الرئيسية » من المحافظات » أهلنا في السويداء قطعوا دابر الفتنة.. ومسؤوليتنا كأحزاب تمثيل مطالب الناس

أهلنا في السويداء قطعوا دابر الفتنة.. ومسؤوليتنا كأحزاب تمثيل مطالب الناس

 

بقلم:جاد الله قدور

 

لم يمض يوم واحد على مقالي السابق الذي حمل عنوان (“قيصر” لن يثني صمودنا .. والاشتراكية خلاصنا) حتى كانت عروس المحافظات الجنوبية (السويداء) تشهد أحداثاً مؤسفة أزهقت فيها روح مواطن سوري شاب يؤدي دوره الوطني في صفوف قوى الأمن الداخلي، من قبل بعض المخربين الذين أرادوا العبث بأمان محافظتهم واستقرارها، لذلك بدايةً لا بد من الترحم على روحه الطاهرة وأرواح كل شهداء هذا الوطن المعطاء.

لقد طالبنا في المقال بتركيز (العمل الحكومي على اجتراح الحلول البديلة والسريعة الكفيلة بوقف تدهور الوضع المعيشي وإغاثة هذا المواطن الصامد) وطالبنا أيضاً بـ (رفع الصوت الشعبي في وجه رموز الفساد، لتعريتهم أولاً وتشكيل رأي عام ضاغط وداعم لأي جهود مبذولة لمكافحتهم)، إلا أننا أكدنا على (رفع الصوت) دون المساس ببنية الدولة ومؤسساتها التي تمثلنا جميعاً وتضمنا جميعاً، وقد كان أهلنا في السويداء على الميعاد عندما سارعوا للتأكيد على ضرورة مواجهة الأزمة التي تمر فيها البلاد (بالصبر والتعقل والتعاون مع الجميع) وذلك على لسان الشيخ حمود الحناوي، مما وضع الحد القاطع لكل محاولات المتربصين استغلال ما حصل لاستهداف الصمود السوري.

إن ما جرى في السويداء يُظهر مجموعة من الحقائق، وفي مقابلها مجموعة من البراهين التي أثبتت وطنية أهل السويداء، في مقدمتها أن ثمة احتقان شعبي كبير ناجم عن سوء المعيشة قد يتم استغلاله من أي طرف كان، ليس في السويداء وحسب إنما في كل المحافظات والمناطق، مما يتطلب مواجهة واعية ومسؤولة من الحكومة، قائمة على التدخل السريع والإيجابي لتأمين ظروف أفضل لمعيشة السوريين.

الحقيقة الثانية: ثمة أياد عابثة يتم استغلالها من أطراف خارجية، وما ظهور ملثمين في مبنى المحافظة في السويداء إلا رغبة في تأزيم الموقف، ومحاولة لتحميل المسؤولية لأكبر عدد من شبان المحافظة، بالتالي توسيع دوائر التوريط، إلا أن ما أظهره شباب السويداء اليوم من مسؤولية بمساعدتهم في تنظيف مبنى المحافظة والشوارع المحيطة يقطع دابر هذه الفتنة.

الحقيقة الثالثة: إن استشهاد شرطي في السويداء تأكيد على رغبة بإعادة تأجيج المعارك في سورية والعودة لحالة العسكرة التي لم تجر على البلاد سوى الدمار والخراب، وهذه الحالة لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني له مصلحة كبيرة فيها لتخفيف ضغط عمليات المقاومة التي تستهدفه في الداخل الفلسطيني، وهو ما يعيه جيداً عموم أهلنا في السويداء لذلك كان هناك حرص كبير من الجميع على التهدئة وتثبيت الاستقرار.

الحقيقة الرابعة: هناك محاولة لإعادة إضرام نيران الطائفية والمناطقية من خلال التركيز على خصوصية السويداء بحد ذاتها، لكن أهل المحافظة أثبتوا ارتباطهم الوطني وتمسكهم بوحدة سورية أرضاً وشعباً وقيادة.

الحقيقة الخامسة: إن إعادة استهداف مؤسسات الدولة المدنية هي دليل قاطع على رغبة المتربصين بأن تتحول سورية إلى دولة فاشلة بلا مؤسسات مستقرة ليسهل تفكيك الدولة من جهة، ولإعطاء شرعية لبعض الكانتونات المدعومة من قوى الاحتلال التي ظهرت في شمال شرق وشمال غرب البلاد، إلا أن أبناء السويداء قطعوا الطريق على هذه المحاولة أيضاً عندما توجهوا اليوم إلى أماكن عملهم اليوم وعملت المؤسسات بسلام هناك.

وفي الختام، يؤكد أهلنا في السويداء يوماً بعد يوم أنهم على النهج الذي سار عليه القائد سلطان باشا الأطرش عندما قاد الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي رافضاً ورفاقه في قيادة الثورة كل ما طرحه الاستعمار الفرنسي من محاولات التقسيم والتف رفاقه الثوار حول قيادته من أمثال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بدمشق، والشيخ صالح العلي في الساحل، والزعيم إبراهيم هنانو في حلب، والمجاهد عياش الحاج في دير الزور فكانوا مثالاً للنضال الوطني المشترك.

واليوم يعيد التاريخ نفسه عندما تلتف كل المناطق السورية خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس المفدى بشار الأسد من أجل قيادة البلاد لتجنب العواصف المرسومة لها من اجل الوصول إلى بر الأمان، واستعادة وحدة البلاد وكل شبر محتل من ترابها.

أما شرعية أي مطلب شعبي فلا بد من التذكير بأنها لا تمر عبر أي عمل عنفي إنما عبر توحيد الجهود المطلبية ومأسستها، وهذه مسؤولية الأحزاب والقوى الوطنية بتبني مطالب الناس وبلورة احتياجاتها لحمل هذه المطالب للمؤسسات والجهات ذات العلاقة والضغط من اجل تلبيتها، لذلك أمامنا في حزب الاشتراكيين العرب وبقية الأحزاب عمل كثير علينا القيام به، لنكون على قدر المسؤولية ونمارس عملنا الوطني على أكمل وجه.

*الأمين العام لحزب الاشتراكيين العرب

(سيرياهوم نيوز ٣-حزب الاشتراكيين العرب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحامد يستقبل مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقتين الساحلية والوسطى

        استقبل السيد محافظ طرطوس فراس احمد الحامد مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان UNPF بالمنطقة الساحلية والوسطى السيدة ديمة النائب.   ...