لأنّ لمعلولا خصوصية ومحبة كبيرة لدى كلّ السوريين خاصةً, ومحبي المواقع التراثية والأماكن المقدسة في كل بقاع الأرض عامةً, حيث زاروها من كل بقاع الأرض أفراداً ووفوداً مجتمعية ورسمية، ولأنّ هذه المدينة موضوعة على اللائحة التوجيهية, أي مرشحة لتسجل على لائحة التراث العالمي، كان لا بدّ لأيّ خطوة خدمية ترميمية أو تأهيلية فيها أن تحظى باهتمام ومتابعة كبيرين، فقد أعلنت محافظة ريف دمشق مؤخراً المصادقة على عقد المرحلة الأولى لمشروع الفج الشرقي «فج مار تقلا» الأثري في المدينة بالتوافق والتنسيق مع مديرية الآثار والمتاحف, وفق الشروط الفنية الخاصة الموضوعة حفاظاً على قداسة المكان وقيمته الأثرية من أيّ تأثير سلبي.
وأكدّ رئيس مجلس المدينة- إبراهيم الشاعر لـ«تشرين» أنّ المرحلة الأولى من العقد, والتي رصد لها ما يقارب 25 مليون ليرة، ستكون عبارة عن إنشاء مجرى جانبي لمياه الأمطار والسيول التي تؤدي إلى حتّ وتعرية التربة في المكان, وكذلك رصف حجارة من نوعية التربة نفسها لحماية التربة و«قساطل» مياه الشرب التي تمد الدير ومدينة معلولا بالمياه، إضافةً لإزالة بعض التشوهات، وكل ذلك بإشراف محافظة ريف دمشق والتنسيق والتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف.
بدوره أكد مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض لـ«تشرين» أنّ فج مار تقلا مقدّس وله قيمة تاريخية وأثرية كبيرة لدى السوريين بكل أطيافهم وفي العالم أجمع، وتسعى «الآثار والمتاحف» قدر المستطاع إلى تخفيف أيّ قدر من المداخلات في الفج، كما لا توافق على أيّ مشروع خدمي داخل الفج لا يتوافق مع قيمته وقداسته وحمايته، مشيراً إلى أنّ المديرية تخوض معركة للدفاع عن التراث, وتسعى لرفع المواقع الأثرية السورية المسجّلة على لائحة التراث العالمي من قائمة المواقع المعرضة للخطر، وهذا يتطلّب بذل مزيدٍ من الجهود من المؤسسات الأخرى جميعها في هذا التوقيت المهم، وبذل مزيد من التنسيق عالي المستوى في أيّ عمل يخص هذه المواقع الأثرية.
مدير دائرة الآثار والمتاحف في ريف دمشق جهاد أبو كحلة أكد أنّه سيتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع مديرية الآثار في ريف دمشق وفق الشروط الفنية الموضوعة، مشيراً إلى أنّ الجميع هدفه واحد ويعمل لأجله وهو خدمة الأماكن الأثرية والمقدسة بالشكل الذي يليق بها, ولذلك قد تمّ رفض مشروع خاص لمد أنابيب للمياه المالحة في الفج مسبقاً.

يوسف الحيدر 

سيرياهوم نيوز 6 – تشرين 19/1/2021