العداء لروسيا وأولوية مواجهة الخطر الصيني هي العقيدة السياسية للإدارة الأميركية الجديدة التي يرأسها المدير التنفيذي جو بايدن، والذي سعّر من الخطوات العملية الهجومية ضد موسكو ابتداء من خطابه الأخير الذي قال فيه إن أيام تراجع الولايات المتحدة أمام التصرفات العدوانية لروسيا وتدخلاتها في انتخاباتنا وهجماتها السيبرانية وتسميمها للمواطنين انتهت بحسب زعمه.
الخطوات العملية العدوانية للإدارة الأميركية الجديدة تمثلت بإعلانها فرض حزمة عقوبات تشمل مؤسسات روسية ومسؤولين روس بحجة واهية وتبرير سخيف، وهي قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني وذلك بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة.
وعلى الرغم من أن موسكو أكدت أنها لن تترك العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا دون رد في إطار المعاملة بالمثل، إلا أن التصرف العدواني بحد ذاته يوضح بشكل جلي عن مخططات واشنطن تجاه روسيا بما يسمى سياسة العزل والاحتواء وذلك للتفرغ عند مواجهة التنين الصيني القادم من خلف البحار اقتصادياً وسياسيا وعسكرياً.
الأهم في ذلك أن السياسات الأميركية التي تستهدف موسكو وبكين ستجعل العلاقة الروسية الصينية في قمة التماسك وستعزز العمل والتنسيق الموحد لمواجهة العدو الأميركي المشترك، الذي يحاول عزل روسيا ومحاصرتها وبالتالي تحييدها عن حلبة الصراع بين أقوى اقتصادين عالميين.
واشنطن وعلى الدوام تستخدم أسطوانتها المشروخة وكلماتها المكررة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان عند بداية استهداف أي خصم لها مهما عظم وضعفت قوته، علها بذلك تستقطب من يسيل لعابه عند سماع هذه الكلمات أو تدغدغ مشاعره تلك الألفاظ وعلى هذا المبدأ أعلن بايدن أنه سيكون من الصعب على الصين الحصول على لقب زعيمة العالم، ما دامت مستمرة في نشاط يتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية وفق التعابير الأميركية المعتادة.
عاجلاً أم آجلاً ستكون المواجهة مفتوحة، وعلنية بين موسكو وبكين من جهة وبين واشنطن وأتباعها من الأوروبيين وغيرهم الذين يتماهون مع سياسة واشنطن العدائية ولذلك على روسيا والصين الاستعداد جيداً لمواجهة مكر السبعيني بايدن الرئيس التنفيذي الجديد لسياسات واشنطن العميقة.
(سيرياهوم نيوز-الثورة٥-٣-٢٠٢١)