عشرة أعوام على رحيل عصام عبجي … تميز بالصوت القوي الهادر.. وامتلك حضوراً استثنائياً

 

 

| وائل العدس

 

اشتهر خلال عقود في عالم التمثيل بتجسيد شخصيات مختلفة وكان يحل ضيفاً مميزاً ومحبباً على المشاهد العربي من خلال الشاشتين الكبيرة والصغيرة بأداء أدوار متنوعة، في الكوميديا والمسلسلات التاريخية والاجتماعية، لكن أدوار البيئة الشامية التي أداها منحته بطاقة خاصة مكنته من تحقيق شهرة أكبر في الوطن العربي.

 

هو صاحب الصوت القوي الهادر وأحد عمالقة المسرح القومي بعصره الذهبي ومن يمتلك الحضور الاستثنائي والكاريزما المسرحية المميزة.

 

هو الفنان العتيق وأحد مؤسسي الدراما السورية التي وصلت إلى أقاصي الكرة الأرضية، الفنان القدير عصام عبجي الذي وضع مع زملائه من جيل الرواد حجر الأساس لكل أنواع الفنون التمثيلية في سورية.

 

لكن بعد مسيرة فنية غنية بالأدوار المختلفة ورحلة خالدة في عالم الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما زادت على 30 عاماً، رحل عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاماً تاركاً خلفه إرثاً طويلاً لن يمحى.

 

من المؤسسين

 

ولد الراحل في حي الصالحية بدمشق يوم التاسع من شهر شباط عام 1941، ونشأ فيه، وعشق الفن والتمثيل منذ الصغر، وعلى الرغم من قسوة أهله في التعامل مع موهبته إلا أن حبه للتمثيل كان أقوى من كل شيء.

 

وحاول أن يلعب الأدوار التمثيلية في المسرح المدرسي أمام زملائه، وكان يبحث عن فرصة واحدة لكي يبرز فيها موهبته الفنية.

 

ووجد في عام 1960 فرصة عمره حيث عندما أنشئت فرقة المسرح القومي السوري ليخط اسمه بأحرف من ذهب كأبرز مؤسسي المسرح السوري ورائداً من أهم رواده.

 

وفي نفس العام تم افتتاح التلفزيون السوري، وبدأ بالتمثيل وكان لصوته الشامي الأصيل دور كبير في نجاحه، وفي البداية كان يلعب أدوار الشر بكثرة.

 

كما كلفه وزير الثقافة السوري في حينه يوسف شقرة تشكيل فرقة الفنون الدرامية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عام 1963 إلى جانب رفيق الصبان وهاني الروماني وسليم كلاس ورياض نحاس ويوسف حنا وكوثر ماردو وآرليت عنجوري.

 

وارتبط الفنان الكبير بعلاقة وطيدة مع نجوم الدراما في تلك الفترة كدريد لحام وياسين بقوش ونهاد قلعي ورفيق سبيعي وناجي جبر وغيرهم من عمالقة الدراما السورية.

 

أعماله الكثيرة

 

يحمل رصيد عبجي الفني أكثر من مئتي عمل بين الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما، وقد اشتهر بتقديم الكثير من الشخصيات، لعل أشهرها تلك التي ظهر فيها بعدة أجزاء من مسلسل «مرايا»، إضافة إلى شخصية «أبو إبراهيم» في مسلسل «باب الحارة».

 

من مسلسلاته الدرامية نذكر: «حارة القصر» عام 1970 و«زقاق المايلة» عام 1972 و«القبضاي بهلول» عام 1990 و«درب التبان» و«الدغري» عام 1992 و«نهاية رجل شجاع» و«عيلة خمس نجوم» عام 1994 و«الجوارح» عام 1995 و«إخوة التراب» و«أحلام أبو الهنا» عام 1996 و«عيلة ست نجوم» عام 1997 و«عودة غوار» عام 1998 و«آخر أيام التوت» عام 1999 و«الخوالي» 2000 و«عش المجانين» 2001 و«مخالب الياسمين» و«أبو المفهومية» عام 2003 و«هومي هون» و«ليالي الصالحية» عام 2004 و«عصي الدمع» عام 2005 و«أحقاد خفية» عام 2006 و«بيت جدي» و«أهل الراية» عام 2008 و«الدبور» عام 2010 و«زمن البرغوت» عام 2012.

 

ومن أعماله السينمائية نذكر: «وجه آخر للحب» عام 1973 و«اليازرلي» عام 1974 و«الحسناء وقاهر الفضاء» عام 1975 و«غابة الذئاب» عام 1977 و«وقائع العام المقبل» عام 1985 و«التقرير» عام 1986 و«راقصة الحب» عام 1993 و«المتبقي» عام 1995.

 

ومن أعماله في المسـرح: «الحياة حلم، موتى بلا قبور، طرطوف، العنب الحامض، التين، الملك لير، الزوبعة، النحيل، الملك هو الملك، قاضي وادي الزيتون، حرم سعادة الوزير».

 

كما كان للراحل حضور مميز في عمل إذاعي سلط الضوء على قضايا اجتماعية وخدمية مهمة برفقة الفنانة وفاء موصللي وهو «يوميات عائلية» الذي كان يبث في الثامنة من صباح كل يوم عبر إذاعة دمشق، وتتذكر أجيال عدة شارة هذا المسلسل التي تقول في مطلعها: «وينك يا عبد الرحمن؟ مين عم ينادي عليي؟ أنا مرتك مانك سمعان؟ شو بدها مرتي فيي؟». علماً أن حلقاته كتبها عبد الكريم إسماعيل وأخرجها مروان قنوع.

 

 

 

 

أخبار سورية الوطن ١_الوطن