الرئيسية » الأخبار المحلية » «فيا آراب» يعقد مؤتمره الاستثنائي الخمسين في دمشق تضامناً مع سورية … المقداد: الاحتلال سينتهي وانسحاب تركيا هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات ومتفائلون بمستقبل علاقاتنا مع الدول العربية

«فيا آراب» يعقد مؤتمره الاستثنائي الخمسين في دمشق تضامناً مع سورية … المقداد: الاحتلال سينتهي وانسحاب تركيا هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات ومتفائلون بمستقبل علاقاتنا مع الدول العربية

|سيلفا رزوق

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الاحتلال التركي لشمال سورية الغربي والذي تم بمساعدة مجموعات إرهابية باعت تراب الوطن بأرخص الأثمان سينتهي، مبيناً أن هناك اليوم تصعيداً هائلاً تقوم به الولايات المتحدة وأدواتها الإرهابية كما أن الحملات الإعلامية لم تتوقف ضد سورية، معبراً عن تفاؤله بمستقبل العلاقات العربية مع سورية والقدرة على تجاوز كل الصعوبات.

المقداد في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أميركا اللاتينية «فيا آراب» الذي انطلق أمس في دمشق، جدد التأكيد على أن الاحتلال التركي لشمال سورية الغربي بمساعدة من مجموعات إرهابية باعت تراب الوطن بأرخص الأثمان سينتهي، مشدداً على أن انسحاب تركيا من كل ذرة تراب سورية هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات بين شعبي البلدين إلى ما كانت عليه من تعاون وتنمية تخدم الشعبين الجارين.

وقال:» أما الاحتلال الأميركي للشمال الشرقي ونهبه لثروات سورية ودعمه لمجموعات انفصالية وإرهابية فإنه سينتهي بفضل نضال شعبنا البطل في دير الزور والحسكة والرقة جنباً إلى جنب مع جيشنا البطل».

المقداد أكد أن العلاقة بين سورية و«فيا آراب» ليست حدثاً طارئاً، فمنذ تجسدت فكرة هذا الاتحاد والجمهورية العربية السورية لم تدخر جهداً في سبيل دعمه وتطويره وتعزيز مكانته الاغترابية منذ الانطلاقة الأولى وبداية بالمؤتمر التحضيري الذي عقد في متسلق في عام ١٩٦٥، ومروراً بالمكانة التي حظي بها هذا الاتحاد لدى القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أولى الاتحاد الاهتمام العقائدي والفكري اللازمين لاستمراريته، ولتعزيز دوره، وتابع هذا نهج السيد الرئيس بشار الأسد حيث أكد سيادته على ذلك في لقاءاته المتكررة مع قيادات فيا آراب التي زارت دمشق لمرات متعددة.

وقال: «المؤتمر يشكل رافعة أساسية للجهود القومية مع بلدان الاغتراب، وهذا ما تجلى بوضوح بمواقف «فيا آراب» المناهضة للحرب الإرهابية المفروضة على سورية والتي بدأت في عام ٢٠١١، وانتهاء بالرفض المتكرر للإجراءات القسرية الأحادية الجانب غير الشرعية والظالمة المفروضة من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لاستكمال مشروع الحرب على سورية بعد إخفاق أدواتهم من تحقيق أهدافها التدميرية».

وخلال حوار جرى على هامش انعقاد المؤتمر كشف المقداد عن مغادرة الوفد السوري إلى القاهرة لحضور اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، مشدداً على أن سورية لن تكون إلا في طليعة من يدافع عن قضايا الأمة العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني وحق الشعب العربي السوري في الجولان للتحرر من الاحتلال، وأضاف: «علينا الاستمرار في مواجهة التحديات، وهناك تصعيد هائل تقوم به الولايات المتحدة الأميركية وأدواتها الإرهابية كما أن الحملات الإعلامية لم تتوقف ضد سورية، واليوم تتحرك أدوات تركيا الإرهابية في الشمال الغربي من سورية، كذلك تتحرك المجموعات الانفصالية بدعم الولايات المتحدة لسفك المزيد من دماء السوريين، وأشاعوا أنهم سيقطعون الطريق بين سورية والعراق، ونحن لا ننكر أن مثل هذه المشروعات في تفكيرهم لكن السؤال هل من الممكن أن يتحقق كل ما يرغبون أو يخططون له، نحن نعتقد أن أي مخططات لن تنجح بوجود شعب عراقي عربي حقيقي سيدافع عن كرامته وسيادته وعن علاقته التاريخية».

المقداد جدد التأكيد بأن عهد الاستعمار والسيطرة والهيمنة انتهى، معتبراً أنه إذا كان أردوغان يريد أن يحيي تلك الأيام فهو واهم، لافتاً إلى أن أنقرة تحاول اليوم إعادة هيمنتها وإمبراطوريتها من خلال دعمها للعصابات الإرهابية التي كانت تعتقد أنها ستنهي حربها خلال أيام أو أسابيع قليلة، وقال: «يؤسفنا أن بعض العرب ما زال حتى اللحظة غير قادر على فهم أنه سيكون المستهدف التالي إذا أصابت مشروعات تركيا السوريين».

المقداد رداً على سؤال لـ«الوطن» قبيل توجهه للقاهرة للمشاركة باجتماع الدورة 160 لمجلس الجامعة العربية: عبر عن تفاؤله بالمرحلة القادمة، وقال: «نحن دائماً متفائلون والمواقف العربية ستبقى إلى جانب سورية دائماً، وما حصل خلال 12 سنة لا يمكن تجاوزه خلال شهر أو أيام، لذلك نحن دائماً متفائلون بأمتنا وقدرتنا على تجاوز الصعوبات».

وبخصوص ما يجري في مناطق شرق الفرات اعتبر المقداد أن المقاومة القائمة اليوم في ريف دير الزور ترفع رأسنا في مواجهة المؤامرات الأميركية والمشروعات الانفصالية، مشيراً إلى أنه من المعروف بأن أميركا تدعم الأتراك لإضعاف الدولة السورية وتدعم المجموعات الانفصالية من أجل تحقيق الهدف ذاته، وأضاف: «نحن نؤيد كل تحرك يقوم به السوريون من أجل التخلص من إرهاب الولايات المتحدة ومن الأموال التي تدفع من أجل استدامة العناصر الانفصالية وفي مواجهة نهب الولايات المتحدة للثروات السورية، فحجم ما نهبته الولايات المتحدة من ثروات نفطية خلال السنوات الماضية تجاوز المليار دولار» موجهاً التحية لكل من يقاوم الاحتلال وقال:» نحن نثق بأنهم يخوضون هذه المعركة باسم شعب سورية كله».

من جانبه أشار عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الثقافة والإعلام مهدي دخل الله إلى أن سورية تعيش امتحاناً تاريخياً صعباً، ولا أحد في هذا العالم واجه ما تواجهه من حروب مجتمعة بأشد أشكالها، في ظروف كان فيها القطب الواحد حاكماً مطلقاً للعالم لا يقف في وجهه أحد، مضيفاً: إن سورية كانت طليعية في مواجهة هذا القطب، ووضعت بذلك الحجر الأساس لنظام عالمي متعدد القوى.

وكان معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان سوسان اعتبر في كلمة له ببداية المؤتمر أن المغتربين العرب في مختلف البلاد التي هاجروا إليها كان لهم أصوات قوية في الدفاع عن قضايا أوطانهم الأم وهم لم يوفروا مناسبة إلا وجسدوا فيها انتماءهم إلى الأمة، وكانت نشاطاتهم والفعاليات التي يقومون بها في كل فرصة تعبر بعمق عن أصالة الانتماء والتمسك بالهوية العربية.

وأضاف: لقد أكد الرئيس بشار الأسد دائماً على أهمية الدور الذي يضطلع به المغتربون العرب في الدفاع عن قضايا العرب واعتبارهم شركاء أساسيين في عملية التنمية الشاملة لبلادنا العربية، وهنا لا يسعني إلا أن أعرب عن التقدير العالي لمواقف اتحاد المؤسسات العربية في أميركا اللاتينية فيا آراب إزاء مختلف القضايا المصيرية للأمة العربية، وموقفها المبدئي في الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة السياسات التدميرية للإدارة الأميركية والمؤامرة التي تعرضت لها بلادنا لإعادة هندسة المنطقة ورهنها للمصالح الغربية وقاعدتها المتقدمة الكيان العدواني الصهيوني».

وأكد سوسان أن اختيار دمشق لعقد هذا المؤتمر الاستثنائي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس فيا آراب هو تأكيد على عمق وأصالة الانتماء من جهة وتجديد لدعم المنظمة ووقوفها إلى جانب سورية في التصدي للسياسات التي تستهدف العرب كل العرب في مختلف أقطارهم، لأن الهدف هو فكرة العروبة ذاتها.

وفي كلمة له قال رئيس اتحاد المؤسسات العربية في دول أميركا اللاتينية (فيا آراب) جورج علم: «نحن صامدون مع سورية حتى يتمكن الشعب السوري العظيم من العيش بسلام.. وثقوا دائماً بأن دعمنا لا محدود، معرباً عن شكره للحكومة السورية على استضافتها مؤتمر (فيا آراب) الخمسين».

وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، قال علم:» بالنسبة لنا كاتحاد وأشخاص فإن انعقاد المؤتمر في دمشق في هذه المرحلة التاريخية هو دعم واضح وغير مشروط منا تجاه سورية وشعبها وقيادتها وحكومتها وجيشها ونحن نتشارك مع سورية في دعمها لقضايا كثيرة ومنها القضية الفلسطينية كما نقف إلى جانب سورية في الحرب الظالمة التي تتعرض لها، ونحن لا نريد فقط الكلام وإنما نسعى لأفعال ولدينا اليوم اجتماعات اقتصادية للدفع في هذا الجانب وتحقيق النمو بيننا كمؤسسين وبين الحكومة السورية».

حضر افتتاح المؤتمر وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل والتعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم والثقافة لبانة مشوح، وعضو القيادة المركزية لحزب البعث محسن بلال، ورئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان، وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومديري الإدارات بوزارة الخارجية، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق.

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجلس الشعب يقر مشروع قانون تعيين الخريجين الأوائل ببعض الكليات في وزارة التربية ويمنح ‏الإذن بالملاحقة القضائية لثلاثة من أعضائه

أقر مجلس الشعب في جلسته السادسة عشرة من الدورة العادية الأولى للدور ‏التشريعي الرابع المنعقدة اليوم برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس مشروع ‏القانون المتضمن “جواز تعيين ...