واجهت إسرائيل الأربعاء ضغوطا من حلفائها للامتناع عن الرد على الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن وبروكسل بتشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وخلال أول زيارة لوزيرين غربيين إليها منذ الهجوم الصاروخي الإيراني حث وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا إسرائيل على الهدوء.
وقال كامرون “نحن حريصون جداً على تجنب التصعيد ونقول لأصدقائنا في إسرائيل، لقد حان الوقت للتفكير بالعقل والقلب، وهذه هزيمة مزدوجة لإيران من نواحٍ عديدة”.
وقال كامرون لإذاعة راديو تايمز “لم يكن هجومهم فشلا ذريعا فحسب، بل يمكن لبقية العالم أيضا أن يرى مدى تأثيرهم الخبيث في المنطقة”.
وحثت الوزيرة الألمانية إسرائيل مجددا على “ضبط النفس”.
لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو قال لوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا إن إسرائيل “تحتفظ بالحق في حماية نفسها”.
تفاقمت التوترات في الشرق الأوسط وخاصة بعد أن توعدت إيران بالرد إذا شنت عدوتها اللدود إسرائيل أي هجمات أخرى، في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة المحاصر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وخلال الاحتفال بيوم الجيش عُرضت في طهران الأربعاء مجموعة من الأسلحة الإيرانية بما في ذلك طائرات هجومية مسيَّرة وصواريخ باليستية بعيدة المدى.
وأشاد الرئيس إبراهيم رئيسي بالهجوم الذي نفذته إيران ردا على استهداف قنصليتها في دمشق والذي اتهمت إسرائيل بتنفيذه، وقال محذراً “إذا ارتكب الكيان الصهيوني أدنى عدوان على أرضنا سيؤدي ذلك إلى رد قاس وعنيف”.
أطلقت إيران في وقت متأخر السبت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة بحمولة إجمالية تبلغ 85 طنا قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريبا بمساعدة حلفائها ولم تخلف سوى أضرار محدودة.
وتعهد قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي “بالرد” على أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق، وشدد المتحدث العسكري دانييل هاغاري أيضًا على أن إيران “لن تفلت من العقاب”.
ولم يتضح كيف ومتى قد تضرب إسرائيل، وما إذا كانت ستستهدف إيران مباشرة أو تهاجم مصالحها أو حلفاءها في الخارج في أماكن مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.
– تشديد العقوبات –
قالت واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل، إنها لن تنضم إلى أي هجوم على إيران ودعت إلى وقف التصعيد، كما فعل عدد من الزعماء الغربيين والعرب الآخرين.
بدلا من ذلك، تعهدت واشنطن بفرض مزيد من العقوبات التي تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني والحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع الإيرانية.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إن الإجراءات الجديدة “ستواصل الضغط المستمر لاحتواء وإضعاف قدرة إيران العسكرية وفعاليتها والتصدي لمجمل سلوكياتها الإشكالية”.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن بروكسل تعمل أيضًا على توسيع العقوبات ضد إيران، بما يطال إمداداتها بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى لروسيا والفصائل التي تدور في فلكها في المنطقة.
وقالت بيربوك إن برلين وباريس تؤيدان توسيع نظام العقوبات الأوروبي ضد المسيرات الإيرانية ليشمل “تقنيات الصواريخ”.
والتقت بيريوك وكامرون الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي قال “على العالم بأسره أن يعمل بحسم وحزم للتصدي للتهديد الذي يطرحه النظام الإيراني الساعي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة برمتها”.
وحث كامرون في تصريحات لمحطات تلفزيونية بريطانية مجموعة السبع على تبني “عقوبات منسقة جديدة ضد إيران” قبل اجتماع مع نظرائه من المجموعة في إيطاليا.
– مزيد من الدمار والقتل في غزة –
كاد التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران أن يلقي بظلاله على الحرب في قطاع غزة المحاصر حيث يستمر القصف والغارات الإسرائيلية في إيقاع مزيد من القتلى والدمار.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة إن القصف أوقع 56 شهيدا و89 اصابة خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته “قصفت أكثر من 40 هدفا” في مختلف أنحاء قطاع غزة الثلاثاء متحدثا عن استهداف مقاتلين وبنى تحتية تابعة لهم.
بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، تحول القطاع إلى أنقاض ويعاني 2,4 مليون نسمة محاصرون فيه من الجوع جراء نقص المياه والغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية، فيما لا يدخله سوى كميات قليلة من المساعدات عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل.
وتواجه إسرائيل نداءات عالمية لوقف القتال ومعالجة الكارثة التي حلت بالقطاع. وقالت الأمم المتحدة إنها ستطلق الأربعاء نداء لجمع 2,8 مليار دولار لمساعدة فلسطينيي غزة والضفة الغربية المحتلة.
لكن نتانياهو وصف الأربعاء تقارير المنظمة الدولية عن مجاعة وشيكة في غزة بأنه “ادعاءات”.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو أحد الوسطاء في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة إن المفاوضات “متعثرة”.
في الأثناء، قالت مصادر دبلوماسية إن مجلس الأمن الدولي يستعد الخميس للتصويت على مشروع قرار صاغته الجزائر بشأن العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لم يكن له أي تأثير على الأرض.
اندلعت الحرب على إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية من غزة وأدى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم من المدنيين، حسب أرقام لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وردا على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007 وتعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابية”.
وأدت الحرب الى استشهاد 33899 شخصا في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم