فيما تتصاعد الانتقادات الدولية لاسيما الأميركية لبعض التصريحات الإسرائيلية حول قطاع غزة، ومسألة “تهجير” الفلسطينيين، أطل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بمزيد من الاقتراحات المتطرفة.
فقد جدد الوزير اليميني المتطرف دعوته إلى احتلال القطاع الفلسطيني المحاصر.
ودعا في مقابلة مع القناة الـ 13 الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء، الحكومة والقوات الإسرائيلية إلى احتلال غزة، والبقاء فيها حتى بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 اشهر.
كما اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أمام خيارين إما تبني اقتراحه واحتلال القطاع نهائياً أو السير بخطط وزير الدفاع.
كما وجّه بن غفير، عناصر الشرطة الإسرائيلية بإطلاق النار على الفلسطينيين حتى لو لم يشكلوا تهديدًا على حياتهم.
وقالت قناة “كان” الرسمية: “خلافًا لتعليمات إطلاق النار، الوزير بن غفير قال لمقاتلي ياماس (وحدة شرطية خاصة تنشط في مكافحة “الإرهاب”) في الضفة الغربية: لديكم كل الدعم مني، عندما ترون إرهابيًا، حتى لو لم يعرضكم للخطر، أطلقوا النار عليه”.
ولم يحدد بن غفير مواصفات ما سماه “الإرهابي الذي لا يعرض القوات الإسرائيلية للخطر”، وهو ما قد يفتح الباب أمام قتل المزيد من الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية، التي تشهد توترًا متزايدًا.
من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن تصريحات بن غفير جاءت خلال تفقده لقاعدة “ياماس” و”مغاف” (شرطة حرس الحدود) في الضفة الغربية.
وأضافت أن بن غفير قال للمقاتلين: “لديكم كل الدعم مني، عندما تكونون في خطر على حياتكم أو ترون إرهابيًا، حتى لو لم يعرضكم للخطر – أطلقوا النار. أنا في ظهركم. شعرة من شعر رأسكم تساوي ألف إرهابي”.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع “عدد الشهداء” برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس إلى 367 منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بينهم 97 طفلاً، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى 4 آلاف و212 فلسطينيًا، بينهم 637 طفلاً.
وكان غانتس طلب من نتنياهو مؤخرا مناقشة مسألة حكم غزة في حكومة الحرب المصغرة، فضلا عن موضوع معبر رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفي) والآلية التي ستطرح لمنع استمرار تهريب الأسلحة إلى غزة.
كما دعا إلى تحديد سقف زمني للمفاوضات الدبلوماسية بالنسبة للوضع على الحدود مع لبنان.
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، دأب بن غفير على الدعوة إلى تكثيف الغارات على القطاع، وتهجير الفلسطينيين منه، وبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة هناك.
كما عمد إلى تسليح آلاف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة، ودافع عن انتهاكاتهم بحف الفلسطينيين.
يشار إلى أن بن غفير الذي يتزعم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف وهو أحد رموز الاستيطان الإسرائيلي الذي تعتبره الأمم المتحدة غير شرعي بموجب القانون الدولي، كان اتُهم أكثر من 50 مرة عندما كان شابا بالتحريض على العنف أو خطاب الكراهية، وأدين في عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية.
من جهته، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، الخميس، عن شعوره بالـ “إحباط” حيال استعادة حركة “حماس” السيطرة على شمال قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها يعلون لصحيفة “معاريف” العبرية، كشف خلالها عن شعوره أيضا بالأسف حيال سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من 3 أشهر.
وقال: “الجيل الحالي من الجنود الإسرائيليين يقوم بعمل احترافي للغاية، ولا توجد منطقة أكثر صعوبة للقتال فيها من منطقة سكنية (في قطاع غزة)، لكن حماس تسيطر مرة أخرى على شمال القطاع وهذا إحباط هائل”.
واعتبر أن نتنياهو “يضحي” بالمختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة من أجل “البقاء في السلطة”.
وأضاف: “الآن أصبح من الواضح أنه (نتنياهو) يضحي بالمختطفين من أجل البقاء في السلطة. أشعر بالأسف من أجلنا”.
وذكر يعلون أن الاعتبارات السياسية لنتنياهو “تؤثر سلبا” في طريقة إدارة الحرب على غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتابع: “الجيش يريد التحرك ضد حماس، لكن السؤال هو ماذا يريد المستوى السياسي (في إشارة لنتنياهو)؟”.
والاثنين، أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت انتهاء العمليات البرية في شمال غزة، إلا أن القوات الإسرائيلية عادت وتوغلت في عدد من المناطق شمال القطاع، ولا تزال مستمرة في المعارك والاشتباك مع عناصر المقاومة الفلسطينية.
يأتي ذلك بينما توجه بشكل مستمر انتقادات عدة إلى نتنياهو بشأن عدم تحقيق أي من أهداف الحرب رغم مرور 104 أيام على اندلاعها، والتي كان في مقدمتها القضاء على حكم “حماس” بغزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت في الأيام الماضية عن خلافات داخل الحكومة، بشأن سبل إعادة المحتجزين من قطاع غزة.
ومساء الأربعاء، كشفت قناة “13” العبرية، أن وزراء إسرائيليين – لم تسمهم – “صاغوا خلال الأيام الأخيرة، الخطوط العريضة لمقترح يمكن أن يقود في النهاية إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس”، لكن نتنياهو تشدد في موقفه ورفض هذا التحرك في النهاية، بسبب اشتراط حماس وقف الحرب.
كما أعلن حزب العمل اليساري الإسرائيلي، مساء الأربعاء، أنه سيقدم للكنيست (البرلمان) مقترحا لحجب الثقة عن حكومة نتنياهو لعجزها عن استعادة المحتجزين بقطاع غزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم