آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » رواية(شرقيل )

رواية(شرقيل )

*سهير زغبور

وانت  تقرؤها ..يخيل اليك ان مرآتك قفزت امامك ..وهي  تحيط ملامحَ حياتك بنسيجها المتجانس الذي به من الغرابة انك تستطيع فرز خلاياه دون ان ينفصل عن ذاته ….
انها الرواية الطاعنة في العمق منذ اول شهقات الولادة وحتى اخر درجة في سلم الارتقاء ………
(شرقيل )للكاتب المبدع الاستاذ غانم بوحمود الصادرة عن دار الغانم للثقافة (٢٠٢١ ) …..تقع في مئة وتسعين صفحة من القطع المتوسط ….لكنها اشبه باطلس جفرافي …يحمل اليك البلدان وانت في مكانك فتسافر اليك الهند والتشيك ولبنان ليحط بك الرحال في سوريا …..وانت بين هذا وذاك تقطف اشهى الحكم والاقوال المأثورة عبر امتداد الازمنة والامكنة ….
((الرجل العظيم ..ذاك الذي يجعل من احلامه حقائق )) توفيق الحكيم
قال ارسطو : (( الجاهل يؤكد ..والعالم يشك ..والعاقل يتروى )) ……………………………
واذا ماتوقفت عند صلب الرواية ستكون في بدايتها حين قال الكاتب (( قبل ان تسالني من هو شرقيل ساعدني كيف اتعرف اليه ))اذن فالكاتب يوكل الى القارئ مهمة ان يعرفه الى شرقيل وهو من يكتب عنه ….وهذه لفتة بارعة من الكاتب الذي يشركنا معه في رحلة اكتشاف شرقيل ….لنشعر بذاك التوحد معه …..وتبلغ الرواية سدرة الهدف الاصيل وعلى المقلب الاخر ….سنجده قد ترك الباب مفتوحا على مصراعيه دون نهاية واضحة ….حتى انني اجزم اننا قد لانتفق كلنا على .. من هو (شرقيل ) لدرجة تشعر ان الكاتب يدوخ القارئ امام هذا الكم العظيم من التفاصيل وفي نهاية المطاف ….ستظل تسال : من هو شرقيل ؟؟(شرقيل )….هذه الرواية التي تنتقل بك برشاقة عبر الفصول والتلال والجبال والصخور والزمان والمكان لن تستطيع الافلات من سحرها ولن تستطيع الا ان تكون واحدا من جائبيها.. روحا وخيالا …..
(( يتامل ازهار الربيع ..يكتب مشاهداته ..هو مفتون بفصله الخلاق ..كما انه مندهش من عواطف تلك الكائنات الذكية ..العاشقة بامتياز الازهار تكتب قصائد عظيمة في الحب ..لاتلبث ان تغدو اريجا وثمارا وبذورا تزجي خيراتها من دون شكوى ولا منّة ))…..
هكذا رأى الكاتب ان يعود البطل الى قريته بعد اربعين عاما ….وتعود اليه ذكرياته الحميمة …..ليعيش صراعا حقيقيا مع ماتركه ومارآه قد تغير وماواجهته من مصاعب وهو الذي حمل معه مشروع بناء بقي _كما شرقيل _محط اسئلة والف علامة استفهام ..عن ماهيته وهدفه ….اضف الى محاولة بعض الحاسدين احباطه ….واصرار المعلم على تنفيذه بمساعدة من عرفه عن كثب ……(كالزعيم.. والساموك )وهما من الشخصيات الاساسية في الرواية اما الخالة (ام تميم) وهي الداية العتيقة في القرية فقد كانت الاقرب الى المعلم وشرقيل معا …..والتي واكبت ادق تفاصيل الاحداث التي مر بها بطل الرواية …….فباتت رمز النجاح في سبر اغوار الظلام …..لتخبر الجميع ماذا ترى ….
((غدت لها عينان اخريان غادرتا وجهه ..انتقلتا الى المكان الذي اختارته محلا لنظراتها ….باشرت برفع اصابع يدها لتتاكد من عدم رحيل عينيها الى هناك …..احجمت ..انصاعت لهكذا رحيل …ناداها صوت لم تعرف مصدره : انت انسانة ياخالة( ام تميم )وهاانت تنجحين في الامتحان ..ننتظرك ان تقولي لنا ماذا ترين ؟! 

(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتبة17-5-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“فلسطين قضية وطنية”.. كتاب يصون ذاكرة المغاربة في دعم فلسطين

“دار الملتقى” في المغرب تصدر كتاب “فلسطين.. قضية وطنية”، الذي يوثّق كتابات ومواقف أعلام مغربية من فلسطين والقضية الفلسطينية.   صدر حديثاً عن “دار الملتقى” ...