يشرع قانونيون من عدة دول وممثلو منظمات حقوقية دولية، اليوم الأحد، في التوافد على الجزائر للمشاركة في مؤتمر دولي مقرر يومي 29 و30 نوفمبر تشرين الثاني الجاري تحت شعار “العدالة للشعب الفلسطيني”، يبحث أسس مقاضاة قادة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية ومحاكم دول أخرى على جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر بمبادرة من النقابة الجزائرية للقضاة بالشراكة مع الاتحاد المحلي للمحامين، وذلك بعد دعوة وجهها رئيس البلاد عبد المجيد تبون قبل أيام للحقوقيين، من أجل متابعة الاحتلال الصهيوني أمام المحاكم الدولية لإنهاء مسيرة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وحسب مصادر من اتحاد المحامين، فإن الجزائر ستشرع ابتداء من مساء الأحد في استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر، وسيكون ممثلون عن فلسطين والأردن ولبنان أول من يصل البلاد ويتكون الوفد من قضاة ومحامين وخبراء قانون، في انتظار وصول حقوقيين وخبراء من عدة دول تباعا خلال اليوم القادمين.
وحسب المصادر ذاتها يصل الثلاثاء إلى الجزائر المحامي الفرنسي جيل ديفر الذي حشد قبل أيام ما سمي “جيشا” يضم 500 محامٍ من أنحاء العالم، لتمثيل الفلسطينيين في المحكمة الجنائية الدولية، ضد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
وقدم ديفر وفريقه قبل أيام عريضة بتوقيع مئات المحامين، من أجل تضمين جريمة الإبادة الجماعية والهجمات الإسرائيلية على غزة، في التحقيق الفلسطيني الحالي في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال إبراهيم طايري رئيس اتحاد المحامين الجزائريين للإذاعة الجزائرية الرسمية اليوم الأحد، إن المؤتمر سيجري عبر عدة ورشات وأهمها ورشة توثيق الجرائم ضد الفلسطينيين في غزة، وورشة المتابعة أمام محاكم الدول التي اعتمدت مبدأ عالمية العقاب، والتي تسمح بمقاضاة قادة الاحتلال أمام محاكم دول.
وأوضح نفس المتحدث أن المنظمين يعلقون آمالا كبيرة على هذا المؤتمر الدولي للخروج بأسس قانونية تسمح بمتابعة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية، فضلا عن رفع تقارير لمنظمات حقوقية دعيت إليه تبرز حجم جرائم الحرب المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وقبل أيام، دعا الرئيس الجزائري خبراء القانون والمنظمات الحقوقية، إلى ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية، بسبب جرائمه ضد الإنسانية في قطاع غزة، من أجل إنهاء عقود من الإفلات من العقاب.
وقال تبون في كلمة بالمحكمة العليا بالعاصمة “أناشد جميع أحرار العالم وخبراء القانون العرب والمنظمات والهيئات الحقوقية إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان ضد الكيان الإسرائيلي”.
وأوضح أن هذا هو “السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، على اعتبار أن الملاحقة القضائية الدولية الفعالة تبقى الملاذ الوحيد للأشقاء الفلسطينيين لتحقيق العدالة الدولية واستعادة حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وتساءل الرئيس الجزائري “أين هي العدالة في العالم؟.. أين هو حق الشعوب المضطهدة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني؟”، مضيفا في تعليقه على مجازر غزة “لقد انهارت في فلسطين المحتلة كل المعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية أمام ما يشاهده العالم يوميا من مجازر وحشية ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق أمام صمت عالمي رهيب”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم