بعد حوادث التسمم العديدة التي جرت مؤخراً نتيجة تناول أنواع أسماك سامة وخاصة البالون في محافظتي اللاذقية وطرطوس وتسجيل بعض الوفيات، ومع قيام الدكتور أديب سعد- أستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في كلية الزراعة في جامعة تشرين، والدكتور غيث معروف المدرس الاختصاصي في أمراض الحساسية والسموم في كلية الطب في جامعة تشرين بنشر أطلس الأسماك السامة والمؤذية والضارة إلكترونياً، توجهت «تشرين» للدكتور سعد مستفسرة عن الأطلس، الذي حرص على وضعه بين يدي المواطنين، نزولاً عند رغبة العديد من الزملاء والأصدقاء والمعارف، والذي تم إعداده خلال السنوات الثلاث الماضية، بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكان ينتظر طباعته الورقية ونشره ورقياً، لكن تسارع الأحداث، وضرورة وصول محتوى هذا الأطلس إلى أكبر شريحة من المجتمع دفع المؤلفين للعمل على نشره إلكترونياً .
وأضاف د.سعد: يمكن لأي شخص مهتم أو مؤسسة معنية تنزيله وتداوله, آملاً أن يحقق الفائدة المرجوة لجميع الإخوة المواطنين مستهلكي الأسماك والسائحين والصيادين ومرتادي البحر.
تصنيف وتوثيق
وأردف د.سعد: لقد تم خلال هذا البحث تصنيف وتوثيق الأنواع السمكية البحرية التي تعيش في المياه الإقليمية السورية، والتي تسبب أضراراً بمستويات مختلفة للإنسان: ابتداء من الضرر الخفيف والحساسية حتى الضرر المميت، وتم تقديم شرح علمي لكل خطر أو ضرر، بما فيها السموم التي تحتويها بعض الأنواع، كما تضمن الأطلس صوراً ملونة إيضاحية لكل نوع سمكي مرفقة بالموقع التصنيفي (من الرتبة حتى النوع)، وكذلك الاسم العلمي والإنكليزي الشائع والاسم المحلي السوري، مع شرح الأجزاء المؤذية من جسمه، ومستوى الضرر والخطورة التي يسببها كل نوع سمكي، وكيفية الوقاية من الضرر، ووسائل معالجة كل نوع من هذه الأضرار, فتم توثيق /9/ أنواع سامة بلحمها ( أي تسبب التسمم للإنسان من خلال تناول لحمها)، و / 3/ أنواع سامة بدمها ( أي التي تحوي المادة السامة في الدم)، و /13 / نوعاً من الأسماك العظمية المؤذية والسامة، من خلال الوخز أو اللسع بالأشواك السامة، و/4/ أنواع من الأسماك الغضروفية المؤذية عن طريق اللسعة السامة بالأشواك، الموجودة على جسمها وبشكل خاص الذيل، كما تم توثيق /4/ أنواع من الأسماك الكهربائية Electric fishes التي تعيش في المياه البحرية السورية، والأسماك الكهربائية وهي الأسماك التي تنتج الكهرباء عن طريق الأجهزة أو الأنسجة العضلية المتخصصة.

وفي القسم الأخير من هذا العمل تم تقديم شرح حول التسمم السكومبريئيدي، أو السيغاتيري، أو ما يسمى أيضاً بالتسمم الهستاميني، مع عرض الصور والأسماء العلمية والمحلية للأسماك التي تسبب هذا التسمم، وهو مرض ينتقل عن طريق تناول الأسماك (المتفسخة) التالفة، إذ يعد هذا التسمم شائعاً بالمأكولات البحرية، وفي نهاية هذا القسم تم عرض قائمة لأنواع الأسماك التي تسبب التسمم السكومبريئيدي ( أو السيغاتيري) والتي تعيش في المياه البحرية السورية / 18 نوعاً/ ، مع الاسم العلمي والاسم المحلي والإنكليزي الشائع، إضافة إلى صورة كل نوع بهدف تسهيل تمييزه.
ويرى د. سعد أن هذا البحث أول دراسة شاملة وموثقة للأسماك السامة والمؤذية والضارة للإنسان على مستوى البحر المتوسط، لذلك تساهم نتائجه في التقليل من حوادث التسمم بالأسماك بمختلف أشكالها، ويعد الأطلس وسيلة بالغة الأهمية لكل من العاملين في مجال الصحة العامة، والصيادين، ومرتادي البحر.
لماذا لم تتم طباعته؟
وعن عدم طباعة الأطلس ورقياً قال د. سعد:
كنت قد سلمت النسخة الأصلية إلى رئاسة جامعة تشرين منذ سنة ونصف السنة بهدف طباعة نحو 500 نسخة ورقية لتوزيعها، والتي بدورها أخذت مشروع الأطلس إلى المطبعة لطباعته، ولأسباب مادية وإدارية تم التأخر في الطباعة، «ورب ضارة نافعة»، فعندما رأينا مدى الحاجة الملحة لوجوده بمتناول كل المتعاملين مع الأسماك والبحر، ولعدم مقدرة كل الناس على شراء النسخة الورقية لارتفاع تكلفة الطباعة، ولسهولة استخدام النسخ الإلكترونية مقارنة بالورقية، قررنا نشره إلكترونياً، بهدف الوصول لأكبر شريحة من المجتمع، ومراعاة للوضع الاقتصادي لمعظم القطاعات المستهدفة بهذا الأطلس.

وساهم الأطلس في التعريف إقليمياً وعالمياً بمنجزات جامعة تشرين العلمية، ورفع مستوى التصنيف العلمي للجامعة، وبنشره إلكترونياً أصبح بمنزلة طبيب مرافق لأي سائح أو صياد أو مرتاد البحر، حيث يكفي إذا ما تعرض لحادث تسمم، أو وخز أو لسعة ضارة من قبل سمكة ما، يكفي أن يكون معه بعض الوحدات في هاتفه، لكي يستطيع فتح شبكة الانترنت ويضغط على رابط الأطلس ليقرأ كيفية معالجة الضرر، أو الأذى الذي أصابه من خلال اطلاعه على الصفحة التي تحمل صورة السمكة التي صادفها، وأسفلها مكتوب أعراض التسمم أو اللسع وطريقة معالجة هذا الأذى.
اهتمام دولي بالأطلس

تعكس الأرقام التي وجدت على البحث من خلال قاعدة البيانات النافذة للبحوث الدولية الإلكترونية Research gate مدى الاهتمام والمتابعة للبحث، إذ بلغ عدد المستفيدين الذين اطلعوا على أطلس الأسماك السامة والمؤذية في المياه البحرية السورية 2463 خلال 48 ساعة من نشره في النافذة، وفقاً لما جاء في قاعدة البيانات، وقد جاء ترتيب الدول الأكثر اطلاعاً على الأطلس وفق الآتي: 1- سورية، 2- الولايات المتحدة الأمريكية، 3- تركيا ، 4- فرنسا ، 5- إيران، 6- الإمارات العربية المتحدة، 7- مصر ، 8- ألمانيا، 9- العراق، 10- إسبانيا، ثم لبنان وروسيا واليونان بنفس المستوى، كما أظهرت قاعدة البيانات أسماء الجامعات ومراكز البحوث الأكثر اطلاعاً على الأطلس في كل دولة يمكن متابعة التطورات على الرابط التالي

https://www.researchgate.net/…/348335317…/references

أيمن فلحوط

سيرياهوم نيوز 6 – تشرين