الرئيسية » تحت المجهر » خفايا حرب لبنان الثالثة.. إسرائيل تُقِّر بعجزها خوض حربٍ طويلةٍ ضدّ حزب الله لكثافة النيران بعمق الكيان.. الانزلاق لحربٍ طويلةٍ سيُعرِّض قوّة الردع لضربةٍ قاصمةٍ والتلويح بالحرب لإنجاح الدبلوماسيّة؟ وأين شعار “غزّة أولاً”؟

خفايا حرب لبنان الثالثة.. إسرائيل تُقِّر بعجزها خوض حربٍ طويلةٍ ضدّ حزب الله لكثافة النيران بعمق الكيان.. الانزلاق لحربٍ طويلةٍ سيُعرِّض قوّة الردع لضربةٍ قاصمةٍ والتلويح بالحرب لإنجاح الدبلوماسيّة؟ وأين شعار “غزّة أولاً”؟

فيما يتواصل قصف حزب الله لشمال إسرائيل، باتت الدولة العبريّة تُهدِّد بشنّ حربٍ قصيرة المدى وداميةٍ على لبنان، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الكيان يخشى من إطالة أمد الحرب لأنّ الأمر سيقودها إلى الانزلاق إلى معركةٍ طويلةٍ، كما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006، وإذا حدث ذلك فإنّ قوة الردع الإسرائيليّة ستتلقى ضربةً قاسيةً، بحسب المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، والتي تحدثت للموقع العبريّ (زمان إسرائيل) العبريّ.

ورأى مُحلل الشؤون العسكريّة، أمير بار شالوم، أنّه “من المؤكّد أنّ الأيام القليلة الماضية على الحدود مع لبنان يمكن وصفها بأنّها متوترة ومليئة بالنيران، إسرائيل وحزب الله، يعملان وفق سُلم، وكل طرف يحاول ألّا يصعد عاليًا أكثر من اللازم. وفي الوقت نفسه، يحاول كلّ جانبٍ أنْ يكون أعلى من الآخر، هذه هي، بشكل أو بآخر، نظرية التناظر التي تبلورت في الشمال في الأشهر الخمسة الماضية، ولا تنعكس هذه الصيغة في النيران فحسب، بل في الواقع على الأرض أيضًا.”

وشدّدّ على أنّه “رغم النتائج الصعبة للقتال يوم الأربعاء التي لحقت بدولة الاحتلال، لا تزال إسرائيل متمسكة بمنح الدبلوماسيّ الأمريكيّ عاموس هوكستاين الحبل الدبلوماسي الطويل، إذْ أنّ (النقطة الأرخميدية) الإسرائيلية لم تتغيّر حتى اللحظة: غزة أولاً وكلّ شيءٍ آخر سينتظر لوقت آخر، عندما تنضج الظروف.”، وفق ما نقله عن مصادره العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب.

واستدرك قائلاً إنّ “هذا لا يعني أنّ إسرائيل لا تستعد للقتال على الجبهة الشمالية. في الأمس أنهى جميع قادة الكتائب في الجيش الإسرائيليّ، النظامي والاحتياط، ورشة عمل تعليمية نظمتها الفرقة 36 استعدادًا لتحرك محتمل في لبنان. الفرقة، التي عملت لأكثر من ثلاثة أشهر في غزة، عرضت دروس القتال في القطاع من منظار مخطط القتال اللبناني”، كما قال.

وقال مصدرٌ إسرائيليٌّ للموقع العبريّ إنّ “حرب لبنان الثالثة، عندما تندلع، ستكون أقصر ممّا نظن، خاصّةً بسبب الجانب المتعلّق بالشرعية الدولية”، مضيفًا “أنّ الاهتمام الدوليّ بالدولة اللبنانيّة يختلف عن الاهتمام الذي تحظى به حماس في قطاع غزة، ففي لبنان تنخرط دول غربية وهيئات دولية كثيرة، وبالتالي فإنّ الوقت الذي سيُمنح لإسرائيل في الحرب أمام حزب الله في لبنان لن يكون شبيهًا بالوقت الذي مُنح لها في قطاع غزة”.

وأضاف أنّ “معنى ذلك أنّه يتعيّن على إسرائيل تجهيز خطة عملٍ فتاكّةٍ، تحقق الإنجاز المطلوب في وقت قصير جدًا. في إسرائيل لا يتحدثون عن جداول زمنية واضحة في هذا السياق، وإنْ كان من الواضح أنّ المعركة ستستغرق بضعة أسابيع وليس أكثر.”

وزعم المُحلل نقلاً عن المصادر عينها أنّ “هناك في الجيش الإسرائيلي مَنْ يقدم موقفًا متفائلاً بشأن هذه المسألة على المستوى السياسي، ومن المرجح أنْ يدرسوا الأمر بعناية خشية الانزلاق إلى معركة طويلة، كما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006، وإذا حدث ذلك فإنّ قوة الردع الإسرائيلية ستتلقى ضربة قاسيةً”.

وتابع: “عدا ذلك، في الساحة اللبنانيّة يجب الأخذ في عين الاعتبار حجم النيران، تلك التي ستتلقاها إسرائيل وتلك التي ستسقط على لبنان، إنّ كثافة القتال العالية، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ والقذائف، لن تسمح بأيّ وضعٍ آخر غير اتخاذ القرار في أسرع وقتٍ ممكنٍ”.

وفي هذا الشأن، تابعت المصادر في الكيان، لا تزال إسرائيل تجد صعوبة في الإجابة على السؤال، متى ستجتاز تل أبيب ما أسماه المُحلل بالروبيكون، المتمثل في عدم الإضرار بدولة لبنان، بل بحزب الله فقط، وهو ما تحرص على عدم اجتيازه في الأشهر الخمسة الأخيرة.

وخلُص المُحلل إلى القول إنّ “التمسك بمبدأ عدم المساس بالدولة اللبنانية يعني حربًا أطول وخطر الانزلاق في منحدرٍ سيلحق ضررًا بالغًا باستعراض القوة الإسرائيليّة وتجديد قوة ردعها في المنطقة”، على حدّ تعبيره.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خفايا الميناء الأمريكي على ساحل غزة

  إن الميناء الأمريكي العائم على ساحل غزة بحجة نقل المساعدات الإنسانية والتخفيف عن المحاصرين في قطاع غزة مشروع خبيث له خفايا إسرائيلية أمريكية خطيرة. ...