الرئيسية » الرياضة » دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في مراحله الأخيرة … فوضى وعشوائية الأندية أتعبتا كرة القدم … المشروع الوطني يبدأ من العناية بالفئات والدرجات

دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في مراحله الأخيرة … فوضى وعشوائية الأندية أتعبتا كرة القدم … المشروع الوطني يبدأ من العناية بالفئات والدرجات

ناصر النجار

 

بدأت المنافسات النهائية لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم في الدوري التأهيلي إلى الدرجة الممتازة، وجاءت البداية مبشرة لبعض الفرق وغير سارة لبعضها الآخر، ففي المجموعة الجنوبية دانت الفرحة لفريق الشرطة الذي هزم المجد بثلاثية نظيفة، وللشعلة أيضاً الذي فاز على النبك 3/1، ومن المؤكد أن هذه الصورة هي البداية ولن تكون النهائية لأنها أعطت مؤشراً ما حول مدى استعداد الفرق للوصول إلى المربع الذهبي.

 

وفي المجموعة الشمالية حقق خطاب فوزاً مفاجئاً على النواعير بهدف، ونال الهلال فوزاً عريضاً على الجهاد بثلاثة أهداف نظيفة، وتستمر المباريات أسبوعاً بعد آخر حتى نهاية هذه المرحلة في الشهر القادم.

 

وعلى الخط ذاته فإن الدوري النهائي لفئة الشباب للدرجة ذاتها قارب على النهاية، وكما الرجال فإن التنافس بين فرقه في المجموعتين كبير، ونلحظ تفوق الأندية الريفية التي وصلت إلى هذا الدور على حساب أندية لها ماض عريق وتاريخ مجيد في كرة القدم في حلقة اليوم من هذا الملف نولي الأهمية لدوري الشباب لأنه الركيزة الأساسية لكرة القدم.

 

ونطلع على بعض تفاصيله، لنجد أن الفوضى والعشوائية تسيطران على أغلب أندية الدرجة الأولى، فلا هي حققت أهدافها، ولا صنعت كرة قدم، وكأن المقصود من كل هذا هو شرف المشاركة بعيداً عن الأهداف والغايات، وأي خطط ممنهجة للمستقبل، وإلى التفاصيل..

 

صناعة غائبة

 

في دوري شباب الدرجة الأولى نجد أن أغلب الفرق التي تأهلت إلى التصفية النهائية هي من الفرق المغمورة بعد أن فشلت فرق عريقة بتجاوز الدور الأول، ونجد أن مساحة التنافس واسعة وحاسمة ومثيرة والتكافؤ عنوان أغلب هذه المباريات.

 

في المجموعة الجنوبية نجد أن فرقاً مهمة لم تستطع تجاوز الدور الأول ونذكر منها فريق المجد الذي كان له باع كبير في هذه الفئة، بل إنه كان مصدراً رئيساً من مصادر المواهب والخامات في هذا النادي العريق، لكن للأسف لم يعد كذلك، وهذا يدل على انحسار واضح في كرة المجد إذا قارنا تراجع فرق الفئات العمرية مع فريق الرجال الذي على ما يبدو طاب له المقام في الدرجة الأولى، وكما ذكرنا فإن البدايات تشير إلى النهايات.

 

وهذا الأمر يقع عاتق مسؤوليته على إدارة النادي التي عليها أن تعيد أفكارها تجاه كرة القدم وأن تدرس أسباب الإخفاق الذي أدى إلى تدهور فرقها كلها، حتى على صعيد الناشئين والأشبال وعلى مستوى بطولات دمشق فإن فرق النادي باتت متراجعة وهي بمواقع بعيدة عن المنافسة.

 

قد لا يكون الخطر بتراجع فريق الرجال لأنه أمر يحدث، ودوماً نجد أن هناك فترة تمر بها الأندية بركود وتراجع لأسباب مختلفة، لكن أن يكون هذا التراجع في الفئات العمرية فهو أمر خطير، لأن هذه الفئات هي منبع كرة القدم وبها يتم البناء الكروي، ورفد فريق الرجال باللاعبين يتم من خلال هذه الفرق التي تقدم المواهب والخامات بعد أن يتم صقلها وتدريبها، وعلينا أن نذكر أن فرق المجد القاعدية خرجت للكرة السورية في السابق العديد من النجوم والمواهب يصعب حصرهم ومنهم رجا رافع ومحمد الواكد وأنس مخلوف ومنذر إدلبي ومهند الفقير وفراس معسعس وهشام شربيني وعبد الهادي الحريري وغيرهم الكثير، لكن هذا النبع جفَّ، ولم يعد النادي بمقدوره تصدير اللاعبين المهمين أو تقديمهم وهذا التراجع المخيف تتحمل مسؤوليته الإدارات المتعاقبة.

 

وإذا نظرنا هذا الموسم إلى الفشل الذي يحيق بكرة المجد فإن مرده يعود إلى ضعف القواعد الكروية، ولن تعود كرة النادي إلى مواقعها بين كبار الدوري إن لم تكن أوضاع فرق الفئات العمرية بخير.

 

ويبقى العذر الدائم بأن الأوضاع المالية غير مشجعة، لكنه عذر غير مقبول على الدوام، لأن فرق الفئات لا تحتاج إلى التكاليف الباهظة المرهقة، بل هي تحتاج إلى فكر كروي نقي يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفكر قادر على وضع استراتيجية عمل واضحة وناجحة، وفكر يتمتع بثقافة كروية قادرة على البناء والتطوير.

 

الفرق التي كسبت الرهان من فرق المجموعة الجنوبية هي فرق المحافظة والفتوة ونصيب والشعلة، وكما نعلم فإن فريق المحافظة له خبرة كبيرة وهو نتيجة إعداد طويل ضمن فئات النادي مع إمكانيات فنية ولوجستية ومالية كبيرة، وهو مرشح بقوة للعودة إلى الدرجة الممتازة، وإلى جانبه فريق الفتوة الذي يتمتع بإمكانيات كبيرة، ويمكننا القول إن كل إمكانيات دير الزور الفنية والبشرية والمالية موضوعة فيه، أما الشعلة مندوب درعا فموقفه هذا الموسم ضعيف لكنه وصل إلى مستوى يمكن البناء عليه وتطويره للسنوات القادمة، المفاجأة السارة كانت بفريق نصيب هذا النادي الذي وُلد حديثاً، وقد تبنى كرة القدم في فئاتها ونجح برهانه هذا الموسم عبر مجموعة شابة هو على قدم المساواة حتى الآن مع المحافظة والشعلة وقد يكون له نصيب من التأهل أو سيعود أدراجه، لكنها عودة مرفوعة الرأس، ودوماً نحن ندعو إلى دعم الفرق الريفية لما تضم من مواهب وخامات مدفونة وهي تحتاج إلى الدعم والرعاية لكي تظهر وتصقل وتجدد دماء الكرة السورية.

 

ملاحظة مهمة

 

من خلال المتابعة لفرق دوري الظل نجد أن ريف دمشق هي أكثر محافظات القطر تضم فرقاً بعضها في الدرجة الأولى وبعضها الآخر في الدرجة الثانية، ومن الفرق التي حجزت مكاناً دائماً لها في الدرجة الأولى هي فرق: حرجلة والكسوة ومعضمية الشام وجرمانا والنبك والتل ودوما.

 

وفرق أخرى كان لها زيارات إلى دوري الدرجة الأولى في مواسم مختلفة كفرق عرطوز وداريا وقارة والضمير والقطيفة وغيرها، الملاحظ أن هذه الفرق الكثيرة مشتتة وأغلبها لا يملك الأرضية الكروية المناسبة، لذلك فإن جهودها مبعثرة وهي بطبيعة الحال غير منتجة لأنها تمارس كرة قدم عشوائية بعيداً عن البرمجة والتخطيط.

 

ومن سيئات هذه الفرق أنها لا تملك لاعبين ينتمون إليها وبعضها لا يملك فرقاً قاعدية، وعلى سبيل المثال فإن نادي معضمية الشام ما زال يستعير لاعبين من أندية مختلفة من دون أن يكون هناك وضوح في كرة القدم، المهم أن يشكل فريقاً كروياً يشارك في الدوري ويحتفظ بمكانه فيه، ومثله بقية الفرق التي باتت أشبه بفرق الأحياء الشعبية، فهي تمارس كرة القدم فقط عبر فريق من هنا ومن هناك، وهذا يبعثر الجهود ويهدر المال، لذلك فإن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على اللجنة التنفيذية في ريف دمشق لجمع الجهود وعدم تشتيتها بين هذا الفريق وذاك، ونحن نجد أنه من الواجب العمل على بناء كرة القدم في الريف من القواعد وهو أفضل من مشاركة بلاعبين من أندية مختلفة، وخصوصاً أن اللاعبين الوافدين انتهت صلاحية أغلبهم الكروية، ومعظم اللاعبين الذين وفدوا سواء على نادي النبك أم معضمية الشام أو جرمانا أو غيرها من الفرق من خارج ريف دمشق بلغوا سن الاعتزال ولم يجدوا لهم مكاناً ضمن فرق الدرجة الممتازة.

 

الفكرة أن كرة القدم صناعة تؤمن بالبناء الهرمي، لأنها تحتاج إلى روافد دائمة، والتجارب السابقة أثبتت صدق هذه المقولة، فكل المحاولات السابقة باءت بالفشل لعدم وجود هذه الروافد والركائز، ولنا في نادي حرجلة خير مثال عندما أسس فريقاً من محترفي الدوري ومعظمهم من خارج البلدة، فلم يستطع الصمود والاستمرار في الدوري الممتاز وها هو اليوم يعيش في غياهب الظلمات، وربما كانت هناك تجربة في الدوري التصنيفي لفريق الكسوة لم يكتب لها النجاح.

 

ليس مهماً أن تكون هذه الفرق في الدرجة الممتازة، المهم أن تمارس كرة القدم بشكل صحيح، المشكلة الرئيسية أن هذه الأندية يسيطر عليها فكر كروي فردي، وهذا يؤدي إلى نتائج غير ناجحة في أغلب الأوقات.

 

الكرة في الأندية الريفية سواء في ريف دمشق أم في المحافظات يجب أن تكون أندية منتجة لا مستهلكة، وذلك عبر العناية بالمواهب الشابة الموجودة في كل بلدة وقرية، ويتم تأسيس هذه المواهب والخامات بشكل جيد وبعد صقلها ونضوجها يمكن بيعها إلى أندية الدرجة الممتازة، كرة القدم أصبحت تجارة، والمال أساس تطويرها، لذلك لابد من العمل على هذا الخط لما فيه فوائد خاصة لهذه الأندية من خلال بيع اللاعبين، وفوائد عامة تعود بالنفع على الكرة السورية.

 

المهم أن يتولى أمور هذه الأندية فنيون عاصروا كرة القدم ومارسوها ويدركون أهميتها وأين تكمن فوائدها، وما هو النهج الجيد الذي يجب أن يسلكوه.

 

الحديث نفسه ينطبق على المجموعة الشمالية التي تضم فرق الجهاد من القامشلي والفرات من الرقة وعمال حماة ومورك من حماة، والتنافس كبير بين هذه الفرق وصولاً إلى الدوري الممتاز لفئة الشباب، ونلاحظ أيضاً كما المجموعة الجنوبية خروج فرق عريقة من الدور الأول وبخلاف ذلك فإن المنسحبين من الدوري كانوا كثراً وذلك لعدم استطاعة هذه الفرق استكمال الدوري لأسباب عديدة منها أسباب مالية وفنية، لذلك وجدنا في دوري الرجال أن فريقي حرجلة والتل انسحبا من المرحلة الأخيرة لعدم جدواها بعد أن حُسمت الأمور بدعوى التوفير المالي، والكلام نفسه وجدناه في دوري الشباب عندما انسحب تل براك وعفرين والصنمين، وهذا الانسحاب يرسم أكثر من إشارة استفهام ويؤكد ما ذهبنا إليه من فوضى أو عشوائية تعيشها أندية الدرجة الأولى.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في حصيلة مباريات إياب الدوري الكروي الممتاز (1) … أهلي حلب بطل مرحلة الإياب بجدارة … هبوط مخيف للطليعة والجيش والهابطان لم يتقدما

ناصر النجار   في قراءة سريعة لمباريات مرحلة الإياب من الدوري الكروي الممتاز بشكل منفصل نجد فيها الكثير من المتغيرات عن مرحلة الذهاب وبالتالي عن ...