آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف….(الجزء الثاني)

تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف….(الجزء الثاني)

 

باسل الخطيب

نعم، الإيرانيون ليسوا ملائكة…..
لكن لماذا عليكم أن تتصرفوا كأبالسة؟!…
الرد الإيراني. على الاعتداء الصهيوني على قنصيلتهم في دمشق، كان صاعقة في سماء الشرق الأوسط….

هذا التعبير اقتبسته من مسؤول أمريكي قاله عندما نجح العراق في بدايات عام 1990 من إطلاق صاروخ قادر على حمل قمر صناعي إلى الفضاء…
أشهر مرت و استدرج الأمريكيون صدام إلى الكويت..
بقية القصة تعرفونها ..

تلك لم تكن أول مرة يستدرجونه…
كانت الوحدة قاب قوسين أو أدنى بين سورية و العراق، لم يكد الرئيس الراحل حافظ الأسد يطأ ارض مطار دمشق بعد توقيعه في بغداد ميثاق الوحدة عام 1979، حتى قام صدام بانقلابه على الرئيس أحمد حسن البكر…
أيام تلت و كانت مجزرة قاعة (الخلد)…
المئات من قيادات حزب البعث وكوادره تم اعدامهم خارج القاعة ومن دون محاكمة…
التهمة؟…
أنهم يريدون تحقيق اول أهداف حزب البعث: الوحدة…
المدعي العام؟…
ال CIA..
على فكرة السيجار الذي كان كان يدخنه صدام آنذاك في ذاك الاجتماع وهو يطلق احكام الاعدام، كان من علبة سيجار أهداه إياها الملياردير اليهودي شيلدون اليسون….
وتوالت الهدايا….
الكويت كانت الهدية الأخيرة، قدمتها السفيرة الأمريكية في بغداد ابريل غلاسبي لصدام….
الثمن؟…
ضاع العراق ومازال حتى تاريخه ضائعاً……

شهور تلت بعد مذبحة قاعة (الخلد) واجتاحت القوات العراقية الحدود الإيرانية…
في الجهة المقابلة لم يكن الشاه، وقد كان العلم الصهيوني ايامه يرفرف فوق السفارة الصهيونية في طهران..
في الطرف المقابل كانت الجمهورية الإسلامية، حيث صار العلم الفلسطيني يرفرف فوق ذات المبنى….
و بقية القصة تعرفونها…
ثمان سنوات من التيه..
ثمان سنوات من الحرب العبثية…
النتيجة؟..
المسمار الثاني في نعش الأمن القومي العربي .

تسألون عن المسمار الأول؟…

تعتبر قصة (التيه) من الموروث اليهودي التلمودي مدماك أساسي في العقيدة عن اليهود…
حتى تاريخه كانت الألواح مازالت موجودة في تابوت العهد…
تقول الأسطورة أنه عندما فتح النبي سليمان التابوت لم يجد الألواح..
ضاعت التوراة..
و كان أن أعاد الكاهن عزرا كتابتها في بابل..
وتمت إعادة كتاب القصة…
هذه النصوص (التوراة والتلمود) التي تحت أيدينا هي أكبر عبث مارسه الإنسان مع السماء..

تتحدث الأسطورة في سفر الخروج عن وعد الرب لليهود، أنه أعطاهم أرض كنعان..
تلك كانت نهاية التيه، و دخل اليهود أرض كنعان بقيادة موسى.
على فكرة، و حسب الاسطورة إياها و من التوراة ذاتها، ارتكب اليهود من المعاصي و الموبقات ما لم ترتكبه عاد أو ثمود أو قومي نوح و لوط، و مع ذاك اصطفاهم ذاك الرب…
أي رب هذا؟…
لا يخطر على بالي إلا ( هبل) إياه…
اصطفاهم أنهم ( شعب الله المختار)…
و كيف ترسخ هذه الفكرة؟…
أن كل البقية غيوم ( أغيار)…
و مازال كل العالم حتى تاريخه يدفع ثمن تلك النصوص، يدفع ثمن ذاك العبث…
أليست تلك النصوص التوراتية والتلمودية هي تقتل الفلسطينيين في غزة والضفة الآن عبر F16؟…
أليست النصوص إياها من قادت الدبابات الأمريكية إلى بغداد عام 2003؟….
النصوص إياها هي من جعلت زعيم الإخوان أردوغان يحلم بالصلاة في المسجد الاموي في دمشق…
خذوا علماً، ذاك الطربوش من تلك القلنسوة…
أتساءل أحياناً من تراه كان ليكون الامام؟….
القرضاوي أم الحاخام الأكبر عوفاديا يوسف؟؟؟..
وهل هذا إلا ذاك؟…
البعض يقول الملكة اليزابيث….

ذاك التيه اليهودي استمر 40 عاماً…

ماذا عن هذا التيه الذي تعيشه هذه الأمة؟..
أنا لن أتحدث عن التيه الإكبر، فدون ذلك شجون و جدال عقيم لن يحسمه إلا يوم القيامة….
هذه الأمة دخلت التيه الأصغر منذ ثغرة (الدفرسوار) في حرب 1973….
و كانت مفاوضات فض الاشتباك، ومن ثم محادثات السلام بين مصر و الكيان، ومن ثم توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979..
ذاك كان المسمار الأول في ذاك النعش…

حاولت سورية لملمة الشتات…
كانت سورية على مدى 40 كأنها بعض موسى، نجحت حيناً و أخفقت أحياناً…

و تتالت الضربات…

حرب عصابات الإخوان في السبعينات والثماتينات، اجتياح لبنان عام 1982، الحصار، أحداث أيلول عام 2001، اجتياح العراق 2003، مقتل الحريري 2005، حرب تموز 2006، حتى كانت هذه الحرب التي شنت عليها و مازالت…

و يستمر التيه و قد قارب الخمسين عاماً….
كيف نسمي إذاً موقف هذه الأمة من الضربة الإيرانية للكيان الصهيوني؟…
نعم، الإيرانيون ليسوا ملائكة، و ولكن لماذا عليكم أن تتصرفوا كأبالسة؟…

يتبع…..
(سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وثائق سرية تفضح نظام زيلينسكي

  موسكو-عفيف خولي تراقب العاصمة الاوكرانية “كييف” المسلمين الأوكرانيين الموالين للقضية الفلسطينية و تصفهم بالارهابيين وتصف علماء الدين المسلمين الأوكرانيين والمواطنين والمؤسسات التي تنتقد الإبادة ...