آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » فنزويلا: غوايدو يقرّ بانتصار مادورو.. لماذا فشلت المعارضة المدعومة أميركياً؟

فنزويلا: غوايدو يقرّ بانتصار مادورو.. لماذا فشلت المعارضة المدعومة أميركياً؟

خوان غوايدو المعارض المدعوم أميركياً في فنزويلا يقرّ في جلسة للجمعية العامة صوّتت لصالح إنهاء “ولايته”، أنّ الرئيس نيكولاس مادورو هو الفائز الوحيد.

أكّد خوان غوايدو، المعارض الفنزويلي المدعوم أميركياً، أنّ “الرئيس نيكولاس مادورو هو الفائز الوحيد اليوم من خلال تقسيم المعارضة”.

كلام غوايدو جاء خلال جلسة للجمعية العامة للبرلمان الفنزويلي، حيث أيّد 105 أعضاء عبر التصويت، لـ”إنهاء ولايته”.

وبحسب ما نشرت وكالة بلومبرغ، صوتت المعارضة الفنزويلية لصالح إنهاء “الحكومة المؤقتة” التي كان أعلنها غوايدو، بعد نحو 4 سنوات من الدعم الأميركي والغربي له، في محاولة للإطاحة بالرئيس الشرعي لفنزويلا نيكولاس مادورو.

وجاءت نسبة تصويت الجمعية الوطنية، التي تقودها المعارضة، بأغلبية 72% مقابل 24%، مع امتناع 9 أعضاء عن التصويت، يوم أمس الخميس، ضدّ تجديد “ولاية” غوايدو لسنة أخرى.

ومن المقرر إجراء تصويت ثانٍ ونهائيّ في 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وفي حال خسر غوايدو في ذلك الاقتراع، فستنتهي فترته في 5 كانون الثاني/يناير 2023.

وأشار المشرعون إلى أنهم “سئموا الاستراتيجية التي فشلت في عزل مادورو”، وذلك بالرغم من الدعم الدولي الواسع للمعارضة والضغط على الحكومة الفنزويلية.

اقرأ أيضاً: مادورو: يجب رفع كامل العقوبات الأميركية عن قطاع النفط الفنزويلي 

وأعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنّ سلطات بلاده ستطلق حواراً مع ممثلي المعارضة في شأن الانتخابات المقبلة في البلاد.

ويذكر أنّ المفاوضات بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة استؤنفت بوساطة المكسيك في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وجرى توقيع اتفاق مع المعارضة يُتيح تحرير موارد فنزويليّة مجمّدة في الخارج، من أجل تمويل مشروعات اجتماعيّة.

فشل ذريع للمعارضة الفنزويلية المدعومة أميركياً

وبحسب “بلومبيرغ”، فإن التصويت لا يمثّل فشلاً سياسياً لغوايدو فحسب، والذي تراجعت شعبيته بين المعارضة بشكل كبير، بل يمثل أيضاً فشلاً لمجمل المعارضة المنقسمة، والتي لم تحرز أيّ تقدم في مشروعها المتعلق بالإطاحة بمادورو.

إذ أصبح غوايدو وجه حركة المعارضة لتعزيز تغيير النظام في كانون الثاني/يناير 2019، عندما أعلن أنّه “الزعيم الشرعي للبلاد”، متهماً الرئيس مادورو “بإعادة انتخابه عن طريق تزوير الانتخابات في العام السابق”.

واصطفت خلف غوايدو إدارة ترامب وحكومات غربية أخرى، في محاولة للضغط على مادورو الذي يلتزم بسياسة رافضة لهيمنة الولايات المتحدة على أميركا اللاتينية، وفرضت على فنزويلا عقوبات مشددة، كما دعمت تنسيق تحركات لمواجهة مادورد وحكومته

لماذا فشلت المعارضة الفنزويلية؟

فشلت الاستراتيجية الأميركية في فنزويلا، إذ لم يمارس غوايدو أبداً أيّ سلطة حقيقية في فنزويلا، وفقد دعم جميع الحكومات الأجنبية باستثناء عدد قليل منها.

وحتى أنّ بعض الدول الأوروبية تخلّت عن اعترافها وانفصلت عن المسار الأميركي في مقاربة السياسات تجاه فنزويلا، كما تحرّك رؤساء يساريون منتخبون حديثاً في أميركا اللاتينية وأبرزهم لولا دا سيلفا (في البرازيل)، وغوستافو بيترو (في كولومبيا) باتجاه إعادة العلاقات مع مادورو.

وفي الداخل، تراجعت شعبية غوايدو إلى 15.5% في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفقاً لاستطلاعات رأي فنزويلية.

واعترفت المشرعة نورا براشو، أثناء تقديم اقتراح الأطراف الأخرى، أنّ “خوان غوايدو بذل جهداً كبيراً، ولكن يجب أن يدرك أنه لم يكن كافياً”، مؤكدةً أنّ “مخططنا لم يكن مرضياً للشعب الفنزويلي”.

اقرأ أيضاً: فنزويلا: تمديد العقوبات الأوروبية ضدنا ابتزاز سياسي

وفي الواقع، شكّلت شعبية مادورو ورصيده المعنوي لدى الفنزويليين أزمة حقيقية للمعارضة، التي فشلت في إظهار أنّ شعبيتها تسمح لها بادّعاء تأييد الرأي العام الفنزويلي لها.

ولم يتمكّن رموز المعارضة الفنزويلية من استعطاف الشعب، الذي يرى أنهم يحاولون تقديم البلاد للولايات المتحدة، في الوقت الذي تفرض واشنطن عقوبات مشددة على كاراكاس، فاقمت من معاناة الشعب الفنزويلي نتيجة للوضع الاقتصادي الصعب.

في المقابل، يعتبر مادورو، النقابي الذي وصل إلى الحكم بتوصية من الرئيس الراحل ذو الشعبية الكبيرة هوغو تشافيز، رئيساً يتمتّع بدعم فئات واسعة من الشعب.

وتنتظر المعارضة كما المؤيديون الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يفترض ان تجري في 2024، والتي كان يراهن غوايدو ان يبقى على رأس المعارضة إلى حينها ليكون المنافس القوي في وجه مادورو، لكنّ انقسام المعارضة اليوم بين مؤيدين ومعارضين لغوايدو، وإقرار رموزها بالفشل في مواجهة مادورو، يشي بأنّ المستقبل لن يكون لصالح السياسة الأميركية ومؤيديها في كاراكاس.

سيرياهوم نيوز 4-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفيرة الكيان السابقة بجنوب إفريقيا: التغيير بميزان القوى الاستراتيجيّ بالعالم ضدّ إسرائيل بعد أنْ عمل سابقًا لصالحها.. خشية من أوامر الاعتقال وإدراج الكيان من قبل الأمم المُتحدّة بالقائمة السوداء لفظائعه بغزّة

مع استمرار العدوان الهمجيّ ضدّ قطاع غزّة بدأ الاحتلال الإسرائيليّ يُقِّر بأنّ العالم بات يرفض قبول السرديّة الصهيونيّة، وما المظاهرات التي تعصف بالغرب، وحتى في الولايات المُتحدّة ...