آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » «دمِّر كل شيء ثم تقدّم ببطء»: العدو يبدأ قضم أحياء غزّة

«دمِّر كل شيء ثم تقدّم ببطء»: العدو يبدأ قضم أحياء غزّة

واصل جيش الاحتلال عملية قضم أحياء مدينة غزة السكنية، في تكتيك عسكري لا يفتأ يستخدمه في أحياء الزيتون والصبرة جنوب المدينة، وجباليا البلد والشيخ رضوان والزرقاء شمالها، وهو ذاته الذي استُخدم في عملية «مركبات جدعون 1»، ويقوم على قاعدة «دمّر كل شيء، ثم تقدّم ببطء شديد».

 

ففي حي جباليا النزلة، زجّ العدو بنحو خمس ناقلات جند مفخّخة من طراز «m103»، تحوي كل واحدة منها نحو أربعة آلاف كيلوغرام من المتفجّرات، وسط منازل المواطنين، ثم بدأ بتفجيرها واحدة تلو الأخرى، ما تسبّب بدمار أتى على العشرات من المنازل. كذلك، استخدم أسلوباً جديداً في تدمير المنازل، حيث حمل سرب من طائرات «الكوادكابتر» كميات من المتفجّرات الشديدة الانفجار، تزن نحو 30 كيلوغراماً، لزرعها في المنزل المُستهدف ثم تفجيرها دفعة واحدة.

 

هذا التكتيك يتوازى مع قصف مدفعي وعمليات إخلاء للعشرات من المنازل المأهولة. ووفقاً لمصادر محلية، أنذر جيش الاحتلال 10 منازل في جباليا النزلة بالإخلاء الفوري قبل أن يقوم بتدميرها. ويشهد الحي المذكور وحي جباليا البلد، وهما آخر أحياء محافظة شمال غزة التي تحاذي حي الشيخ رضوان الذي يربط المدينة بشمالها، حملة تدمير ونسف شرسة جداً، أتت حتى اليوم على ثلثي منازلهما.

 

ويشير التقدّم من تلك الجهة، وكثافة القصف الجوي، إلى أن جيش الاحتلال ينوي تطويق المدينة من الجهة الشمالية الشرقية من خلال جباليا البلد، بعد أن أتم تدمير وإفراغ مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا بشكل كلي. أما محور الهجوم الآخر من الجهة الجنوبية، فهو حي الصبرة، الملاصق لحيَّي تل الهوا والرمال في قلب مدينة غزة، حيث يواصل العدو منذ أسبوعين عملية تدمير ممنهجة للبنايات السكنية، أتمّ في خلالها إخلاء مناطق واسعة.

 

إخلاء مدينة غزة إلى جنوب القطاع قد يستغرق شهرين قبل البدء الفعلي باقتحامها

 

ويستخدم جيش الاحتلال في ذلك القصف المدفعي المركّز – الذي تسبّب، أمس، باستشهاد عشرة مواطنين وإصابة العشرات -، بعدما رفض الأهالي إخلاء منازلهم، حتى بعد أن تلقّوا العشرات من منشورات الإخلاء، وطالبهم العدو بواسطة طائرات «الكوادكابتر» بالنزوح جنوباً.

 

وبحسب «هيئة البث الإسرائيلية»، فإن عملية إخلاء سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع قد تستغرق شهرين كاملين قبل البدء الفعلي في اقتحامها، فيما يقف مليون إنسان في الشمال وسط خيارات بالغة الصعوبة. فإلى جانب رحلة العذاب القاسية المرتقبة، فإن أكثر السكان فقدوا القدرة على تحمّل تكاليف النزوح المهولة.

 

ويقول عصام عزيز: «لا أحد يمتلك 3000 دولار للنزوح ونقل أغراضه إلى وسط القطاع أو جنوبه. رفع أصحاب العقارات إيجار المنزل إلى 2000 دولار، والشاحنة وتكاليف النقل تحتاج إلى 1000 دولار.

 

الحرب أكلت الأخضر واليابس، وقضت على المدّخرات كلها. الناس على الصفر. لأجل ذلك، البقاء في مدينة غزة وحتى الموت فيها مرّة واحدة أفضل من الموت بالتقسيط في رحلة النزوح المذلّة والقاسية».

 

هذان الحيرة والعجز يعيشهما ثلثا سكان مدينة غزة، الذين يُقدّر تعدادهم بمليون نسمة، وهو ما يفسّر عدم تسجيل أي حركة جماعية خلال الأيام الماضية، ما خلا بضع عشرات من الحالات التي تمتلك موطئ قدم بديلاً في وسط القطاع أو جنوبه. ويقول أحمد نبيل لـ»الأخبار: «أمضيت أسبوعاً وأنا أبحث عن منزل للإيجار في الزوايدة أو دير البلح، على اعتبار أن مناطق وسط القطاع ليست مُدرجة على قائمة الهجوم في المرحلة الحالية، ولكنني لم أجد.

 

وحتى الشقق المتوفرة عددها قليل ويطلب أصحابها مبالغ جنونية تصل إلى 2000 دولار شهرياً. من في غزة يمتلك هذا المبلغ في ظروف كهذه؟ من ينزح اليوم من غزة، يذهب إلى أقربائه أو أرض ينصب فيها خيمة.

 

أما الغالبية العظمى، فلا تمتلك القدرة على النزوح، ولا خيار لديها سوى البقاء». ويشار أيضاً إلى أن جيش الاحتلال، لم يعلن حتى اليوم أياً من مناطق القطاع على أنها منطقة إنسانية، في حين تستمر وتيرة القصف على نحوٍ أكثر شراسة في مدينة خانيونس جنوباً، والتي يوجّه الأهالي بالنزوح إليها، وهو ما يعني أن مساحة الأمان والنجاة تقلّصت إلى الصفر.

 

وعلى الصعيد السياسي، يواصل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إدارة لعبة التفاوض بما يخدم العملية العسكرية، ضمن أسلوبه المفضّل والمتكرّر، إذ أعلن، أول من أمس، نيته إرسال وفد التفاوض، ولكن بعد تحديد مكان جديد للمفاوضات، في حين قدّرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن المكان المُرجّح الجديد هو إحدى الدول الأوروبية أو الإمارات. ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن مفاوضات سرّية تجري في الوقت الحالي للتوافق على إطار لصفقة جديدة، لا تبدي إسرائيل أي حماسة لها، قياساً باندفاعها لاحتلال مدينة غزة وتدميرها.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«البنتاغون» يفرض قيوداً على استخدام أوكرانيا الصواريخ الأميركية ضد روسيا

  ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (السبت)، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تمنع أوكرانيا سراً من استخدام أنظمة الصواريخ الأميركية ...