حذّر الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس من مغبّة “العبث بالأمن والشارع”، على خلفية تحركات شعبية غاضبة تخللتها أعمال شغب محدودة قبل نحو أسبوعين، مؤكداً أنّ الحفاظ على السلم الأهلي “خط أحمر” ومن مسؤولية الأطراف السياسية كافة.
وجاءت مواقف عون خلال “لقاء وطني” دعا إليه في القصر الرئاسي في بعبدا، وقاطعه رؤساء أحزاب مسيحية: القوات اللبنانية والكتائب وتيار المردة. كما غاب عنه رؤساء الحكومات السابقين (سنة) وعلى رأسهم سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل. وانتقد هؤلاء أداء السلطات، معتبرين أن الأولوية يجب أن تنصب على اتخاذ اجراءات إنقاذية ملحّة لوضع حدّ للانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يدفع المواطنين للنزول إلى الشارع.
ويشارك في اللقاء ممثلون عن حزب الله.
وقال عون، في كلمة بمستهل “اللقاء الوطني”، في بعبدا حسبما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” :”كنت أمل أن يضم الاجتماع جميع الأطراف والقوى السياسية لأن السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع وليس همة على فرد واحد مهما علت مسؤولياته، ولا حزب واحد، ولا طرف واحد”.
وأضاف أن “ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا للجميع لتحسس الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية”.
وأشار إلى أن “هناك من يستغل غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل”.
وأضاف :”لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق، وأطلقت بشكل مشبوه تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية، وتجييش العواطف، وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة والخاصة وتحقير الأديان والشتم، كحق مشروع للمرتكبين”.
وتابع :”وإزاء هذا التفلت غير المسبوق، وشحن النفوس، والعودة إلى لغة الحرب البائدة التي دفع لبنان ثمنها غاليا في الماضي، كان لا بد لي إنطلاقا من مسؤولياتي الدستورية، أن أدعو إلى هذا اللقاء الوطني الجامع، لوضع حد نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير”.
وأوضح أن “الاختلاف السياسي صحي وفي أساس الحياة الديمقراطية، ولكن سقفه السلم الأهلي، ومهما علت حرارة الخطابات لا يجب أن نسمح لأي شرارة أن تنطلق منها، فإطفاء النار ليس بسهولة إشعالها خصوصا إذا ما خرجت عن السيطرة، وهذه مسؤوليتنا جميعا، الحاضرين والمتغيبين”.
وقال :”يمر وطننا اليوم بأسوأ أزمة مالية واقتصادية، ويعيش شعبنا معاناة يومية خوفا على جنى أعمارهم، وقلقا على المستقبل، ويأسا من فقدان وظائفهم ولقمة العيش الكريم”.
وتابع :” ليس أي إنقاذ ممكنا إن ظل البعض مستسهلا العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب، عبر تجويع الناس، وترويعهم، وخنقهم اقتصاديا”.
بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب اليوم الخميس أن لبنان يمر بمرحلة مصيرية من تاريخه تحتاج إلى تضافر الجهود وتقديم مصلحة البلاد حتى يتم تخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية.
وقال دياب ، في كلمة خلال “اللقاء الوطني” حسبما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” ، إن هذه الدعوة تحمل في طياتها درجة عالية من المسؤولية الوطنية في الدفع نحو التقاء اللبنانيين في حوار يعطل صواعق الفتن ويفتش عن مخارج للأزمات العميقة التي يعيشها لبنان.
وأضاف أن “اللبنانيين يتطلعون بقلق إلى المستقبل، لأن الحاضر مرتبك، ولأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تترك خلفها ظلالا سوداء، ومآس مؤلمة، وأنينا اجتماعيا يصم آذان المكابرين عن الاعتراف بأسباب وقوة الوجع”.
وتابع :”نعم… البلد ليس بخير، كيف يمكن أن يكون الوطن بخير وهناك مواطن يجوع؟! نعم… هذا توصيف للواقع المزمن، ولكن العلاج هو مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة، وتمكنت من تخفيف الوطأة على الاحتياطي واحتواء تداعياته، عندما قررت بجرأة التوقف عن دفع الديون والتي كانت تبلغ نحو 6ر4 مليار دولار هذه السنة. تخيلوا النتيجة لو دفعنا من احتياطي لبنان هذا المبلغ!”.
وقال :”الكل اليوم معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ. ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية، لن يبقى شيء في البلد للتنافس عليه إذا استمر هذا الشقاق والقطيعة والمعارك المجانية”.
وأشار إلى أن اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة، و لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بسعر الدولار ، معترفا بان ليس كلامهم أي قيمة إذا لم يترجم إلى أفعال تخفف عن اللبنانيين أعباء وأثقال يومياتهم.
ولفت إلى أن اللبنانيين يريدون حمايتهم من الغلاء الفاحش، وتأمين الكهرباء، وحفظ الأمان والاستقرار ، ويريدون أن يتحرك القضاء ضد الفساد والفاسدين.
وتجمع عدد من المحتجين على طريق قصر بعبدا الرئاسي بالتزامن مع انعقاد اللقاء الوطني بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وعدد ممثلي الكتل النيابية.
وهذا التجمع للمحتجين جاء تلبية لدعوة اعتصامات صامتة تحت عنوان “لا ثقة”، وطالبوا باستعادة الاموال المنهوبة ومحاكمة الفاسدين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية، كما حمل بعضهم لافتات تطالب بحكومة إنقاذية ، بينما قطع عدد من المحتجين صباح اليوم الطريق الدولية في منطقة المنية شمال لبنان.
وتجمع عدد من المحتجين على طريق قصر بعبدا الرئاسي بالتزامن مع انعقاد اللقاء الوطني بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وعدد ممثلي الكتل النيابية.
وهذا التجمع للمحتجين جاء تلبية لدعوة اعتصامات صامتة تحت عنوان “لا ثقة”، وطالبوا باستعادة الاموال المنهوبة ومحاكمة الفاسدين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية، كما حمل بعضهم لافتات تطالب بحكومة إنقاذية ، بينما قطع عدد من المحتجين صباح اليوم الطريق الدولية في منطقة المنية شمال لبنان.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 25/6/2020