استهداف تل أبيب بالصواريخ… وقصف تدميري في صور والضاحية: 70 قتيلاً وأكثر من 600 إصابة في المواجهات البرّية مع المقاومة
القصف على الأحياء السكنية في صور (علي حشيشو)
لم يتوقّف الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن الإشارة إلى «أحداث صعبة» في الشمال، وآخرها ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية عن «أخبار سيئة من جنوب لبنان»، وإشارتها إلى أن «الرقابة تفرض حظراً على النشر»، لكنها تحدّثت عن تعرّض قوة مشاة إسرائيلية لكمين محكم في بلدة عيتا، رغم القصف المدفعي والغارات الجوية المتواصلة على مدار الساعة على البلدة والبلدات المحيطة. وفي وقت لاحق، نقلت وسائل الإعلام عن مصادر إسرائيلية أن 4 جنود قُتلوا وأُصيب 15 آخرون في انفجار لغم أرضي جنوبي لبنان أمس، علماً أن جيش العدو كان قد أعلن عن إصابة 20 من جنوده خلال الساعات الـ 24 الماضية في الجبهة الشمالية.
ولليوم الثاني على التوالي، دوّت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى، أمس، مرات عدة. وقالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن تل أبيب الكبرى تعرّضت لقصف صاروخي من لبنان، ما أدى إلى توقّف حركة الطيران المدني في مطار بن غوريون. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن «منظومة الدفاع الجوي فشلت في اعتراض بعض الصواريخ التي أُطلقت من لبنان»، مضيفاً أن «حزب الله لا يزال يمتلك القدرة على قصف تل أبيب الكبرى». وأعلن جيش العدو عن رصد إطلاق 4 صواريخ من لبنان في اتجاه الوسط، قال إنه «اعترض بعضها». لكنّ وسائل الإعلام تحدّثت عن عمليات اعتراض كثيرة، ورجّحت أن يكون عدد الصواريخ أكثر من 4. بدورها، أعلنت شرطة الاحتلال أنها تعاملت مع أكثر من موقع سقطت فيه شظايا الصواريخ الاعتراضية بعد استهداف تل أبيب الكبرى. وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أنها عالجت عدداً من الأشخاص أصيبوا أثناء توجّههم إلى الملاجئ. وأعلنت المقاومة في بيان أنه في إطار سلسلة «عمليات خيبر»، ورداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، قصفت المقاومة الإسلامية شركة «تاعس» للصناعات العسكرية، في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية، وأصابت أهدافها بدقة.
إلى ذلك، واصل حزب الله استهداف تجمّعات جنود العدو على طول الجبهة، فاستهدف أمس، تجمّعات لهم بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين، وعند مثلث عديسة – رب ثلاثين – مركبا، وفي موقع مسكفعام، وعند أطراف بلدة رب ثلاثين، وفي بساتين المنارة، وبين موقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية، وفي مستعمرة مسكفعام ومحيط موقع المرج، وفي مستعمرة مرغليوت وأطراف بلدات حولا وراميا وعديسة والطيبة والضهيرة، وبين مرتفع بلاط وبلدة مروحين والمدوّر، ومستعمرة زرعيت.
كما استهدف حزب الله قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، ضمن «عمليات خيبر». واستهدفت المقاومة مستعمرة نهاريا بصلية صاروخية كبيرة، وشنّت هجوماً جوّياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، وأصابت أهدافها بدقّة. كما واصل المقاومون الالتحام مع جنود العدو الذين يحاولون التوغّل في الأراضي اللبنانية، وأثناء محاولة قوة مشاة للعدو التسلّل من جهة الأطراف الشرقية لبلدة عيترون، تصدّى لها المقاومون، واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وأجبروها على التراجع إلى خلف الحدود. ومن ثم قامت قوات الدعم والإسناد الناري التابعة للمقاومة بقصفها أثناء الانسحاب، وتابعت قصفها أيضاً لقوات الإسناد المعادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وحققت خلال هذا الاشتباك إصابات مؤكدة. ومرة جديدة، تصدّت «وحدات الدفاع الجوي» في حزب الله، أمس، لطائرة حربية معادية بصاروخ أرض – جو وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية. ولاحقاً، نشر «الإعلام الحربي» مشاهد من عملية إسقاط المقاومة الإسلامية طائرة مُسيّرة تابعة لجيش العدو من نوع «هرمز 450 – زیك» في الأجواء اللبنانية، كانت قد أُسقطتها أول من أمس. كما نشر مشاهد من عملية استهداف قاعدة غليلوت التابعة لجيش العدو في ضواحي مدينة تل أبيب (يافا المحتلة) بصواريخ «قادر 2».
بدورها، أصدرت «غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة» ملخّصاً عن المجريات الميدانية، حيث «تعمل جميع الوحدات في المقاومة بكفاءة وتناسق تام»، بحسب البيان. ففي المواجهات البرّية، «شهد محيط وبعض أحياء قرى الحافّة الأمامية، في الأيام الماضية، العديد من محاولات التقدّم لجيش العدو باتجاه هذه القرى بهدف احتلالها والسيطرة عليها، وتصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية لهذه المُحاولات عند أكثر من محور». وأكدت أنه «حتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش العدو من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل في الحافّة الأمامية».
من جهتها، واصلت «القوّة الصاروخيّة»، بتدرّج متصاعد، استهداف تحشدات العدو في المواقع والثكنات العسكريّة على طول الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة وفي المُستوطنات والمُدن المُحتلّة في الشمال، وصولاً إلى قواعده العسكريّة والاستراتيجيّة والأمنيّة في عمق فلسطين المحتلة بمختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرّة الأولى. أما «القوّة الجويّة»، فقد واصلت رصد واستهداف قواعد العدو العسكريّة من الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة، وصولاً إلى عمق فلسطين المُحتلّة، بمُختلف أنواع المُسيّرات، ومنها النوعيّة التي تُستَخدم للمرة الأولى، في حين واصلت «وحدة الدفاع الجوّي» تصدّيها بالأسلحة المناسبة للطائرات الإسرائيليّة التي تعتدي على لبنان، الاستطلاعية منها والحربية.
وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، بلغت حصيلة خسائر العدو، ما يزيد على 70 قتيلاً وأكثر من 600 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي. كذلك، تمّ تدمير 28 دبابة ميركافا، و4 جرّافات عسكريّة، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند. وتمّ إسقاط 3 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، وواحدة من طراز «هرمز 900»، حتى مساء أمس.
مسلسل الاعتداءات اليومي
في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المناطق اللبنانية المختلفة، مستهدفاً المنازل السكنية والأسواق التجارية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ففي مدينة صور، وبعدما أصدر تعليمات إخلاء شملت أحياء واسعة من المدينة، شنّ العدو سلسلة غارات استهدفت المدينة، وطاولت الاعتداءات مؤسسة الشهيد ومعهد الآفاق والقرض الحسن والهيئة الصحية ومبنى البلدية القديم وشارع أزهار السلام وشارع المدرسة الدينية، وعدداً من المباني السكنية الأخرى. كما أغار طيران العدو الحربي على عدد كبير من بلدات الجنوب والبقاع. ومساء أمس، شنّ طيران العدو سلسلة غارات على عدة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، شملت الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة والحدث. وكانت الغارات عنيفة جداً، وخصوصاً قي محلة الليلكي، وأدّت إلى تدمير مبان سكنية بشكل كامل.
كذلك قصف العدو شقة سكنية في مبنىً يقع بين محلّتي الجناح والأوزاعي في بيروت، قرب مبنى السفارة الإيرانية. علماً أن المكتب الذي يقع في الطبقة الثانية من المبنى، كان يشغله موظّفون تابعون لقسم «الميادين أونلاين». وأعلنت «الميادين» أنها «أخلت مكتبها منذ بداية العدوان على لبنان»، وحمّلت «الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية العدوان على مكتب صحافي معروف لقناة إعلامية معروفة».
سيرياهوم نيوز١_الأخبار