الرئيسية » كتاب وآراء » الأسباب الأساسية لمعاناة السوريين!

الأسباب الأساسية لمعاناة السوريين!

 

 

*مكرم عبيد

نظلم انفسنا ومجتمعنا ووطننا سورية عندما نتحدث بأسى كبير عن الوضع المعاشي الخانق والوضع المالي الضاغط بشدة -وهو امر طبيعي وضروري أن نتحدث به -ولا نركز بقوة على المسبب والاسباب الآساسية لهذه الاوضاع والمعاناة وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي بقرار دول معتدية دون قرار من الامم المتحدة والذي يصل الى مرتبة الارهاب الاقتصادي وتجويع شعب والاضرار بصحته وكذلك.. عندما لا نشير الى قيام المحتل الامريكي الذي يتحدى قرارات الامم المتحدة حول سيادة سورية ووحدة اراضيها باحتلاله لجزء من شمال شرق سورية فيسرق وعملائه غازها ونفطها وقمحها وقطنها وينقلها بقوافل عبر الحدود الى الاراضي العراقية ومثله المحتل التركي لادلب واجزاء أخرى وهي المصدر الرئيسي للزيتون الذي يسرقه ويبيعه زيتاً في اسواق العالم ، فبهذا التركيز على المحاصِر والمحتل المعتدي وترداده على مسامع العالم هو واجبنا جميعاً لفضح هذه الممارسات الوحشية واللاانسانية

وفي الجانب الداخلي يجب ان نشير الى اي تقصير من اي مسؤول او تاجر او فساد فاسد وهم كثر ، ويتفاقم الفساد في كل حصار لابل انّٓ المحتل يشجع الفساد حتى في دول حليفة له طالما ان ذلك خارج بلده والذي لا يخلو من فساد ايضاً.

اما الحلول فهي باندحار الاحتلال اولا ،اما بضغط دولي او ضغط شعبي وطني ،وانهاء الحصار اللاشرعي ،وأن تأتي مساعدات من الاصدقاء والحلفاء أكثر جرأة وتحدي ،وعلى مستوى الداخل زيادة فعاليات الجمعيات من كل الاطياف وهي تقوم بدور ايجابي وان كان محدوداً ” وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ “وزيادة الاعتماد على اي انتاج محلي وعلى مستوى الاسرة ولا سيما في الارياف ،والعمل على ازاحة المقصرين ومكافحة الفساد كما مكافحة الارهاب والاحتلال ، انها امور صعبة ولن تكون مستحيلة على شعب تغلب على مر الدهور على صعوبات كبيرة ولا على دولة قهرت الارهاب ومن يقف وراءه من قوى عظمى .

فلنتوجه من خلال وسائل التواصل والاعلام الوطني والدولي بالتركيز على من يسرق ثرواتنا ومقومات عيشنا ويساهم في تردي عملتنا وتجويع وافقار شعبٍ بكامله وهو من يحتل ارضنا، والارض بمثابة العرض ،وهم المسببون لمعظم المعاناة والتجويع والافقار ،ولا ننسى المقصرين والفاسدين .

وعذراً على التركيز على هذه الامور في اكثر من مرة فعندما نجلد انفسنا يجب ان نذكر من يجلدنا ظلماً وعدواناً وبدون اي مسوغ دولي وبشكل اشد واقسى ويؤدي بنا الى الجوع والبرد والمرض والموت ونفضحه على مستوى الداخل والخارج .

(سيرياهوم نيوز 6-صفحة الكاتب4-3-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سيناريوهات ما بعدَ الحربِ على غزّ.ةَ

  كتب:د.المختار     بعدَ مرورِ أكثرَ من ستةِ أشهرٍ على بدءِ الحربِ على غزّ.ةَ، وسقوطِ أكثرَ من 33 ألفَ .قتيلٍ و76 ألفَ جر.يحٍ، تبدو ...