كتب محمد خير الوادي :
استطيع ان اجزم ،ان اكثر شخص في العالم منزعج من زيارة ولي العهد السعودي الى امريكا ، هو نتنياهو . فنتائج هذه الزيارة ،رفعت القلق الاسرائيلي الى مستويات غير معهودة ، لانها صدٌعت كثيرا من الخطوط الحمر التي فرضتها اسرائيل في المنطقة خلال نصف القرن الاخير .وسافصل في ذلك .
لقد بذلت اسرائيل جهودا محمومة لمنع العرب من امتلاك الطاقة الذرية ، وصاغت موقفها هذا عبر ما اسمته ” بعقيدة بيغن” ، الرامية الى منع العرب من امتلاك الطاقة النووية ،وابقاء الهيمنة الاسرائيلية المطلقة في هذا المجال .ولذلك دمر الكيان الصهيوني المفاعل النووي العراقي عام 1981 ، ودفع باتجاه تفكيك البرنامج النووي الليبي عام 2003، وشن الطيران الاسرائيلي عام 2007 غارات على ما اسمته اسرائيل -انذاك -مفاعلا نوويا سوريا . اضافة الى ذلك ، فقد نظم الموساد عملية شاملة ضد علماء الذرة العرب ، اسفرت عن اغتيال العشرات منهم .واليوم تخرق السعودية – وبمساعدة امريكية- هذا الخط الاحمر الاسرائيلي الاحمر ، من خلال ااتفاق مع واشنطن ،لاقامة مفاعلات نووية امريكيية في السعودية لاغراض سلمية . ونتنياهو سيكون غير قادر على تدمير تلك المفاعلات ،لانها امريكية .
والخط المحرم الاسرائيلي الثاني التي اجتازته السعودية هو ، الحصول على موافقة امريكية لشراء احدث الاسلحة الامريكية بمافيها مقاتلات اف- 35. لقد كان امتلاك تلك الاسلحة محظورا على العرب ، ومتاحا لاسرائيل لابقاء تفوقها الكامل في الاجواء العربية . وستكون ايادي اسرائيل مقيدة في تدمير تلك الاسلحة الامريكية .
والخط الاحمر الاسرائيلي الثالث الذي تم اختراقه نتيجة هذه الزيارة ، هوسعي السعودية – بمساعدة امريكية – للتحول الى واحد من اكبر المراكز العالمية في انتاج اشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي ، وهي الوسائل الوحيدة لمن يود العبور الى المستقبل .
ولم يجرؤ نتنياهو على مواجهة الرئيس ترامب الذي نظم هذه الزيارة السعودية الهامة ، ولذلك فضل رئيس الوزراء الاسرايلي اللجوء الى اساليب غير مباشرة للتعبير عن قلقه وانزعاجه من الرئيس ترامب . فهو – اي نتنياهو – قرر ان يخرب الجهود السلمية التي يبذلها الرئيس ترامب في الشرق الاوسط . وقد بدأ النتن نشاطه هذا من خلال تسريب اخبار عن تعثر المفاوضات السورية الاسرائيلية التي تتم برعاية امريكية .وامعانا في الاستفزاز ، قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بزيارة غير مسبوقة للمناطق السورية ،التي احتلتها اسرائيل بعد سقوط النظام البائد . كما ضاعفت حكومة المتعصبين الصهاينة جهودها ، لعرقلة خطط السلام الامريكية في كل من غزة ولبنان وسورية . وفي الوقت نفسه ، حركت اسرائيل ذيولها في الساحة السورية للاعتداء على الجيش العربي السوري في الرقة ، كما رفع الانفصاليون في السويداء من وتيرة تحديهم للحكومة السورية .
باخنصار، نتنياهو منزعج حقا ، من نتائج زيارة ولي العهد السعودي الى واشنطن , والطامة الكبرى بالنسبة للنتن ، ان يكون الرئيس ترامب هو الذي يرعي الاحداث، التي تثير القلق والانزعاج لدى نتنياهو .
واختم بالقول، ان مستوى ضغط نتنياهو قد ارتفع كثيرا ،بسبب قرار ترامب ، اعتبار السعودية حليفا استراتيجيا لامريكا من خارج الناتو . فقد احتكر رئيس الوزراء الاسرائيلي هذه الصفة لعقود طويلة . واليوم ينتهي هذا الاحتكار . وطبيعي ، ان بثير هذا الامر حفيظة نتنياهو ، ويؤجج مكامن القلق لديه .
(أخبار سوريا الوطن1-مركز الوادي للدراسات الأسيوية)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
