اتخذت رئاسة فرنسا مواقف سلبية تجاه القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر بالانخراط في السياسة الأمريكية والقبول بما يجري في قطاع غزة، وانبرت أصوات نخبة يهود فرنسا من أصول يهودية تتبرأ من سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون وأنه لا يتحدث باسمهم.
واصطف الرئيس ماكرون إلى جانب إسرائيل في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، واجتهد كثيرا بمقترحه المفاجئ للجميع بعدما نادى بائتلاف دولي ضد حركة حماس على شاكلة الاتئتلاف الدولي ضد التنظيم الإرهابي داعش. وخلف مقترحه غضبا شديدا لأنه أضفى صفة الإرهاب على القضية الفلسطينية، ومنح الضوء الأخضر لحكومة إسرائيل بتقتيل الفلسطينيين في الضفة.
ولم يثر ماكرون بسياسته غضب الفرنسيين من أصول عربية بل كذلك الفرنسيين من أصول يهودية، وجاء الرد عبر بيان وقعه أكثر من ثمانين يهوديا أغلبهم من عالم الفكر والصحافة والاعلام مثل عالم الاجتماع مايكل لوي والرئيس السابق “أطباء بلا حدود” روني برومان. وتفادت وسائل الاعلام الفرنسية الموالية للصهيونية مثل قنوات تلفزيبونية إخبارية التطرق إلى البيان باستثناء بعض الصحف مثل ليبراسيون.
ويقول البيان “الأمم المتحدة تعلن احتمال حدوث تطهير عرقي في قطاع غزة. إننا، كيهود، نشعر بالرعب من انتهاكات القانون الدولي التي ترتكبها دولة إسرائيل في غزة مع الإفلات التام من العقاب، ونرفض السماح بحدوث هذه المذبحة باسمنا”.
ويضيف “نحن نتفهم ونشارك الألم والخوف الذي يشعر به العديد من اليهود في فرنسا بعد جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس. لدى غالبيتنا عائلات في إسرائيل، ونود أن نعرب عن تعاطفنا مع عائلات ضحايا مجازر 7 أكتوبر. لكن هذا الألم لا يمكن أن يبرر التطهير العرقي في غزة. إن استمرار الحرب والاحتلال لن يحقق السلام ولا عودة الرهائن”.
وتشهد غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة. وفي أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي خلفت 1400 قتيل إسرائيلي وجرح ما لا يقل عن 4600 آخرين، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة، وهو شكل من أشكال العقاب الجماعي المخالف للقانون الدولي. ولا يزال هناك 200 إسرائيلي محتجزين كرهائن في غزة، ومصيرهم أقل أهمية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية من سحق الفلسطينيين”.
ويضيف البيان في سرد جرائم حكومة إسرائيل “ويعاني مليونا من سكان غزة من الحرمان من الماء والغذاء والكهرباء. وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان استخدام الفسفور الأبيض. وتم قصف المستشفيات، وكذلك أماكن العبادة التي يلجأ إليها سكان غزة”.
ويختم البيان بفقرة “ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب. ومن الملح أن نحمل الحكومة الإسرائيلية على وقف حملة القصف الجوي ومنعها من شن هجوم بري قد يؤدي إلى اندلاع حريق إقليمي”.
ومن نتائج سياسة ماكرون المنحازة ضد الفلسطينيين أنه نقل الصراع بشكل منحاز الى فرنسا، في وقت تعاني منه البلاد من انقسامات سياسية واجتماعية بسبب سياسة ماكرون الاقتصادية.
وتصدرت فرنسا دول أوروبا في منع التظاهرات المؤيدة لفلسطين، والتلميح بأن مساندة الفلسطينيين هي مساندة للإرهاب.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم