. وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت، فجر وصباح أمس، حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة، تخلّلتها مواجهات مسلّحة في مناطق عدة، من بينها نابلس، حيث حاصر الجنود منزلاً في منطقة التعاون، وطالبوا السكان الموجودين داخله بتسليم أنفسهم، قبل أن يعتقلوا الشقيقَين أيمن وإسلام سلامة. وطاولت الاقتحامات أيضاً مدينة أريحا، وتحديداً مخيمَي عين السلطان وعقبة جبر، اللذَين شُنّت حملة اعتقالات فيهما، فيما اقتحم جيش العدو بلدات وأحياء في محافظة الخليل، ونفذ حملة مماثلة، إلى جانب اقتحامات مشابهة في طولكرم وضواحي القدس ورام الله، طاولت 30 مواطناً على الأقل، من بينهم امرأة وطفل، بالإضافة إلى أسرى سابقين. وبحسب مركز “مُعطى”، فإن الضفة شهدت، في الـ 19 من الجاري، نحو 21 عملاً مقاوماً، من بينها 7 عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلّحة، و4 عمليات إلقاء عبوات ناسفة.

وفي خضم ذلك، يواصل المستوطنون، بحماية الجيش، ارتكاب جرائمهم، إذ لم يمرّ إعلان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، نجاحه في تسليح 100 ألف مستوطن بصمت، بل احتفى المستوطنون بذلك بدم شاب فلسطيني أطلقوا النار عليه وأعدموه جنوب شرق مدينة نابلس، الثلاثاء. واستشهد الشاب فاخر بني جابر (40 عاماً)، أيضاً، بعد إصابته برصاصة في الصدر أَطلقها عليه مستوطن، خلال تصدّيه مع مواطنين لاعتداءات رعاة الأبقار من المستوطنين، على أراضيهم في خربة الطويل شرقي بلدة عقربا. أمّا في مدينة القدس، فقد واصلت قوات الاحتلال فرض إجراءاتها الأمنية المشدّدة في البلدة القديمة وعند بوابات المسجد الأقصى، بالتوازي مع استمرار توجّه المصلّين إلى المسجد الذي تشهد أبوابه حالات تفتيش لهويات الفلسطينيين، ومنعاً انتقائيّاً لعدد منهم.

في هذا الوقت، دقّت الأمم المتحدة جرس الإنذار ممّا يجري في الضفة، محذّرة، في وثائق داخلية، من أن موظّفي المنظمة هناك يتعرّضون لحملة مضايقات إسرائيلية ممنهجة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن جيش الاحتلال استخدم منشآت أممية، كمواقع لإطلاق النار خلال اقتحاماته المتكرّرة. وبحسب ما نقلته صحيفة “غارديان” البريطانية عن تلك التقارير، فإن قوات الاحتلال استخدمت موقعاً لـ”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا) في إطلاق نار أدى إلى مقتل فلسطينيين في الضفة، مشيرة إلى أن استمرار القيود في الأراضي المحتلة من شأنه أن “يزيد احتمالات عدم الاستقرار في المنطقة”.

ومنذ السابع من أكتوبر، استشهد 437 فلسطينياً في الضفة، وأصيب 4700، بينما سُجّلت أكثر من 7600 حالة اعتقال، وهدمت قوات الاحتلال 637 منشأة ومنزلاً، وشردت أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني من مناطق سكنهم.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجيش الروسي يدمر 3 مسيرات لنظام كييف فوق مقاطعتي كورسك وبيلغورود

أحبطت القوات الروسية محاولة هجوم إرهابي من قبل نظام كييف باستخدام 3 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعتي وبيلغورود. ونقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الدفاع الروسية قولها ...