الرئيسية » الأخبار المحلية » علم الجمهورية العربية السورية رفرف عالياً في دبي والتفاؤل الاقتصادي العنوان الأبرز … سورية تحيي يومها الوطني بـ«إكسبو دبي» باحتفالية تليق بحضارتها

علم الجمهورية العربية السورية رفرف عالياً في دبي والتفاؤل الاقتصادي العنوان الأبرز … سورية تحيي يومها الوطني بـ«إكسبو دبي» باحتفالية تليق بحضارتها

دبي – سيلفا رزوق – تصوير طارق السعدوني

الإثنين, 15-11-2021

احتفى معرض «إكسبو دبي 2020» أمس بـ«اليوم الوطني لسورية»، وخفقت قلوب الآلاف من السوريين فرحاً وهم يرون علم بلادهم يرفرف عالياً في سماء دبي، وفي محفل هو الأهم عالمياً ويوم حمل عنواناً يدخل في صميم وجدانهم.

«يوم سورية الوطني»، توافد إليه العشرات من السوريين والإماراتيين المدعوين رسمياً، وحرص الجميع على مشاهدة هذه اللحظة التاريخية بعد حرب طاحنة، مؤذناً بمرحلة فيها ما يكفي من الأمل بالعودة من جديد، فيما حرص المئات من زوار المعرض على الوقوف خارج مكان الاحتفالية لمتابعتها رغم أن توقيت انطلاقها كان مبكراً.

الحفل الرسمي، بدأ برفع العلمين السوري والإماراتي وعزف النشيدين الوطنيين، وسط تصفيق حار من الحضور الذي عاش لحظات مؤثرة ودافئة.

بعدها ألقى ممثلو الجانبين الرسميون كلماتهما الافتتاحية وهنّأ فيها المدير التنفيذي لمكتب المفوض العام لإكسبو دبي 2020 نجيب محمد العلي، سورية على مشاركتها المميزة بالمعرض وبشعار عنونته «معاً المستقبل لنا».

ولفت العلي إلى أن العالم يواجه آثار جائحة «كورونا» التي أودت بحياة الكثيرين وأثرت في الاقتصاد وغيرت طريقة الحياة، مبيناً أن «إكسبو دبي 2020» فرصة مثالية للتعاون بين الجميع والعمل معاً لبناء مستقبل أكثر أماناً وسعادة وفق شعار تواصل العقول وصنع المستقبل.

من جهته، قال رئيس الوفد السوري المشارك، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامي خليل: إن «سورية تسعى لاستثمار كل الإمكانات والطاقات المتاحة لتنمية اقتصادها وتؤمن بأن التعاون الدولي هو المحرك الأساس لأي عمل اقتصادي»، داعياً إلى مشاركة سورية المرحلة الحالية مرحلة العمل والإنتاج والبناء.

وأضاف: «في اليوم الوطني لسورية الذي يشهد نماذج وعروضاً متنوعة لمراحل تاريخية مختلفة قطعتها في سيرها نحو المستقبل ندعوكم لأن تشاركونا مرحلتنا الحالية، مرحلة البناء والعمل والإنتاج، مستفيدين من قوانين مهمة وجديدة في الاستثمار، ومن تشريعات كثيرة داعمة للإنتاج والتصدير والاستثمار ولاستقطاب كل المهتمين والمحبين لسورية، ومن فرص استثمارية كثيرة متنوعة وواعدة في قطاعات مختلفة، ستشكل كلها بالتأكيد قاعدة للنهوض الاقتصادي الذي يتطلع إليه كل السوريين أينما كانوا».

وزير الاقتصاد التقى وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي، وبحث معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، وسبل توفير خطط عمل جديدة لخلق مسارات للتكامل الاقتصادي وتطوير التبادل في بعض القطاعات المهمة في البلدين.

وأكد الجانبان ضرورة تطوير قطاع النقل بين البلدين لتوفير بيئة خصبة للتبادل التجاري ومعالجة التحديات اللوجستية التي تعوق الحركة التبادلية للسلع والمنتجات، إضافة لتفعيل نظام الإعفاءات الجمركية.

نشاطات يوم سورية الوطني كانت وفق التوقعات ووفق ما يستحقه هذا اليوم، فجاء التنظيم مميزاً، في حين منح توزيع الفعاليات وتنوعها المناسبة إضافة مؤثرة حازت على إعجاب كل من تابعها، فحضرت سورية بتنوعها وحضارتها وإرثها الثقافي.

كما كان للحضور الحلبي وقع مميز مع زيارة الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي للجناح السوري والحفل الذي أحياه محمد خيري بالتحية للمرحوم صباح فخري وللقدود الحلبية الساعية للتسجيل في قوائم اليونيسكو العالمية.

الحضور الأهم للاقتصاد

نشاطات يوم سورية التي غلب عليها الطابع الفني والثقافي، استكملت بمسير وطني كرنفالي لافت شارك فيه سوريون جالوا في معظم أرجاء «إكسبو دبي»، لينتصف نهار أمس باجتماع اقتصادي مهم خصص لعرض الفرص الاقتصادية في الجمهورية العربية السورية، وحمل شعار «سورية بوابة العبور للعالم»، وشارك فيه وفد كبير من رجال الأعمال السوريين ووفد كبير إماراتي ضم رئيس غرفة تجارة وصناعة عجمان عبد اللـه المويجي، والأمين العام لغرف الصناعة والتجارة حميد محمد السالم، ومدير الدائرة الاقتصادية باتحاد غرف التجارة والصناعة، أحمد جامع القيزي، ومسؤول العلاقات العامة بغرفة أبو ظبي، عبد اللـه الأميري، ومسؤول العلاقات العامة لغرفة دبي، راشد آل علي، وعضو مجلس إدارة تجارة عجمان، عبد اللـه سعيد حميد النعيمي، ووكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي، راشد عبد الكريم البلوشين، إضافة إلى ممثلي الأقسام التجارية في عدد من الدول المشاركة بـ«إكسبو دبي».

وأشار وزير الاقتصاد إلى نقاط القوة الموجودة بالاقتصاد السوري ولأي فرصة استثمارية في سورية، مبيناً أن تكاليف الاستثمار في سورية هي الأرخص في المنطقة سواء على مستوى تكاليف الترخيص أو العمالة أو الخدمات، وذلك رغم سنوات الحرب التي مرت عليها وهذا يعتبر من أنواع الدعم لأي مشروع يقام في سورية.

ولفت إلى دور القوى العاملة المدربة والمؤهلة، إضافة للخبرات والكثير من الموارد القادرة على تلبية احتياجات الصناعات، مبيناً أن سورية حتى اليوم مازالت الأولى بالإنتاج الزراعي باستثناء القمح المستولى عليه في المناطق الشمالية الشرقية، وهي تستهلك من إنتاجها، وهذا شكل أحد الضمانات للشعب السوري.

وبين الخليل، أن سورية تعمل على برامج التحول الرقمي والدفع الإلكتروني، مشيراً إلى سياسات العمل الداعمة للإنتاج والتصدير والقوانين الأخيرة التي أعطت المرونة والدعم الكامل لكل من يرغب بالاستثمار في سورية.

بدوره، اعتبر معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أن الحرب الظالمة على سورية، وما أحدثته من أضرار في البنية التحتية والعملية الإنتاجية والاقتصاد الوطني بشكل عام، فرضت استخدام كل الوسائل لتجاوز آثار هذه الحرب من قبل مختلف الجهات والقطاعات سواء منها الحكومية أم الخاصة، حيث كانت الدبلوماسية الاقتصادية إحدى الأدوات التي جرى العمل على تفعيلها لخدمة الاقتصاد الوطني، مبيناً أن هذه الأداة أحد مظاهر الدبلوماسية الحديثة، وهي ترمز إلى الأنشطة والجهد الدبلوماسي الرسمي الذي يهدف إلى زيادة الصادرات عبر إيجاد منافذ في الأسواق الخارجية للمنتج الوطني، وجذب الاستثمارات عبر التعريف بالبيئة الاستثمارية وجدوى الاستثمار، كما أن تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى يفتح آفاقاً واعدة لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري معها.

ولفت سوسان إلى أن الظروف التي تمر بها سورية نتيجة الحرب، جعلت من الدبلوماسية الاقتصادية أحد المهام الأساسية لوزارة الخارجية والمغتربين وسفاراتنا في الخارج، وهذا الجهد الدبلوماسي الاقتصادي يمتد أيضاً إلى الجاليات السورية المقيمة على امتداد دول العالم انطلاقاً من رؤية الدولة على أنهم شركاء أساسيون في عملية إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني وستكون لهم الأولوية في مشاريع إعادة الإعمار.

التفاؤل الاقتصادي سيد الموقف

وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر الأمين العام لاتحاد الغرف في مكتب اتحاد الغرف بدبي، حميد محمد بن سالم، أن الاستثمار في سورية هو استثمار ناجح وطويل الأمد خاصة مع المعطيات من قوانين تحفيزية يقدمها قانون الاستثمار الجديد لها، مؤكداً أن سورية معروفة تاريخياً بأنها بلد صناعة وبلد تجارة ولديها اليد العاملة الماهرة والخبرة في الأعمال وريادة الأعمال، كما أن موقعها مهم جداً منذ الأزل، معبراً عن أمله في أن تكون الاستثمارات بداية متجددة أخرى تنهض بالاقتصاد السوري.
ولفت بن سالم إلى أن القطاع الخاص الإماراتي ونظيره السوري ظلا على تواصل على مدار السنوات وهذا التواصل لم ينقطع، مشيراً إلى أن الإمارات تواجدت في معرض دمشق الدولي بوفد كبير ضم العشرات من رجال الأعمال، كما استقبلت رجال أعمال سوريين عام 2019 في أبو ظبي بمؤتمر الاستثمار، مؤكداً أن الإمارات تبحث دائماً عن الشراكة وتسعى للتنسيق في هذا الإطار مع سورية.
واعتبر، أن الكثير من القطاعات في سورية مفتوحة اليوم للاستثمار، وهناك قانون يشجع على الاستثمار، وقال: «اللقاءات المتتابعة بين الجانبين ستفرز شراكات بين الجانبين في القطاع الخاص وستفرز استثمارات جديدة تعود بالنفع على الجانبين».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، بين عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عجمان، عبد الله سعيد النعيمي، أن المكالمة التي جرت بين الرئيس بشار الأسد والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزيارة وزير الخارجية والتعاون الإقليمي في دولة الإمارات الشيخ عبد اللـه بن زايد إلى دمشق وما سبقها من إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق أعطت مؤشرات اختصرت الطريق على الاقتصاديين لإعادة تفعيل العلاقات بين الجانبين.
ولفت النعيمي إلى أهمية التواصل الدائم بين رجال الأعمال بين الجانبين، لكي يتمكن الجانب الإماراتي الراغب بالاستثمار في سورية من الاطلاع على كامل التفاصيل والتسهيلات والمؤشرات على إمكانية الاستثمار، معتبراً أن الإعلان عن المشروع الإماراتي في سورية والخاص بالطاقة الكهروضوئية شكل فاتحة خير لاسيما أنه جاء بعد زيارة وزير الخارجية والتعاون الإقليمي في دولة الإمارات إلى دمشق.
ودعا النعيمي إلى ضرورة أن تكون البيئة الاستثمارية في سورية أكثر مرونة لتشكل حافزاً لدى جميع المستثمرين للعودة إليها وتغير الصورة السائدة عن إمكانية الاستثمار فيها.
رئيس مجلس الأعمال السوري – الإماراتي المشترك، محمد غزوان المصري، وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد أن المجلس يتجه لتفعيل المشاريع المتوقفة، كاشفاً أن الجانب الإماراتي يميل لاستئناف هذه المشاريع والمقدرة بمئات الملايين وربما المليارات من الدولارات.
ولفت المصري إلى أن الجانب الإماراتي أبدى اهتماماً بموضوع الزراعة ولديه رغبة بالاستثمار في هذا المجال، مؤكداً أن هذا الأمر سينعكس إيجابياً على المواطن السوري لاسيما أن سورية بحاجة للمشاريع الزراعية والحيوانية والدولة تشجع هذا الأمر.
وأكد، أن الجانب السوري في مجلس الأعمال المشترك بانتظار الأسماء الإماراتية التي سيتم تعيينها بالمجلس لاستضافتهم في سورية واستئناف تبادل الزيارات بهدف اطلاعهم على فرص وإمكانات الاستثمار في سورية.
وكشف المصري، أن النشاط الاقتصادي بين الجانبين السوري والإماراتي سيشهد حركة متسارعة في المرحلة القادمة برعاية المجلس وسيكون ملموساً خلال الأيام القادمة

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية تدين بقوة العدوان الإسرائيلي على بيروت والدعم الأمريكي والغربي لكيان الاحتلال

أدانت سورية بقوة الجرائم الإسرائيلية المستمرة في المنطقة وآخرها العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، والدعم العسكري والسياسي الأمريكي والغربي لهذه الاعتداءات، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني ...