الرئيسية » كلمة حرة » دعم الأعلاف نموذجاً.. !؟

دعم الأعلاف نموذجاً.. !؟

*بقلم:سلمان عيسى
إذا كانت الحكومة فعلا تريد إيصال الدعم إلى مستحقيه – رغم يقيننا أن ذلك لا يعنيها، يجب عليها إيقاف توزيع المقنن العلفي فورا وان تدفع للمربين قيمة الأعلاف نقدا .. نقول الأعلاف لأكثر من سبب: اولا لأن المؤسسة العامة للاعلاف افتتحت منذ أيام دورة علفية جديدة .. رغم ضآلتها، فهي ( بحصة ) يمكن أن تسند جرة .. وثانيا : في برنامج هذه الدورة، توزيع كيلوغرام واحد من الذرة لكل صوص ( علما انها كانت توزع كسبة الصويا مع الذرة في الدورات السابقة) .. وتم تحديد سعر الكيلو ب 1050 ليرة سورية اي مليون وخمسون ألفا للطن الواحد من الذرة .. الذي يحصل هنا أن المربين يقومون ببيع هذه المخصصات بأقل من نصف ثمنها للتجار ليس ترفاً .. أو تعففاً منهم .. بل لأن هذه المادة بالطريقة التي توزعها الأعلاف، تحتاج إلى الطحن والخلط مع الصويا ومواد أخرى وفق نسب محدد، وهذا غير متاح أو ممكن لان هذه العملية تحتاج إلى معامل أعلاف.

.أصحاب هذه المعامل يقومون بإكمال عملية الطحن والخلط ويبيعون الطن الواحد للمربين ب 2،2 مليون ليرة .. هنا لو قامت المؤسسة بإعطاء المربي قيمة الذرة نقدا حسب عدد الصيصان، فإنه سيحصل على مليون وخمسون ألفا عن كل الف صوص، وبهذه الطريقة يتم التخفيف من الخسارة  ويكون تدخلاً إيجابياً حقيقاً .. لكن إصرار الحكومة على هذه الطريقة من الدعم يؤكد رضاها عن مشاركة التجار بالجزء الأكبر من مبالغ الدعم ..إذاً، لا ينعكس هذا الدعم على المربين .. بل يؤكد خسارتهم فعلا .. يقول أحد المربين بالورقة والقلم .. كل طنا من العلف يعني زيادة خمسمائة كيلو غرام من وزن الفروج الحي في المدجنة. . وإذا علمنا أن سعر الكيلو غرام من الفروج يباع حاليا بين 3500 – 3900 ليرة، فهذا يعني أن الخسارة المحققة هي أكثر من 200 الف ليرة عن كل طن علف .. و لأن كل 2000 صوص يحتاج إلى ثمانية أطنان علفاً خلال فترة التربية التي تصل إلى 45 يوما . . فالخسارة المحققة هنا لا تقل عن مليون وستمائة الف ليرة دون احتساب سعر الصوص واللقاحات والأدوية والإشراف الطبي ..!؟

تقديم قيمة الذرة في الدورة العلفية نقداً يختصر 2،1 مليون ليرة من الخسارة في مدجنة تتسع لألفي صوص .. بعد تقديم دعم الاعلاف كنموذج للدعم، بتنا متأكدين ان الحكومة فعلاً لايعنيها إيصال الدعم إلى مستحقيه. . ليس الأمر مقتصرا على الأعلاف،  بل على كل المواد المدعومة الأخرى. . الخبز والمحروقات والسكر والرز .. كلها .. كل قيمها يتقاسمها التجار والمستوردين مع ( أصحابها ) .. أي مجموع المستحقين .. كما تسميهم الحكومة .. والمستهدفين بذات الوقت من قبل التجار والحكومة. . !؟

(خاص بموقع سيرياهوم نيوز10-7-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ثورة الطلاب في أميركا

                                                  ...