syriahomenews أخبار سورية الوطن
على رغم تراجع التفاؤل في الكيان الإسرائيلي بشأن مآلات المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، لا تزال جميع الوفود المفاوضة والوسيطة موجودة هناك، في محاولات مستمرة للتوصل إلى نتائج جدّية. وبينما غادر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو أمس، قرّر الوفد الإسرائيلي تمديد إقامته، ما يدلّ على وجود إمكانية معتبرة للتوصل إلى اتفاق.
ووفقاً للتقارير، وافقت إسرائيل على «مقترح ويتكوف»، على رغم التعديلات التي طرأت عليه، فيما يُنتظر موقف حركة «حماس» الرسمي بشأنه. وبحسب قناة «كان» العبرية، فإن المقترح بصيغته المحدثة يشمل «إطلاق سراح محدود لعدد من الأسرى، على الأرجح خمسة أحياء خلال الأيام المقبلة، مقابل وقف إطلاق نار لمدة خمسين يوماً، واستئناف إدخال الإمدادات، مع تحديد موعد لمناقشة المرحلة الثانية، والتي تشمل وقف الحرب بالكامل». ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات بين الأطراف حول التفاصيل والأعداد النهائية.
وفي هذا السياق، أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأن تقديرات المسؤولين تشير إلى أن «محادثات صفقة التبادل ستستغرق وقتاً»، مضيفة أنه «على رغم بقاء جميع الأطراف في الدوحة، من غير الواضح إلى أين يمكن أن تصل المفاوضات»، بينما أشارت «القناة 14» إلى أن «حماس تبدي مرونة في التفاوض، لكنها لم تتنازل عن مطلبها بإنهاء الحرب». كذلك، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصدر أمني قوله إن «جهود المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، قد تؤدي إلى إطلاق سراح خمسة مختطفين أحياء، لكنّ حماس لم توافق بعد على المقترح»، فيما أشار مصدر إسرائيلي آخر إلى أن «الجهود الحالية لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المختطفين، بل تهدف إلى إنقاذ أسرى أحياء قبل استئناف الحرب وتعريض حياتهم للخطر».
وفي تل أبيب، تترقّب الأوساط الإسرائيلية مجريات المفاوضات، وسط تظاهرات مستمرّة لأهالي الأسرى ومطالبات بضرورة استكمال الاتفاق واستعادة أبنائهم. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «نتنياهو سيجري يوم السبت تقييماً للوضع الأمني بمشاركة الوزراء وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، لبحث استمرار المحادثات بشأن صفقة الأسرى». وأضافت الصحيفة أن «إسرائيل أبلغت الوسطاء أنه إذا لم يتم تحقيق اختراق خلال اليومين المقبلين، فإن فريق التفاوض الموجود في الدوحة سيعود إلى تل أبيب». وبالتزامن مع ذلك، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «ويتكوف سيزور إسرائيل قريباً للاجتماع مع نتنياهو لمناقشة المقترح الجديد».
إسرائيل أبلغت أنه إذا لم يتم تحقيق اختراق خلال يومين، فإن فريق التفاوض سيعود إلى تل أبيب
ويأتي هذا فيما لا تزال مسألة المفاوضات ووقائع المحادثات في الدوحة محلّ انتقاد لدى معارضي نتنياهو، إذ وجّه رئيس «معسكر الدولة»، بيني غانتس، انتقادات إلى رئيس الحكومة، قائلاً: «في المخطط الأول للأسرى، كنا نعيد عشرة أسرى أحياء يومياً، وفي المخطط الحالي أربعة أسبوعياً، والآن نناقش مخططاً لإعادة خمسة أسرى أحياء شهرياً. الاستنتاج بسيط: إما أن نتنياهو يفاوض ويفاوض، أو أنه يماطل لكسب الوقت». ومن جانبه، قال اللواء (احتياط) يائير جولان، رئيس «حزب الديمقراطيين»، مهاجماً نتنياهو، إن الأخير «لا يريد إنهاء حالة الطوارئ والقتال في الجنوب. تحت ضغط سياسي ومشاكل شخصية، يسعى إلى تمديد حالة الطوارئ هذه إلى الأبد، والإبقاء على رؤية مستوطنة غوش قطيف حية تنبض بالحياة».
من جانبها، تواصل حركة «حماس» مشاوراتها الداخلية، حيث استقبل وفد من قيادة الحركة برئاسة محمد درويش وفداً من «الجهاد الإسلامي» في الدوحة، ضم الأمين العام للحركة، زياد النخالة، ونائبه. وناقش الطرفان «تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والانتهاكات الإسرائيلية، واللقاءات الأخيرة المتعلّقة باستئناف التفاوض». كما شدّدا على «ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق، والمضي في تنفيذ المرحلة الثانية دون شروط»، مؤكدين «التزام المقاومة بالتطبيق الأمين لما وُقّع عليه، وجاهزيتها التامة لاستكمال ذلك». ودان المجتمعون «جرائم الاحتلال في القدس والضفة، وتدمير المخيمات، ومنع الصلاة في الحرم الإبراهيمي».
وفي ما يتعلّق باجتماع وزراء الخارجية العرب مع المبعوث الأميركي، ومناقشاتهم حول الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي تبنّتها «جامعة الدول العربية»، فبحسب التقارير العبرية، فإن «المصريين خرجوا متشجّعين من الاجتماع مع ويتكوف في الدوحة». ونقل دبلوماسي خليجي حضر الاجتماع أن «الأطراف اتفقت على أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة يمكن أن تشكّل أساساً للنقاش، رغم وجود ثغرات»، وأن «الخطة هي نقطة بداية، وستكون هناك تغييرات أخرى».
أخبار سوريا الوطن١_الأخبار
