آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » تنابل الشرق الأوسط

تنابل الشرق الأوسط

 

نبيه البرجي

لساستنا الخائفين على عروشهم التي من تنك. لن نسأل هل تتجرأ ادارة جو بايدن، أو أي ادارة أخرى، ليس على فرض عقوبات على السعودية. نسأل هل تتجرأ ادارة جو بايدن، أو أي ادارة أخرى على ابداء أي ملاحظة (سلبية) حول دور المملكة في تفكيك الستاتيكو الأميركي، بما في ذلك الصراعات المبرمجة، والأزمات المبرمجة في الشرق الأوسط؟

المملكة التي رفضت رجاء البيت الأبيض (ومتى كان رجل المكتب البيضاوي يتوسل ولا يأمر؟) عدم خفض انتاجها من النفط، هي ذاتها التي أقامت علاقات وثيقة مع الصين، بتداعيات اقليمية أكثر من أن تكون مثيرة، ليهز الاتفاق بين الرياض وطهران، برعاية شي جين بينغ، عظام فرنكلين روزفلت، وكان يعتبر أن الامساك بالمملكة يعني الامساك، والى يوم القيامة، بكل مفاصل المنطقة…

وهل تتجرأ الادارة على أن تلوّح بالبطاقة الحمراء في وجه البلاط، لأنه خرق قانون قيصر (وهذا ينطبق على الشيخ محمد بن زايد)، باستقبال وزير الخارجية السورية فيصل المقداد بكل تلك الحفاوة، وقد ظهرت أثناء اللقاء مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان؟
ما يحصل الآن من تحولات، لا بد أن يفضي الى خفض تأثير واشنطن، والى تراجع دورها، في حيّز جغرافي لطالما اعتبره الرؤساء الأميركيون، على امتداد نحو قرن بحكوماته وبثرواته، من مقتنياتهم الشخصية!
المفاجأة تلو المفاجأة تنهال على رأس بايدن، بل وعلى سائر أركان الاستبلشمانت، حتى أن ليندسي غراهام، السناتور اللامع، وصاحب المواقف الشهيرة ضد ولي العهد السعودي، زار المملكة ليقدم له اعتذاره كيلا يذهب أكثر في الطريق الصينية أو في الطريق الروسية…
أهذا كله فقط لأن المملكة تملك احتياطياً هائلاً من النفط، أم لكونها أكبر مستورد للسلاح الأميركي في العالم؟ الأميركيون بفظاظتهم وبغطرستهم، يرون الأمور من أكثر من زاوية. ثمة رجل في قصر اليمامة يعرف كيف يهز العصا، وكيف يستخدم العصا. لم يتجرأ البيت الأبيض على اتخاذ أي تدبير ضد المملكة على غرار ما فعله ويفعله بكوبا أو بفنزويلا لرفضهما وضع ثرواتهم بتصرف الشركات الأميركية…

كلبنانيين، أين نحن من التطورات التي تحصل حولنا أو فوقنا، مع انعكاساتها الحتمية علينا؟ وهل حدّق نجوم الجمهورية في الصورة التي جمعت بين الوزيرين السعودي والسوري، ليظهر مدى تفاهتهم حين يشعرون بالرعب حتى أمام دوروثي شيا. بقاؤهم على عروشهم اياها يستدعي الانحناء أمام أميركا، كونها على بيّنة من كل الفضائح المالية والاخلاقية التي أوغلوا فيها…
تذكرون كيف كاد الساسة يشتبكون بالسلاح الأبيض لأن وفداً زراعياً أو اقتصادياً، زار دمشق. يا جماعة، زارها من أجل تسويق منتجاتنا التي لا طريق لها سوى الطريق السورية للولوج الى الداخل العربي.
بالتحديد، أين وزير خارجيتنا عبدالله بو حبيب الذي كنا نأمل منه، من خلال تجاربه كسفير سابق في واشنطن، ومسؤول سابق في البنك الدولي، وكمدير لمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، تفعيل الدور الديبلوماسي في لبنان كبديل عما كان يدعوها الفرنسي رولان دوما «ديبلوماسية الثلاجة»!

كانت تلفتنا حيويته في المعهد، باستقطاب الأدمغة التي لم يعد لها من مكان في دولتنا الطوائفية، وحيث الأولوية للأزلام، ولو كانوا بأدمغة الذباب. هذا في عالم يقوم على صراع الأدمغة، لا على صراع الديكة، ولا على صراع الفيلة، ولا على صراع الطرابيش.
اعتدنا في بلادنا على الرؤوس التي اقرب ما تكون الى دواليب الهواء (رؤوس من الورق الملون). الانتقال الميكانيكي من موقع الى موقع، ومن خندق الى خندق، دون رفة جفن. الآن ما موقف الذين احترفوا التجريح بسوريا، حتى وهي مثخنة بالجراح، كوجه من وجوه التزلف والتملق للملكة. الوجوه التي قيل لنا إن الأمير السعودي يتعامل معها كحثالة سياسية وأخلاقية .

نحن، جماعة «ها الكم أرزة العاجقين الكون»، ننتظر كما تماثيل الشمع، ما تأتي به التحولات. بعدما كنا نوصف بالمجتمع الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، نخشى أن نوصف الآن، بـ… تنابل الشرق الأوسط!!

 

 

(سيرياهوم نيوز 4-الديار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الموقفُ الأمريكي من العمليةِ على رفح..!

  كتب د. مختار يسعى كيا.نُ الاحتلالِ والولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ إلى تجزئةِ الملفاتِ فيما يخصُّ العدوانَ المتواصلَ على غ.زّ.ةَ، فالكيا.نُ لايريدُ إنهاءَ الحر.بِ من دونِ ...