الرئيسية » كلمة حرة » كي لا نعرّض مصير طلابنا للمجهول …!!

كي لا نعرّض مصير طلابنا للمجهول …!!

هزاع عساف

بعد أن صدرت نتائج الشهادة الثانوية وتم السماح للطلاب بتقديم الاعتراضات على المواد التي يرون أنهم ظلموا بها، توافد آلاف منهم إلى مواقع تقديم الاعتراض، حيث شهدت هذه الأماكن ازدحاماً كثيفاً ولافتاً من كثرة المراجعين المعترضين في معظم المحافظات ومن خلال تواصلنا مع عينة من هؤلاء الطلبة تبين أن النسبة الكبيرة اعترضت على مواد الرياضيات والفيزياء والعلوم واللغة العربية للفرع العلمي ،والجغرافية واللغة العربية للفرع الأدبي، هذا خلال اليومين الأولين من فترة التقديم ولمسنا درجة كبيرة من عدم الرضا والإحباط ممزوجاً بفقدان الثقة ،لاسيما وأن الشهادة الثانوية جسر العبور إلى متابعة التحصيل العلمي وهي بالنسبة للطالب وذويه تقرير مصير وهنا يحضرنا الخطأ الذي حصل سابقاً مع عشرات الطلاب في طرطوس والذي ترك علامات استفهام كثيرة وتساؤلات كبيرة حتى الآن ..!!

وبالعودة إلى تقديم الاعتراضات وما شهدته من بعض السلوكيات والأحداث في بعض المحافظات فإن تداعياتها وإن تم تجاوزها لابدّ وأن تترك أثرها النفسي والاجتماعي إلى جانب تداعيات عدم اقتناع آلاف الطلاب وربما أكثر بهذه النتائج، وهنا يبرز دور ضرورة المعالجة الفورية والانتباه جيداً لمثل هذه الحالات وألا تمر مرور الكرام..!!.

وما زاد الطين بلّه ورسخ قناعات الطلاب المسبقة والتي ذكرناها آنفاً هو صدور نتيجة اعتراض لطالبين خلال أقل من يومين وربما خلال ساعات، حيث حصلا على العلامة التامة بعد تصحيح الدرجات وانضما إلى مجموع الطلاب الذين حصلوا على العلامة الكاملة ٢٩٠.

هذه الحالة استفزت غالبية الطلاب وأهاليهم وأوجدت حالة فيها الكثير من الخلل وتجاوز القانون وعدم الإنصاف، فكيف لطالبين اعترضا على النتيجة يمكنهما بهذه السرعة الفائقة الحصول على نتيجة الاعتراض دون آلاف الطلاب الآخرين..؟!

والسؤال الذي سمعناه من معظم الطلبة الذين قدّموا الاعتراض: ما هو الضمان أن يتم التعامل مع هذه الاعتراضات بمسؤولية ومهنية..؟؟ وغيرها من الأسئلة التي تصب في نفس المنحى والمعنى..!!

على أي حال بعد صدور نتائج الدورة الأولى وتقديم الاعتراضات وما رافقهما ننتظر صدور نتائج الاعتراضات أولاً ومن ثم امتحانات الدورة الثانية” التكميلية “التي تبدأ في الأول من آب القادم على أمل ألا يحدث ما حدث وألا نقع في الأخطاء ذاتها وهذا الأمر يحتاج إلى…

جميعنا يعلم أن الحصول على الشهادة الثانوية بمثابة جواز سفر وممر لايمكن أبداً مواصلة طريق العلم والدراسة واختيار المجال العلمي الذي نسعي إليه من دون اجتيازه والعبور منه بنجاح وتفوق وبالتالي هي منعطف حياتي مصيري يرسم طريق المستقبل ويحدد معالمه وهذا يحتم على الجهات التعليمية وخاصة وزارة التربية وضعهاعلى سلم أولويات أولوياتها واتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن حسن مسيرتها الدراسية والعلمية وأن تؤمن لها كلّ عناصر الأمان والنجاح وعلى وجه الخصوص خلال تقديم الامتحانات وبالأخص أثناء عمليات التصحيح وبغير ذلك تعرض مصير طلابنا للمجهول .

(سيرياهوم نيوز-الثورة١٣-٧-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ثورة الطلاب في أميركا

                                                  ...