- رمزي باشا
- الأربعاء 26 آب 2020
على رغم إعلان طرابلس وقف إطلاق النار، تتزايد التعقيدات في الأزمة الليبية، من جرّاء تحفّظ خليفة حفتر على خطوة «الوفاق»، واستمرار التحرّكات بالقرب من المياه الإقليمية للبلاد، وسط اضطرابات في العاصمة تشير إلى هدوء يسبق العاصفة. كلّ ذلك بات على طاولة القاهرة
أبلغ حفتر حلفاءه امتعاضه من ترحيبهم بمبادرة السراج، واضعاً أمامهم شروطه للحل
وعلى الأرض، يتابع حفتر عمليات التوتير في طرابلس، مُقدّراً أن استمرار ذلك سيدفع السراج إلى مزيد من التنازلات خلال الأيام المقبلة. ويرى الحليف الحالي لمصر والإمارات والسعودية أن لا ضرورة للاستجابة لجميع ما طُرح في مبادرة «الوفاق»، ولا سيما لناحية إخلاء محور سرت – الجفرة، سواء لمصلحة قوات أجنبية أم مشتركة. ولذا، لم يُخفِ حفتر سخطه على مسارعة داعميه إلى الترحيب بمبادرة السراج من دون شروط، مبلغاً إياهم ضرورة مناقشة التفاصيل أولاً عبر وسطاء، قبل الوصول إلى رؤية مشتركة، بدعوى أن هناك «ملفات عالقة يجب حلّها قبل التوجّه نحو صناديق الاقتراع». كذلك، لم يُخفِ نيّته الترشّح للانتخابات الرئاسية في حال التوافق على إجرائها، طارحاً نقاطاً محورية مرتبطة بأوجه الإنفاق من «مصرف ليبيا»، ومصير عائدات النفط، وغيرها من الملفات الاقتصادية التي يفترض تحديدها قبل أيّ ترحيب بوقف إطلاق النار كما يرى، مشدداً على أن «خطوة السراج جاءت على خلفية المشكلات التي يواجهها حتى مع حلفائه وداعميه، ويجب أن لا يظهر الجيش (قوات حفتر) كأنه كان في انتظار قرار» حكومة «الوفاق». بناءً على ما تقدّم، وضع حفتر قائمة بشروطه للموافقة على وقف إطلاق النار – الذي يستمرّ نظرياً، فيما على الأرض تتواصل المناوشات بين الجانبين -، ومن أبرزها «التعهّد بجدول زمني لإخراج المرتزقة وتسليم أسلحتهم، إضافة إلى التأمين المنفرد لمنطقة الهلال النفطي، وعدم الانسحاب منها تحت أيّ مسمّى بوصفها خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه».
إزاء ذلك، تسعى القاهرة إلى إقناع حفتر بمشاركة قوات من «الوفاق» في تأمين منطقة الهلال بأسلحة خفيفة، لكن هذا المقترح لم تتمّ بلورته بعد، فيما تغيب الرؤية المشتركة لأيّ اجتماعات يمكن عقدها قريباً لبدء التفاوض، وسط محاولات فرنسية لعقد لقاء بين حفتر والسراج في باريس، يمكن أن يمهّد لوضع خريطة الطريق السياسية، وهو ما لا يزال يواجَه بتحفّظات من أنقرة، التي ترغب في أن يكون اللقاء ضمن مباحثات أوسع في برلين.
(سيرياهوم نيوز -الاخبار)