آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » شريعة المتعاقدين ..!؟

شريعة المتعاقدين ..!؟

 

سلمان عيسى

وبعد ان فشل المزاد الذي اقيم الاسبوع الماضي لشراء محصول الشوندر السكري الذي كتبنا عنه في هذا المكان السبت الماضي .. فقد صار كما توقعنا وحاول المشاركون في المزاد فرض شروطهم لشراء المحصول بثمن بخس .. وهكذا ستتم اعادة اعلان المزايدة للمرة الثانية حيث ان مدة الاعلان خمسة عشر يوما لتأكيد ان المزايدة ستكون بتاريخ ١٨ / ٧ ..
نعم .. هذه هي النتيجة .. ما زال اكثر من ٣٥ الف طنا من الشوندر السكري تحت الارض بانتظار اشارة البدء للفلاحين من شركة سكر تل سلحب لجني المحصول الذي تجاوز اكثر من ٤٠ يوما على موعد القلع الذي يبدأ عادة في الاول من حزيران من كل عام .. وهذا التأخير يهدد بحصول مخاطر كبيرة على المحصول اولها تدني نسبة الحلاوة ( في حال ارادوا تصنيعها ) وثانيها الشمرخة التي تؤدي ايضا الى تدني نسبة الحلاوة وقساوة الشوندر بحيث تهدد الفرامات بالكسر كما حدث في بعض مواسم التسعينات من القرن الماضي، عندما كان المعمل يتوقف اياما لتبديل السكاكين والمقصات التي كانت تتكسر بسبب شمرخة الشوندر .. وهذا بالتأكيد سيؤثر على السعر الذي ستتلاعب به ( اسباب التأخير ) .. اضافة الى تأخر اراحة الارض لأكثر من أربعين يوما، اذ من المفترض ان يتم في هذه الفترة فلاحة الارض وتجهيزها لموسم آخر ..
صحيح ان وزارة الزراعة قد تنصلت من كل وعودها و عملت على مبدأ ( وصلتينا لنص البير ) فهي لم تقدم السماد والمحروقات والمبيدات الكافية .. وهي التي ( زينت ) بوعودها اعادة الاقلاع بزراعة الشوند – وتراقب عن بعد كيف ان المزارعين ( يتقلون ) على نار حامية تهدد محصولهم الذي تتوقع بعض المصادر ان تصل كلفته الى ١٤ مليار ليرة من كمية ٣٥ الف طنا مزروعة على مساحة ٨٥٤ هكتارا من اراضي الغاب الخصبة .. وبذات الوقت عاجزة عن اقناع مؤسسة الاعلاف بشراء المحصول بمساعدة وزارة المالية ..
الى الآن تعجز الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والصناعة من ايجاد حل مناسب لهذه المعضلة ..
وزارة الصناعة ممثلة بشركة سكر تل سلحب وقعت عقودا مع الفلاحين لزراعة الشوندر يتعهد فيه الفلاحون بالزراعة وان تشتري الشركة المحصول .. فمن الذي أخل ببنود الاتفاق .. ومن الذي يجب ان يعاقب .. ؟ هل هي مسؤولية الفلاحين عدم الانتهاء من ترميم فرن الكلس ؟ ومن الذي أخل ( بشريعة المتعاقدين ) ..؟
غريب ما يحدث .. موسم الشوندر هو من اطول مواسم المحاصيل حيث يحتاج الى عشرة اشهر .. وبين انتهاء الموسم الماضي وموعد جني هذا الموسم عام كامل .. ترى الم تتمكن الشركة من ترميم الفرن خلال هذا العام .. واذا ما كانت الحجة بالزلزال .. فقد مضى عليه خمسة اشهر .. ؟!
ان كل ما يحكى عن دعم الانتاج الزراعي هو سرديات للتسلية، و مثل حكايات الجدات التي كانت تسارع في تنويم الاحفاد .. وان الحديث عن اعادة اقلاع معامل التصنيع الزراعي هو مثل الحديث عن الاسراع باعادة اقلاع معمل الجرارت .. والبطاريات ومعامل الخيوط .. بعد توقف زراعة القطن ..؟
الأكثر ايلاما هو صمت اتحاد الفلاحين الذي يشابه تماما مؤسسة الاعلاف .. فقد بح صوت رؤساء الجمعيات الفلاحية في الغاب .. ولم يصل بعد الى مسامع الاتحاد .. والحكومة .. وكل المقصرين ..!؟
(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فلسطين في كل مكان..

  مالك صقور   لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل ...