أكدت موسكو، أمس السبت، أن حلف «الناتو» أخفق في تنفيذ المشروع الغربي لتحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا، على حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على نحو 500 جندي أوكراني وتدمير عشرات الأهداف والمنشآت العسكرية، في وقت، أعرب وزير الدفاع الفنلندي أنتي كاكونن، عن اعتقاده أن روسيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي على وشك حرب باردة طويلة جديدة، وذلك بالتزامن مع تكهن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بركوع اقتصاد أوروبا.
ونقلت وكالة «تاس» عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن حلف «الناتو» قد هزم بالفعل في أوكرانيا، حيث أخفق في تنفيذ المشروع الغربي لتحويل أوكرانيا إلى «دولة معادية لروسيا».
وقال غروشكو أمس السبت: « لقد هزم الناتو بالفعل في أوكرانيا، وترتبط هذه الهزيمة بفشل مشروعه لتحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا، أريد القول: إنه بعد عام 2007 عندما اتخذ الحلف قراراً في بوخارست ينص على أن جورجيا وأوكرانيا ستصبحان عضوين في الحلف، قلنا: إن هذا القرار يضع قنبلة موقوتة في قاعدة الأمن الأوروبي، وهي ستنفجر عاجلاً أم آجلاً إذا لم تتم إعادة النظر في هذا القرار».
في غضون ذلك أبلغت السفارة الروسية لدى برلين وزارة الخارجية الألمانية احتجاجها الشديد على عدم رد فعل السلطات الألمانية على أعمال التخريب التي استهدفت مبنى السفارة الروسية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها: «نحن غاضبون من غياب رد الفعل المناسب من السلطات الألمانية على أعمال التخريب التي ارتكبت في 10 الشهر الجاري من مجموعات منظمة من المجرمين المتعاطفين مع نظام كييف ضد السفارة الروسية في برلين والقنصلية الروسية العامة في فرانكفورت».
وأوضحت أنه في كلتا الحالتين، لم يقم ضباط الشرطة الألمانية المسؤولون عن أمن هذه المؤسسات الدبلوماسية الروسية بأي ردة فعل تجاه الأشخاص الذين تسببوا في أضرار مادية لبعثة روسيا، كما لم يتم اعتقال أي من المخربين.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن نحو 500 جندي أوكراني تم القضاء عليهم خلال الساعات الماضية، كما تم تدمير عشرات الأهداف والمنشآت العسكرية.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان أمس: في مقاطعة خاركوف تم إحباط محاولة قوات أوكرانية التقدم، والقضاء على أكثر من 30 جندياً في منطقة دفورتشني، وكذلك نحو 50 آخرين في منطقة بيريستوف، إضافة إلى تدمير دبابتين ومستودع للأسلحة».
وأشارت إلى أنه تم القضاء على نحو 60 جندياً في كراسنو ليمان أثناء محاولاتهم القيام بعمليات استطلاع، وبالقرب من مدينة زابوروجيه أدى قصف ثلاث ثكنات تابعة للقوات الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة إلى مقتل أكثر من 160 جندياً أوكرانياً من اللواء الميكانيكي الـ65.
وأوضحت الوزارة أن القوات الروسية تصدت لجميع الهجمات التي حاولت القوات الأوكرانية تنفيذها باتجاه نيكولايف-كريفوي روغ وتم القضاء على 120 جندياً، وأنه تم اعتراض وتدمير 18 صاروخاً من نوع «هيمارس»، وإسقاط مقاتلة من نوع «سو-25» و10 طائرات مسيّرة في منطقة خيرسون.
من جهة ثانية أعرب وزير الدفاع الفنلندي، أنتي كاكونن، عن اعتقاده أن روسيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي على وشك حرب باردة طويلة جديدة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن كاكونن قوله في مقابلة مع «إكسبرس»: «هكذا نحن في بداية حرب باردة جديدة طويلة جدًا، العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي مع الناتو ستكون سيئة لفترة طويلة جدًا، بالطبع، نحن بحاجة إلى تحقيق وقف إطلاق النار والمفاوضات والسلام، لكني لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث الآن».
وأشار إلى أن الروس يختلفون عن الأوروبيين، قائلاً: «أولاً، يحترمون القوة فقط، ثانياً، منطقهم لا يتناسب مع منطقنا، ما يبدو لنا معقولاً ليس بالضرورة أن يكون كذلك بالنسبة لهم».
وفي السياق كشف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان أمس، أن بلاده بحاجة إلى جيش رادع للاستعداد لحرب طويلة الأمد وسط العقوبات التي تهز الاقتصاد الأوروبي.
ونقلت «سبوتنيك» عن أوروبان قوله في حفل تخريج متطوعين عسكريين: «لا يمكننا طمر رؤوسنا في الرمال مثل النعام، علينا أن نواجه الواقع، إذا استمر هذا الوضع، فإن العقوبات ستهز أوروبا، سوف يركع اقتصاد القارة، وقد يكون الناس في خطر ويبدو أننا بحاجة للتحضير لحرب طويلة الأمد».
وتابع: «نحن الهنغاريين بحاجة إلى جيش من قوة رادعة وعلى استعداد للهجوم وقادر على ضمان السلام، لأن كل من ليس مستعداً للعمل وغير منضبط لا يمكن أن ينجح، ومن ليس لديه قوة فلن يكون لديه الحق، ومن ليس لديه إيمان ليس لديه ما يناضل من أجله».
من جانبه قارن رئيس دائرة المستشار الألماني وولفغانغ شميت، توريد الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا بصناعة صواريخ «فاو-2» في الرايخ الألماني الثالث، وأثارت هذه المقارنة انتقادات حادة.
وقد أثارت هذه المقارنة حفيظة ماري أغنيس ستراك زيمرمان عضوة لجنة الدفاع في البوندستاغ «البرلمان» أحد المدافعين الرئيسيين عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة.
وقد دافع شميت عن موقف الحكومة الألمانية، التي قررت عدم تزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية.
وأثناء حديثه قارن السياسي الألماني، وهو من الحزب الديمقراطي الألماني الحاكم، الدعوات لتزويد أوكرانيا بدبابات «Leopard2 » بالآمال التي كانت لدى ألمانيا النازية عند إنتاج أول صاروخ باليستي بعيد المدى في العالم وسمي «فاو-2»، الذي أطلقت عليه الدعاية النازية اسم «السلاح المعجزة»، وكذلك «سلاح الانتقام».
وأشار شميدت إلى أنه أحياناً يبدو له أن هذا الإجراء «تزويد كييف بالدبابات» هو بمثابة متلازمة «فاو-2» الألمانية، مؤكداً أنه لا يوجد «سلاح معجزة» من شأنه أن يضع حداً فورياً للصراع في أوكرانيا.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن